الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل تنجح وساطة ماكرون في تسوية الأزمة اللبنانية الخليجية؟

الرئيس نيوز

ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واصل في مكالمة، السبت، بين السعودية ولبنان، جهوده للتوسط في محاولة لإنهاء الخلاف الدبلوماسي الذي أدى إلى فرض دول الخليج عقوبات على بيروت وطالب الرئيس الفرنسي، وهو أول زعيم غربي يزور المملكة العربية السعودية منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018، بالاتصال خلال لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جدة، خلال جولة تهدف إلى تعزيز التأثير وبصمة النفوذ الفرنسي في المنطقة.

واستدعت السعودية سفيرها وطردت المبعوث اللبناني في أكتوبر بعد أن انتقد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حرب التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

كما حظرت الواردات من لبنان، الذي يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود وحذت دول خليجية أخرى حذو الرياض في استدعاء مبعوثيها من بيروت، وقال ماكرون إنه تم اتخاذ خطوة مهمة مع استعداد السعودية لإعادة التواصل المالي مع لبنان بعد الجولة الأولى من المحادثات الثلاثية.

وقال ماكرون للصحفيين في جدة: "لقد عملنا معًا بشأن لبنان ثم اتصلنا برئيس الوزراء اللبناني ميقاتي معًا لنقل الرسالة الواضحة من المملكة العربية السعودية وفرنسا بأننا نريد المشاركة تمامًا ونريد الانخراط حتى نتمكن من مساعدة الشعب اللبناني والقيام بكل شيء حتى يحدث الانفتاح الاقتصادي والتجاري"، على الرغم من أن تصريحات قرداحي أثارت غضب دول الخليج، إلا أن جذر الخلاف بين دول الخليج هو نفوذ حزب الله المدعوم من إيران، على الرغم من المساعدات المالية السعودية المليارات لبيروت على مدى العقود الأخيرة.

 وقال قرداحي يوم الجمعة إنه سيستقيل بناء على طلب فرنسي وقال مسؤولون فرنسيون إن السعودية وافقت على إعادة سفيرها إلى بيروت، لكن لم يتضح أنها ستفعل ذلك ورفض اقتراح فرنسي بأن يزور رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي جدة لعقد اجتماع ثلاثي مع ماكرون وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجاء في بيان سعودي فرنسي مشترك أنهما اتفقا على "آلية مشتركة" لتقديم مساعدات إنسانية شفافة للبنان، فضلا عن ضرورة حصر الأسلحة بمؤسسات الدولة الشرعية، في إشارة مستترة إلى حزب الله.

وتجاهل ماكرون الانتقادات الموجهة لزيارته إلى السعودية، مركزًا على رغبة فرنسية معلنة لمساعدة لبنان، وقال في تصريحات أدلى بها في دبي الجمعة: "كيف يمكننا محاولة الحفاظ على الاستقرار الذي نعمل من أجله في الشرق الأوسط، إذا قلنا لم نعد نتحدث مع المملكة العربية السعودية".

 وقال ماكرون إن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في لبنان، لها دور تلعبه في المناقشات. قال: "هذا لا يعني أننا نوافق أو ننسى، وهذا لا يعني أننا لا نطلب شركاء"، وقال مسؤول فرنسي إن اتفاق السعودية على إعادة التواصل مع لبنان كان مقابل زيارة رفيعة المستوى قام بها زعيم غربي، وقال مسؤول إقليمي إن فرنسا صعدت الضغوط خلال الأسابيع القليلة الماضية.

 وقال المسؤول: "مع الانتخابات الفرنسية المقبلة، من المهم بالنسبة لماكرون أن يحرز تقدمًا في هذا الملف"، ويرافق ماكرون وفد من رجال الأعمال، وفي دبي أعلن عن بيع طائرات رافال المقاتلة وطائرات الهليكوبتر بقيمة 19 مليار دولار، وفي جدة، أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة عن مشاريع مشتركة مع شركتي إيرباص و فيجياك إيرو الفرنسيتين.