هل انتهت الأزمة السعودية اللبنانية باستقالة قرداحي من منصبه؟
قالت الباحثة في الشؤون الخليجية، أميرة الشريف، إن استقالة وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، من منصبه، ربما تعمل على تهدئة الأمور في الخليج نسبيًا، موضحة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعب دورًا في نزع فتيل الأزمة، إلا أن الأمور لن تستقر على مطلقًا بسبب قناعة المملكة السعودية أن "حزب الله" مهيمن على الحكومة.
لفتت الشريف إلى أن تصريحات قرداحي كانت الأداة التي استخدمت في التعبير عن الغضب الخليجي، جراء تغول "حزب الله" على القرار اللبناني، أضافت: "ماكرون يهمه الاستقرار في لبنان، وربما لعب دورًا في تلك التهدئة".
كان قرداحي، قال خلال وقت سابق إن الحرب في اليمن عبثية، ولا طائل من ورائها، وأن ما تقوم به جماعة "أنصار الله" هو شكل من أشكال الدفاع عن النفس. مما ترتب عليه، غضب خليجي، وسحب للسفراء، وطرد للسفير اللبناني.
وتقدم قرداحي باستقالته، الجمعة الماضية، وتضمنت ملحوظة مهمة تضمنتها ورقة الاستقالة. وحملت الورقة التي قدمها الوزير إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي تاريخ الثالث من نوفمبر، وهو ما علق عليه ميقاتي أمام الصحفيين، قائلا: "تاريخ الاستقالة في ٣ تشرين تاني يعني من شهر ناوي".
يكشف ذلك عن وجود نية للوزير قرداحي بالاستقالة منذ اندلاع الأزمة غير أنه أجلها، وحين سأله الصحافيون اليوم في المؤتمر الذي أعلن فيه تقدمه بالاستقالة عن سبب رفضه السابق قال إنه كان يريد أن يقول إن "لبنان لا يستحق هذه المعاملة".
واستقال قرداحي في نهاية المطاف بعدما تزايدت مطالباته بالاستقالة من قبل وزراء في الحكومة بحسب تصريحاته اليوم للصحفيين، إذ وجد أن استمراره "نوع من العبث" ولذلك قرر التخلي عن منصبه "لمصلحة لبنان".
أكد قرداحي أنه لم يقصد في كلامه عن حرب اليمن الإساءة لأحد، لافتا إلى أن "حرب اليمن لن تستمر إلى الأبد وسيأتي يوم يجلس فيه المتحاربون على الطاولة للتحاور".