الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

صبا مبارك في حوار لـ"الرئيس نيوز": راهنت على نجاح "بنات عبدالرحمن" والفنان مش مصلح اجتماعي

الرئيس نيوز

-  "بنات عبدالرحمن" فيلم تجاري فني صنع للجمهور.. واخترت شخصية "زينب" بعد قراءة كل الشخصيات

-  الفن غير ملزم بتقديم رسالة ويكفي أن يقدم للجمهور ترفيه محترم والفنان ليس سياسي ولا مصلح اجتماعي

 لا علاقة لـ"داعش" بالأفكار التي نقدمها في الفيلم .. ونناقش أفكار رجعية موروثة ضد المرأة من أيام الجاهلية

-  تبنيت الفيلم من البداية مع زياد وقررت أن أشارك انتاجيا في صناعته واعتبره "ابني"

 شعرت في بعض الأحيان أن هناك من هم أقل كفاءة وخبرة يحصلون على فرص أهم وأكثر مني

 أتمنى تقديم كافة اللهجات العربية وفي هذا العام فقط قدم 3 لهجات هي المصرية في "السرب"والأردنية في "بنات عبدالرحمن"                     والعراقية في "ليلة السقوط"

-  لا يصح أن نضع مهرجان الجونة في مقارنة مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يتميز بالأصالة والعراقة


تشارك النجمة الأردنية صبا مبارك ضمن سباق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفيلم "بنات ‏عبدالرحمن"، والذي لاقى قبول كبير وإشادات واسعة، فور عرضه خلال فعاليات المهرجان ‏بدورته الـ43، وتحدثت صبا مبارك في حوار مع "الرئيس نيوز"، حول تجهيزات الفيلم الذي ‏تعتبره "ابنها"، كما تكشف أسباب مشاركتها إنتاجيا في الفيلم، وتفاصيل أخرى كثيرة.‏

وإلى نص الحوار: ‏

بداية .. هل نعتبر أنك اختيارك لفيلم "بنات عبدالرحمن" الهدف منه دعم قضايا المرأة ؟

ليس بالضرورة أن أقدم أعمالا تخص المرأة، ولكني اختار عمل فني متكامل يحمل قضية معينة، سواء كانت لها علاقة بالمرأة أو الأطفال أو حتى الحيوانات، وأهتم أيضا بقضايا اللاجئين، ولكن في النهاية يجب أن يعجبني العمل نفسه والحدوتة التي يرويها، أما عن فكرة دعم المرأة العربية، فهذا أمر طبيعي وواجب على كل فنانة، وليس من خلال التمثيل فقط، ولكن علينا دعم المرأة بشكل عام في حياتنا اليومية.

معنى ذلك أن اختياراتك في جميع أعمالك يجب أن تحمل قضية معينة أو رسالة ؟

إطلاقا، فأنا اهتم فقط بالموضوع الحلو، ولا اعتبر أن الفن ملزم بتقديم رسالة، الفن في الأساس للترفيه، وهناك خطأ شائع منتشر بشكل غريب بأن الفن رسالة، ويجب علينا تصحيحه، لأننا كفنانين لسنا سياسيين ولا مصلحين اجتماعيين، والهدف من عملنا هو تقديم مواد ترفيهية محترمة تعبر عن مجتمعاتنا، وتنقل قناعات مؤمنين بها، وأنا شخصيا أؤمن بكل ما اقدمه سواء كان عمل للترفيه أو عمل يحمل رسالة ويناقش قضية معينة، واعتبر أن الفلسفة والتنظير في الفن مجرد كلام فقط، والفنان الذي يهتم بالتنظير طوال الوقت لا يقدم شيئا على أرض الواقع.

البعض يرى أن "بنات عبدالرحمن" يواجه أفكار داعش المتطرفة .. فما تعقيبك ؟

الفيلم ليس له أي علاقة بداعش، ولكنه يناقش أزمات المرأة العربية منذ الجاهلية، وداعش لم تدخل هذه الأفكار لمجتمعاتنا، ولكنها موروثات قديمة ورجعية وخاطئة من أيام الجاهلية تحدث في حق المرأة، وعلينا أن نخترق الحواجز ونواجه هذه الأفكار من خلال الفن والثقافة والتوعية.

