ليندا جرينفيلد.. دبلوماسية "البامية" وسفيرة أمريكا بالأمم المتحدة
لديها أكثر من 30 عامًا من الخبرة بالخارجية، دبلوماسية سابقة تحظى باحترام كبير حتى أن وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، سعى إلى إعادتها إلى وزارة الخارجية، وهي فخورة ومنفتحة على حد سواء بشأن جذورها السوداء في لويزيانا، بما في ذلك تجاربها التي نشأت في الجنوب.
على عكس سفراء الولايات المتحدة الآخرين لدى الأمم المتحدة الذين سعوا إلى استخدام المنصب لتعزيز حياتهم السياسية الخاصة، من المتوقع أن تكون ليندا جرينفيلد جندية متواضعة وأمينة على رسائل الإدارة إلى العالم عبر الأمم المتحدة، ويكلف كل من يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بنقل موقف الولايات المتحدة من القضايا الإنسانية والسلام والأمن الرئيسية في اجتماعات مجلس الأمن الدولي والاجتماعات الرسمية للأمم المتحدة.
العلاقات الأمريكية الإفريقية
تتمتع ليندا توماس جرينفيلد بسجل مهني في الخدمة الخارجية مع مرتبة الشرف بعد التحاقها بالسلك الدبلوماسي عام 1982، عملت في جامايكا ونيجيريا وجامبيا وكينيا وباكستان وسويسرا، وبين عامي 2008 و2012 عملت على ملفات وقضايا إنسانية معقدة وشاركت في جهود حفظ السلام في فترة ما بعد الصراع في ليبيريا، قبل تعيينها سكرتيرة مساعدة لمكتب الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2013، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 2017.
خلال هذا الوقت، كان لها دورًا أساسيًا في استجابة الولايات المتحدة لتفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا خلال إدارة أوباما، وقادت بمهارة القوة العاملة المتباينة في الوزارة التي يبلغ قوامها 70 ألفًا.
دبلوماسية البامية
بعد انضمامها إلى السلك الدبلوماسي، أسافرت جرينفيلد إلى رواندا في مهمة دبلوماسية، في عام 1994 وأثناء زيارتها، اعتقد المتمردون أنها رئيسة الوزراء الرواندية بالوكالة، وأنها امرأة من التوتسي، وكادت الميليشيات المناهضة للحكومة أن تقتلها، وتتذكر السفيرة أنها نجت من الموت بعد أن أقامت علاقة شخصية مع الرجل الذي أوقعها في الأسر.
وقالت في برنامج TED Talk 2018 إنها لجأت لقوة التلاطف وفازت بحياتها في نهاية المطاف بهدوء، وهي تنسب لهذه التجربة اكتسابها لأسلوبها الفريد في الدبلوماسية، ما تسميه "دبلوماسية البامية"، التي تعطي الأولوية لبناء العلاقات، والاعتراف بالإنسانية المشتركة على الرغم من الاختلاف الثقافي.
إصلاح القوة الناعمة
قبل كل شيء، تم تكليف جرينفيلد بإصلاح الدبلوماسية الأمريكية، والتي وصفتها لمجلة فورين أفيرز بأنها "معطلة بشدة" بسبب تقويض ترامب لوزارة الخارجية خلال فترة إدارته، وتدين الولايات المتحدة بأكثر من مليار دولار أمريكي لصالح الأمم المتحدة كما تراجعت فيملف حفظ السلام ومع استمرار التنافس الاستراتيجي مع الصين والخلاف الأيديولوجي، تزداد أهمية الوجود الأمريكي في المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة.
وخلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ فييناير2021، أشارت جرينفيلد إلى الصين باعتبارها "الخصم الاستراتيجي" للولايات المتحدة وحذرت من أن غياب الولايات المتحدة في المؤسسات المتعددة الأطراف المصممة للحفاظ على السلام وسيادة القانون قد مكّن الصين من الهيمنة على المؤسسات العالمية و إعادة إنشاء "القواعد" في صورتها الأوتوقراطية.
محاسبة الصين
على الرغم من بعض المخاوف المبكرة بين أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من أن جرينفيلد ستكون لطيفة مع الصين، فقد أوفت حتى الآن بنيتها في تشجيع بكين على تغيير سلوكياتها "المقلقة". وقد تجلت هذه الجهود في 19 مارس في الاجتماع التذكاري للجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري وأثارت تعليقاتها حول ملف حقوق الإنسان في الصين رد فعل عنيف من قبل المسؤولين الصينيين الذين فندوا اتهامات الإبادة الجماعية واتهموا الولايات المتحدة بالنفاق.
خطيئة أمريكا الأصلية
استخدمت جرينفيلد أيضًا موقعها في الأمم المتحدة للتفكير في تجربتها الخاصة للتمييز العنصري التي نشأت في ولاية لويزيانا المنعزلة، بالإضافة إلى أوجه القصور في الولايات المتحدة في معالجة العنف العنصري وتفوق البيض وتزايد جرائم الكراهية وأثارت تعليقاتها انتقادات كبيرة من الشخصيات المحافظة في الولايات المتحدة.