"فتش عن إسرائيل".. "مودرن دبلوماسي" تكشف سر استبعاد مصر من "قمة الديمقراطية"
منذ نجاح ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان في مصر، ثم قيام الجمهورية الجديدة والتغييرات التي أحدثتها سياسة البناء والتشييد، ثم توالي انعقاد المؤتمرات الدولية التي تحرص القيادة المصرية على حضورها أو استضافتها، مثل: مؤتمرات الشباب والمناخ، كل هذه الأنشطة البارزة عززت حجم النجاحات والتغييرات التاريخية التي حققتها الدولة المصرية.
وقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الجماهير المصرية إلى تحقيق قفزة تاريخية من الثورة إلى السلطة، وأصبحت البلاد بانتظار افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة بدعم واستثمارات صينية كبيرة، وتقول مجلة Modern Diplomacy إنه من الممكن باختصار الربط وإيجاد علاقة منطقية بين بناء الجمهورية الجديدة في مصر والدور الصيني في مشروعات القاهرة.
وبحسب فحوى تصريحات السيسي، الذي وصف فيه المشاريع الجديدة التي ستفتتحها مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن: "العاصمة الإدارية الجديدة إعلان للجمهورية الجديدة بعد فترة صعبة مرت بها مصر"، كما تهتم القيادة السياسية في مصر بإنشاء مدن جديدة تعرف باسم مدن الجيل الرابع والتي تعتبر نقطة تحول في قطاع العقارات في مصر، ويوجد بها حوالي 20 مدينة، ومن المتوقع أن تستوعب حوالي 30 مليون شخص، مثل: العاصمة الإدارية الجديدة، العلمين الجديدة، الجلالة، المنصورة الجديدة، الإسماعيلية الجديدة، غرب أسيوط، شرق بورسعيد، غرب قنا.
وبالتأكيد تأتي العاصمة الإدارية الجديدة على رأس التطور العمراني الذي تشهده مصر حاليا بمختلف الاستثمارات الصينية والدولية، حيث ستكون هذه العاصمة مقرًا لمركز القيادة الإستراتيجية للدولة، ومركزًا سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا رائدًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على أسس جديدة، بما في ذلك ما تتضمنه من معايير دولية متقدمة بإنشاء مدينة المال والأعمال، كمركز يخدم القاهرة الكبرى ومحافظات قناة السويس، أي بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، وستكون من أكبر المراكز في الشرق الأوسط والمنطقة، وذلك لخدمة توجه الدولة الساعية إلى دعم مستقبل نفوذها في المنطقة لتشكيل ركيزة لمشاريعها الاقتصادية في البحر المتوسط وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس.
ورصدت المجلة دخول الاستثمارات الصينية المختلفة بالعاصمة الإدارية الجديدة وقناة السويس وغيرها، كأحد الأسباب التحليلية الرئيسية التي يفهم منها زيادة حدة المنافسة والاستقطاب الدولي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا في مصر وجميع دول المنطقة، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول قدرات الداعمين لمصر من أطراف أخرى، وهذا هو الحال الآن.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحديد تداعيات المنافسة الإقليمية والاستقطاب الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة مصر في قطاع الطاقة واكتشاف حقول الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، وتوقيع اتفاقية شرق المتوسط بين مصر، اليونان، قبرص، ودخول الجانب الإسرائيلي كمنافس في مشروعات الطاقة والغاز الطبيعي لمصر، كان من الأسباب الرئيسية لاستثناء مصر من الدعوة الأمريكية لحضور قمة الديمقراطية، لأسباب متعلقة بالمنافسة الإقليمية بين إسرائيل والقاهرة في قطاع الطاقة والغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لحليفها الإسرائيلي في مواجهة ودعم قطاع الطاقة في مصر وإنجازاته غير المسبوقة ودخول إسرائيل كمنافس.
في السنوات الأخيرة، أدى ذلك إلى تغيير خريطة الطاقة برمتها لصالح مصر، وإزالة الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب، حتى اعتبرت واشنطن مصر "من أكبر عشر دول في العالم التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي في المياه العميقة". هذا وفقًا لتقديرات موقع "طاقة البيانات العالمية" الأمريكي المعروف.
وبحسب المجلة، لعل من أكثر الأمور التي أثارت غضب الجانب الإسرائيلي بشأن مصر الإنجازات المصرية في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكهرباء وتصديرها إلى الخارج، ومشروع توليد الطاقة الشمسية في بنبان بمحافظة أسوان، الذي فاز بالجائزة السنوية المتميزة كأفضل مشروع من البنك الدولي في عام 2019، على المستوى العالمي، ونجاح مصر في التحول على الأرض إلى مركز إقليمي للطاقة في مواجهة إسرائيل، كان ذلك كافيا لإسرائيل لتلعب دورا سلبيا في التشكيك في نجاحات الدولة المصرية، بقيادة الرئيس السيسي، وأحد أسهلها هو مدخل الديمقراطية.
وقالت المجلة: "إن اهتمام العالم أجمع بمؤتمرات الشباب السنوية التي دعا إليها الرئيس السيسي، وحرصه على استضافة مؤتمرات للشباب المصري والدولي لوضع أسس السلام العالمي، كان السبب الرئيسي وراء الغضب الإسرائيلي لعدم قدرتهم على استضافة وإطلاق مؤتمرات مماثلة للشباب على الصعيد الدولي وتوجيه شباب العالم نحو القاهرة، من خلال الرئيس السيسي تحققت نتائج ملحوظة وخلق وضع جديد في الدولة المصرية للشباب على كافة المستويات. لذا، يمكن تحليل مؤتمر الديمقراطيات الأميركية، كنقطة جذب للشباب في جميع أنحاء العالم الذين يسعون إلى الديمقراطية ووفقا للترويج الأمريكي هذا لدعم الجانب الإسرائيلي باعتباره الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة".
وختمت المجلة: "بناء على ذلك، يمكن فهم حقيقة إنجازات الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، وتنصيب عهد الجمهورية الجديدة، وباعتبارها حقبة جديدة تشهدها مصر بكل قطاعاتها وفئاتها وتحولها إلى مركز اقتصادي واستثماري عالمي، بعد الإنجازات والإصلاحات والمشاريع الوطنية المتعاقبة، كل ذلك سيجعل مصر دولة قوية قادرة على المنافسة في الاقتصاد العالمي وأكثر تأثيرا في بيئتها الإقليمية، وهذا هو السبب على المدى الطويل، الذي ربما لم يلاحظه الكثيرون".