الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

استطلاع: الأميركيون فقدوا ثقتهم في الجيش بعد الانسحاب من أفغانستان ويعتبرون الصين أبرز أعدائهم

الرئيس نيوز

اعتبر الأميركيون أن الصين هي أبرز عدوّ لبلادهم، كما تقوّضت ثقتهم بالجيش الأميركي إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات، حسبما أظهر أول استطلاع للأمن القومي يُعدّ منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وفق ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

أعدّ الاستطلاع مؤسسة "بيكون ريسيرش"، لمصلحة مؤسسة ومعهد رونالد ريجان الرئاسيين، وشمل 2523 أميركياً عبر الهاتف والإنترنت، في الفترة بين 25 أكتوبر و7 نوفمبر، بهامش خطأ 1.96%.

وللمرة الأولى منذ بدأ "معهد ريجان" بإعداد مسح للأميركيين بشأن الأمن القومي، قبل أربع سنوات، وصف 52% من مواطني الولايات المتحدة الصين بأنها الدولة التي تشكّل أبرز تهديد لبلدهم، بعدما كانت النسبة 21% قبل أربع سنوات. وجاءت روسيا في المركز الثاني، بنسبة 14%، علماً أن 30% من الأميركيين اعتبروا قبل ثلاث سنوات أنها تشكّل الخطر الأكبر على بلدهم، متقدّمة على الصين (21%).

ووجد المسح أن 37% من الأميركيين أدرجوا شرق آسيا على أنها المنطقة التي يجب أن تنشر فيها الولايات المتحدة غالبية قواتها العسكرية، فيما حلّ الشرق الأوسط ثانياً، بنسبة 17%.

وأشار روجر زاخيم، مدير "معهد ريجان" في واشنطن، إلى أن المسح أظهر زيادة ضخمة في عدد الأميركيين من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، الذين يرون في الصين أبرز تهديد للولايات المتحدة، وأضاف: "تُظهر الزيادة المطردة بشأن الصين مدى قوة التحدي. يدرك الناس أن التهديد الذي تشكّله الصين ليس أمنياً فقط، ويشمل ذلك مخاوف اقتصادية وسياسية وأخرى مرتبطة بحقوق الإنسان".

تراجع الثقة بالجيش
كذلك أظهر الاستطلاع تبدّل موقف الأميركيين إزاء المؤسسة العسكرية، إذ أفاد 45% منهم بأن لديهم "مقداراً كبيراً" من الثقة بالجيش، مقارنة بـ70% قبل ثلاث سنوات. وذكر 10% من المستطلعين أنهم "لا يثقون كثيراً" بالجيش، مقارنة بـ2% قبل ثلاث سنوات.


وفي هذا الصدد، لفت زاخيم، إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت نشر الجيش الأميركي مرات في شوارع البلاد، بما في ذلك أثناء الاحتجاجات التي تلت وفاة الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد تحت ركبة شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس، وأثناء اقتحام أنصار للرئيس السابق دونالد ترمب، مبنى الكابيتول في 6 يناير الماضي، محاولين منع المشرعين من تأكيد فوز جو بايدن في الانتخابات. 

واعتبر زاخيم، أن ذلك ربما ساهم في إشاعة فكرة أن الجيش بات مسيّساً، مضيفاً أن الذين يُعربون عن ثقة كبيرة بالجيش يقولون إنهم يحترمون جنوده، ولو أن لدى آخرين مخاوف بشأن تسييس الجيش، معتبرين أن هذا الأمر سلبي بشكل متزايد. وتابع: "هذا الشعور العام بالسلبية يأتي غالباً من القيادة السياسية. قد تكون هذه هي الطريقة التي يقوم بها مسؤولون منتخبون وقادة مدنيون بتسييس الجيش".

أفغانستان والأمن القومي
وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن إحصاءات تفيد بتراجع الإعجاب بالجيش بنسبة 11% هذا العام. ففي فبراير الماضي، عندما طرح المعهد السؤال ذاته، قال 56% من الأميركيين إن لديهم ثقة كبيرة بالجيش، فيما ذكر 6% أن ثقهم معدومة به.


وبين استطلاعَي فبراير ونوفمبر، نفذت الولايات المتحدة انسحاباً فوضوياً من أفغانستان، منهية حرباً استمرت عقدين، كما أهملت آلافاً من الأفغان الذين ساندوا قواتها. كذلك أسفر تفجير انتحاري خارج بوابة مطار كابول، أثناء عملية الانسحاب، عن مصرع 13 جندياً أميركياً وجرح 30 آخرين، فيما سقط مئات من الأفغان.

وفي حين أن الاستطلاع لم يربط الانسحاب الفوضوي بتقلّص الثقة بالجيش، ذكر مشاركون أنهم شعروا بأن الحرب في أفغانستان مسّت الأمن القومي للولايات المتحدة. وأظهر الاستطلاع أن 59% من الأميركيين اعتبروا أن الحرب كانت "فاشلة في الغالب"، مقارنة بـ50% في فبراير. وحمّل 49% من المستطلعين بايدن مسؤولية الانسحاب الأميركي الفاشل، فيما أشار 20% إلى سوء تخطيط عسكري.

ورأى 48% من المشاركين في الاستطلاع، أن استيلاء حركة "طالبان" على السلطة يشكّل "تهديداً كبيراً" لأمن الولايات المتحدة.