هل توقعتي ردود الفعل القوية على الفيلم خلال عرضه الأول في مهرجان القاهرة السينمائي ؟

أقول لك بصراحة شديدة، كنت متوقعة رد فعل الجمهور والاحتفاء بالفيلم، خاصة أنني دخلت العمل من البداية كتحدي، وعندما شاهدت تصفيق الجمهور في قاعة العرض، وتعليقاتهم بأصوات مرتفعة "برافو"، شعرت بسعادة كبيرة جدا، لأنني دخلت من البداية لتقديم عمل يرضي الجمهور ويتفاعل معه ويفرح به، واعتقد أننا حققنا ذلك في "بنات عبدالرحمن"، فالجمهور كان يسقف مع كل مشهد ويشيد بالعمل والأداء وكل التفاصيل طوال عرض الفيلم.


عن أي جمهور تتحدثين .. والفيلم يعرض ضمن مهرجان القاهرة السينمائي ؟

لمن لا يعرف فيلم "بنات عبدالرحمن" صنع للجمهور، فهو فيلم تجاري فني في نفس الوقت، وكان طموحي أن يعرض جماهيريا بدور العرض وسيحدث هذا قريبا، ولكن أيضا اتحدث عن جمهور المهرجان نفسه، فأغلب الحضور كانوا من الجمهور العادي، والفيلم برغم أنه بلهجة غير مصرية، ولكنه حقق مردود كبير، في ظل أن الجمهور المصري لم يتعود على متابعة أعمال فنية بلهجات أخرى، فدائما جميع الدور العربية تتابع اللهجة المصرية وتتابع الأعمال المصرية، وهذا الجمهور الذي شاهد الفيلم لم يتعود على مشاهدة أفلام بلهجات تونسية أو أردنية أو مغربية أو خليجية أو غيرها، فهو جمهور عادي ولكنه ذهب وحصل على تذاكر لمشاهدة الفيلم كأي فيلم سينما.

ألم تخشي من إثارة أزمة بسبب مشهد النقاب مع السجاير .. وتعرضك لهجوم من البعض ؟

أولا أنا مستعدة لأي هجوم، ولكن لا اعتقد أن المشهد سيثير أزمة أو يعرضني لأي هجوم، فهناك سيدات كثر محجبات ومنقبات وبيشربوا سجاير عادي، ومن الممكن في المجتمع المصري مثلا يكون أم مثير بعض الشيئ، ولكنه مناسب جدا للبيئة التي أنتج بها الفيلم وهي الأردن، فأنا أصنع فيلم أردني مناسب جدا للبيئة الأردنية، وأذكر مثلا أن جدتي كانت محجبة وأنا طفلة وتشرب سجائر بشكل عادي جدا في العلن، ولا تنسي أن  الشخصية التي اقدمها (زينب) في الأساس ارتدت النقاب غصبا عنها وبدون اقتناع، وعندما اتخذت قرارها قررت خلع النقاب، وأصبحت تشرب السجائر في العلن، وفي النهاية عندما تخلصت من أزمتها بطلت السجائر تماما، لأنها لم تعد في حاجة لتفريغ طاقتها في شرب السجائر.

البعض رأي أن هذا المشهد هدفه إثارة البلبلة والسعي خلف التريند .. ما تعقيبك ؟

نحن نقدم شخصية درامية ولا اعتقد ان الجمهور سيهاجمها لهذا السبب الغريب، فما لمسته أن الجمهور الغير سينمائي الذي شاهد الفيلم كان انطباعه ايجابي وجيد جدا، وخرجوا من الفيلم بكل حفلاته خلال المهرجان مرحبين ومبسوطين ومستمتعين جدا بالعمل، وحقيقة لم اسعى يوما للتريند، وعمري ما أقدمت على أي شئ بقصد اثارة بلبلة حولي (انا مش بتاعة الكلام ده ومش هعتذر عن المشهد لو حتى حصل مشكلة)، فأنا مؤمنة جدا بالعمل وتبنيته منذ البدايه ومؤمنة جدا بكل تفاصيله.


وكيف جاءت مشاركتك في صناعة الفيلم .. ولماذا اخترتي شخصية "زينب" ؟   

في الحقيقة عندما عرض صديقي المخرج زياد أبو حمدان السيناريو حبيت الفكرة جدا، فهم مجموعة من السيدات الجميلات ولكل منهم قصتها المثيرة، وقال لي زياد حرفيا عايز اسمك علشان اعرف ابيع المشروع وانفذه) وقولت له تعالى نقرأ للأخر، وخلال مرحلة القراءة كان يعرض علي كل مره شخصية أخرى، في البداية عرض شخصية زينب، ثم سماح، مرورا بكل الشخصيات تقريبا، ولكني اخترت شخصية زينب، برغم أم جميع الشخصيات لها تفاصيل تتقاطع مع شخصيتي، وهذا المشروع مع زياد منذ فترة طويلة، وعندما شعرت أن السكة طويلة والعمل سيتأخر ويتعثر، قررت أن اتعاون مع زياد لسرعة خروج المشروع للنور (قررت أكون معاه وأشاركه ونجيب فلوس علشان نعمل المشروع ده)، ومن هذه اللحظة بدأنا خطوات فعلية لتنفيذ المشروع واعتبر هذا الفيلم (ابني)، برغم ما واجهناه من صعوبات، خاصة أن الانتاج السينمائي مختلف تماما عن الانتاج التليفزيوني.

