الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"استفزاز لمشاعر المسلمين".. إدانات دولية لاقتحام رئيس إسرائيل المسجد الإبراهيمي

الرئيس نيوز

توالت الإدانات الدولية، وأحدثها إدانة منظمة التعاون الإسلامي، لزيارة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، إلى المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي.

وقالت صحيفة The Express Tribune إن هرتسوغ شق طريقه إلى المسجد يوم الأحد للمشاركة في احتفال يهودي بإضاءة الشموع، وكان برفقته عدد كبير من قوات شرطة الاحتلال والمستوطنين اليهود، وشجبت منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها جدة، في بيان، هذه الخطوة ووصفتها بأنها "استفزاز لمشاعر المسلمين" و"استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وأكدت العديد من الدول الإسلامية أن تكرار هذه الممارسات جزء من خطط إسرائيل لتهويد الحرم الإبراهيمي وتشديد القبضة الإسرائيلية عليه، كما دعت منظمة المؤتمر الإسلامي المجتمع الدولي إلى "التحرك بشكل عاجل لحماية الأماكن المقدسة والتاريخية في فلسطين وإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على احترام قدسية الأماكن المقدسة".

وعلى الأرض، قال الشيخ حفتي أبو سنينة، مدير المسجد الإبراهيمي إن القوات الإسرائيلية أغلقت المسجد ومنعت المصلين الفلسطينيين من الوصول إليه.

تجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب مذبحة عام 1994 التي راح ضحيتها 29 مصليًا فلسطينيًا داخل المسجد على يد مستوطن يهودي متطرف، باروخ جولدشتاين، قسمت السلطات الإسرائيلية مجمع المسجد بين المصلين المسلمين واليهود، وفي يوليو 2017 ، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو إدراج الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل القديمة على قائمة التراث العالمي، وزار الرئيس الإسرائيلي واحدة من أكثر المواقع إثارة للجدل في الضفة الغربية المحتلة للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي، مما أثار مشاجرات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمحتجين.

وقال الرئيس إسحاق هرتسوج إنه يزور الحرم الإبراهيمي في الخليل للاحتفال بالماضي اليهودي للمدينة القديمة وتعزيز العلاقات بين الأديان ولكن زيارته للمدينة، المعروفة بمجتمعها الاستيطاني اليهودي المتطرف الصغير والظروف المعيشية الصعبة للفلسطينيين، وأثارت انتقادات واسعة النطاق من الفلسطينيين والإسرائيليين اليساريين.

يعيش حوالي 1000 مستوطن يهودي في جيوب صغيرة تخضع لحراسة مشددة من قبل القوات الإسرائيلية في المدينة، ويحيط بهم حوالي 200 ألف فلسطيني يتعين عليهم عبور نقاط التفتيش الإسرائيلية للتنقل من مكان إلى آخر، وتندلع أعمال عنف متكررة بين الجانبين من آن لآخر، وصرح الرئيس الإسرائيلي بأن الاعتراف بالارتباط اليهودي بالمدينة "يجب أن يتجاوز كل الجدل"، ويعتقد أن الكهف الذي يزوره اليهود في عيدهم هو موقع دفن نبي الله إبراهيم الذي تبجله الديانات الإبراهيمية الثلاث، كما أن الموقع يحظى بالتبجيل باعتبارها موقع دفن البطاركة والأمراء اليهود الآخرين ويعتبر ثاني أقدس موقع في اليهودية، وووجه في خطابه نداءً مقتضبًا من أجل "السلام بين جميع الأديان" و "للتنديد بكافة أشكال الكراهية والعنف".

لكن المنتقدين اتهموا هرتسوج باحتضان العناصر الأكثر راديكالية في المجتمع الإسرائيلي، وقالت صحيفة The Sun البريطانية إن هرتسوج هو زعيم سابق لحزب العمل الإسرائيلي، الذي يدعم حل الدولتين مع الفلسطينيين ومنصبه الحالي يجب أن يكون غير سياسي وأن يكون بمثابة بوصلة أخلاقية للأمة.

ووصف حسين الشيخ وهو مسؤول فلسطيني كبير الزيارة بأنها "استفزاز سياسي وأخلاقي وديني"، وتجمع عشرات من المتظاهرين الإسرائيليين على بعد كيلومتر واحد من الكهف ، وهم يصرخون بينما أعادت الشرطة الإسرائيلية بعضهم للخلف كما لم يُسمح للصحفيين والمتظاهرين بالتواجد بالقرب من الموقع المقدس.

وقالت نوريت بودينسكي، ناشطة إسرائيلية: "ألا يشعر هرتسوج بالخجل؟!! جاء للاحتفال مع هؤلاء اليهود الذين استولوا على المدينة والاحتفال معهم بعيد الحرية، هنا في الخليل لا حرية، هناك أناس يعيشون تحت احتلال لا يطاق"، واتهمت مجموعة كسر جدار الصمت ، وهي مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين الذين يعارضون الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية،، هرتسوج "بإعطاء ختم رسمي بالموافقة على هذا الواقع الفاضح للاحتلال".