بعد واشنطن وفرنسا.. أثينا تطالب رعاياها بمغادرة إثيوبيا بسبب التدهور الأمني
حثت الحكومة اليونانية جميع المواطنين اليونانيين في إثيوبيا على مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن بسبب الصراع العسكري المتصاعدة هناك، وبسبب الوضع الأمني المتدهور في إثيوبيا الذي لا يزال هشًا للغاية ولا يمكن التنبؤ بما قد يتطور إليه، ومع استمرار الصراع المسلح، فإن وزارة الخارجية اليونانية لا تحبذ سفر المواطنين اليونانيين إلى إثيوبيا على الإطلاق، كما نصحت الخارجية المواطنين اليونانيين الذين يعيشون في إثيوبيا بالمغادرة في أقرب وقت ممكن باستخدام الرحلات التجارية المتاحة"، وتواصل وزارة الشؤون الخارجية مراقبة التطورات عن كثب وتزويد المواطنين اليونانيين بالمعلومات ذات الصلة، ونصحت من يختارون البقاء في إثيوبيا على توخي الحذر واليقظة، ومتابعة التطورات في البلاد، والحد من تحركاتهم، وتخزين إمدادات كافية من الغذاء والمياه والوقود والبقاء على اتصال مع سفارة اليونان في أديس أبابا وحددت أرقام هواتف داخل إثيوبيا لهذا الغرض.
وانخرط رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في دعايا الحرب مدعيًا أن خصومه قد هُزموا، ووعد باستعادة أراضي في منطقة أمهرة من قوات تيجراي بعد أن أشاد بالانتصارات العسكرية ضدهم في منطقة عفار، وأظهرت لقطات من الجبهة بثت على قناة فانا الإذاعية التابعة للدولة يوم الثلاثاء أبي مرتديًا زيا عسكريا في الغابة والقبعة ممسكًا بمنظار لرؤية الجبهة، كما حث قواته على سحق التيجرانيين قائلاً لجنود مجتمعين تحت مجموعة من الأشجار "مهمتنا المتبقية هي هزيمة العدو وتدميرهم"، وقال أبي، الذي يحارب جيشه قوات من منطقة تيجراي الشمالية منذ أكثر من عام، إنه توجه إلى جبهات القتال الأسبوع الماضي للإشراف على العمليات بنفسه، وذكرت وسائل إعلام رسمية في مطلع الأسبوع أن الجيش استعاد السيطرة على بلدة شيفرة في منطقة عفار ومناطق أخرى بعد وصول أبي. ولم يكن لرويترز وسيلة للتحقق بشكل مستقل من الإعلان، وقال أبي الحائز على جائزة نوبل للسلام "شباب تيجراي يتساقطون مثل أوراق الشجر، يجب أن يعلموا أنهم قد هزموا ويستسلموا ابتداء من اليوم"، من جانبه اتهم جيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أبي أحمد بالضلوع في "مناورات هزلية"، وهددت القوات تيجراي بالتوغل في العاصمة أديس أبابا أو محاولة قطع ممر يربط بين إثيوبيا التي لا تطل على سواحل وأكبر ميناء في المنطقة.
سيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على السياسة الوطنية حتى تولى أبي السلطة في 2018 ومنذ اندلاع الصراع قبل عام، قتلت الحرب في شمال إثيوبيا الآلاف وشردت الملايين في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، وتعرضت قوات تيجراي للهزيمة في البداية، لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في يوليو وتقدمت بثبات إلى أمهرة وعفر المجاورتين، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، في حين تمكنت قوات تيجراي من أسر الآلاف من جنود الجيش الإثيوبي.