هل تنوع اللهجات العربية يرهقك في العمل الفني .. خاصة أنك تتواجدين في عدة دول عربية لها لهجات مختلفة ؟

بالعكس، هو أمر ممتع جدا ومثير للاهتمام، وان شاء الله اسعى لتقديم كل اللهجات العربية بكافة أقطارها، فهو حلم اسعى لتحقيقه، فمثلا خلال هذا العام فقط قدمت 3 أعمال بثلاث لهجات مختلفة، منها اللهجة المصرية في فيلم "السرب" الذي سيعرض قريبا، وفي مسلسل "ليلة السقوط" العراقي قدمت اللهجة العراقية، حتى في لبنان قدمت عملا باللهجة اللبنانية، وان شا الله اختم كل اللهجات.

بعض مشاهدك في السيارة كانت خطرة جدا .. هل استعنتي بدوبلير أم قدمتيها بنفسك ؟

"شوت" واحد فقط قدمه دوبلير، لأنها كان شديد الخطورة وبه حيوانات، وكان يجب أن أحمي نفسي من أي ضرر، أما باقي المشاهد قدمتها بنفسي لأنني بطبيعتي أهوى المغامرة في قيادة السيارات، وعلى رأي المصريين (صايعة سواقة).


سبب قلة أعمالك بالدراما والسينما المصرية .. وهل اتقان اللجة المصرية أمر سهل ؟

حقيقة اشعر أني ظلمت كثيرا فنيا في ادواري، وارى أن بعض من هم أقل كفاءة وخبرة يحصلون على فرص أفضل وأكثر، وازيدك أننى تعرضت لحروب لابعادي وهذا اصابني بيأس في مرحلة معينة وقلت لنفسي (انا بعمل في نفسي كده ليه)، ولكن في النهاية أؤمن بقول الله تعالى "فأما الزبد فيذهب جفاء .. وأن ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، وتمسكت بالاصرار وانطلقت بمسيرتي، وكان الوقود الدائم لي في هذه المسيرة كـ"البنزين" هم أهلي الذين يفخروا بعملي ويساندوني ويدفعوني للنجاح والإصرار لعملي بالمهنة التي احبها واعتبرها شغفي، وأتمنى في المستقبل أن اتواجد بشكل أكبر في مصر، وللعلم اللهجة المصرية ليست سهلة على الاطلاق، واخدت وقت وجهد وإصرار لكي اتقنها، ولكن في النهاية المصريين عندما يسمعون لهجتهم من أي مواطن غير مصري يعرفون، وأن تصل لدرجة أن تتحدث بلهجة مصرية مع مصريين ولا يكتشفوا أنك لست مصريا فهذا أمر في غاية الصعوبة.

ما الذي يختلف في مصر عن غيرها من الأقطار العربية ؟

أول شئ هو أن مصر هي البلد الثاني لأي جنسية عربية أخرى، ستجد أن أي مواطن عربي من أي قطر غير مصر يرى أنها هي بلده الثاني، فحقيقة لا اشعر اطلاقا أنني لست في بلدي، فالناس في مصر يحتضنوا الجميع، وبها دفئ شديد، وأخلاقيات تجبرك على احترام أهلها وتقديرهم كتقديرك لوطنهم.

أخيرا .. بحكم تواجدك في الاثنين لأكثر من مره .. ما الفرق بين مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الجونة السينمائي ؟

حقيقة أحزن عندما أسمع الحديث عن مقارنة بين القاهرة السينمائي الدولي والجونة، وانا شاركت من قبل كعضو لجنة تحكيم في القاهرة السينمائي منذ سنوات، والمقارنة بين المهرجانين ظالمة جدا، فالقاهرة السينمائي دولي ويتمتع بالعراقة، والجونة مهرجان مميز أيضا، ولكن لا يجب أن نضعهما في مقارنة، بل يجب أن ندعم إقامة مهرجانات أخرى لتنتعش صناعة السينما.