الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

رجال بايدن.. جيك سوليفان مستشار الأمن القومي ومهندس الاتفاق النووي الإيراني

الرئيس نيوز

تصفه بعض الصحف بأعجوبة زمانه في السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي، خدم في عهد باراك أوباما وعمل تحت إشراف هيلاري كلينتون، وشهد انتخاب دونالد ترامب حتى صار سوليفان المبشر الرئيسي للسياسة الخارجية للمتابعين المنتمين إلى الطبقة الوسطى، وكان دائم التعليق والربط بين تداعيات السياسة الخارجية والداخلية.

اشتهر سوليفان بدوره في تنظيم الاتفاق الإيراني في عهد أوباما، وسرعان ما زاد التركيز على آسيا وزيادة القدرة التنافسية للولايات المتحدة في الداخل، وعلى عكس العديد من أسلافه، يُنظر إليه على أنه لاعب جيد ضمن فريق.

ينفر سوليفان من التباهي بنفسه أو بإنجازاته، وعينه بايدن في منصب مستشار الأمن القومي وهو المساعد الأقدم للرئيس في شؤون الأمن القومي، وهو أيضا مكلف بالتنسيق وتقديم المشورة لمجلس الوزراء بشأن الأمن والاستخبارات والدفاع والسياسة الخارجية.

يتمتع بذكاء وخبرة ومزاج مناسب لواحدة من أصعب الوظائف في العالم، وقال عنه بايدن: "يفهم جيك رؤيتي، أن الأمن الاقتصادي هو الأمن القومي، ويساعد في توجيه ما أسميه السياسة الخارجية للطبقة الوسطى، من أجل العائلات مثل نشأته في مينيسوتا، حيث نشأ على يد والدين كانا معلميْن، وعلماه قيم العمل الجاد واللياقة والخدمة والاحترام".

على درب الحملة

في بداية مسيرته المهنية، كان أصغر موظف في وكالة الأمن القومي سنًا على الإطلاق، وفي عام 2008، كان سوليفان مستشارًا لهيلاري كلينتون خلال الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين ثم لأوباما في الانتخابات العامة، وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2016، عمل سوليفان كمستشار سياسي أول لحملة كلينتون، وظهر اسمه بشكل بارز في رسائل البريد الإلكتروني المسربة لبوديستا التي نشرتها ويكيليكس. 

في هذا المنصب، أدرك سوليفان قدرة ترامب على جذب الأمريكيين الساخطين من الطبقة الوسطى كميزة فريدة.

في إدارة أوباما

خلال إدارة أوباما، عمل سوليفان كنائب لرئيس موظفي البيت الأبيض في عام 2009، وسافر إلى 112 دولة مع الوزيرة كلينتون بصفته أصغر مدير لتخطيط السياسات بوزارة الخارجية بين عامي 2011 و 2013. في عام 2013، أصبح سوليفان أكبر مساعد سياسو خارجية لنائب الرئيس بايدن وعمل على السياسة الأمنية الأمريكية في ليبيا وسوريا وميانمار.

شرح السياسة الخارجية للطبقة الوسطى 

بعد انتخاب دونالد ترامب، اشتهر سوليفان بتأييده لبايدن في فكرة نشر "السياسة الخارجية للطبقة الوسطى". 

في 2018-2020، شارك سوليفان في كتابة سلسلة من تقارير السياسة الخارجية الأمريكية للطبقة الوسطى لصالح مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي وتؤكد تقاريره أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة والسياسة الداخلية مرتبطة ويجب على صانعي السياسة الخارجية النظر في كيفية تأثير قراراتهم على الطبقة الوسطى الأمريكية.

اتفاق إيران النووي

بين عامي 2013 و2015، قاد سوليفان وبايدن مفاوضات سرية مع المسؤولين الإيرانيين، مما مهد الطريق في النهاية لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وعند تعيينه، وصف سوليفان إعادة التفاوض مع إيران بأنها أولوية مبكرة حاسمة.

انتقاداته لترامب

في السنوات التي قضاها في الخدمة الحكومية، نشر سوليفان سلسلة من التعليقات والمقالات عبر مختلف وسائل الإعلام والمعاهد البحثية التي كانت تنتقد بشدة نهج الرئيس السابق ترامب في السياسة الخارجية وانتقد الانسحاب من اتفاق باريس والانعزالية والعلاقة التجارية للإدارة مع الصين والتعامل مع العقوبات النووية الإيرانية، وكتب سوليفان أيضًا بشكل أكثر عمومية عن حالة الشؤون العالمية.

في عام 2018، سلط سوليفان الضوء على ما اعتبره تهديدات رئيسية لمصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وركز على ما سماه الإعلام النيوليبرالي بروز الأنظمة الاستبدادية وزوال التعاون الدولي متعدد الأطراف بشكل بارز.

التعامل مع الصين 

في قمة أنكوراج بين الولايات المتحدة والصين في مارس، أوضح سوليفان أنه يعتزم محاسبة الصين فيما يتعلق بانتهاكاتها لحقوق الإنسان في شينجيانج والتبت وتايوان وهونج كونج، ويشير هذا إلى التزام إدارة سوليفان وبايدن بإعادة تأهيل صورة أمريكا كقائدة عالمية ديمقراطية تسعى إلى استعادة تحالفاتها عبر المحيطين الهندي والهادئ. 

في الوقت نفسه، ذكر باستمرار أن الولايات المتحدة منفتحة على التفاوض والتعاون مع الصين في محاولة لتحقيق المزيد من الاستقرار العالمي.

الانسحاب من أفغانستان

مع إعلان الرئيس بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر 2021، كان لسوليفان أيضًا دور مهم في التنسيق والإشراف على التحديات الأمنية التي ينطوي عليها انسحاب أمريكي آخر من الشرق الأوسط،وأن الانسحاب يخدم مصالح الأمريكيين من الطبقة الوسطى، وهو ما يتوافق مع مبدأ سوليفان للسياسة الخارجية للطبقة الوسطى.

إعادة التفاوض مع إيران 

تجربة سوليفان في قيادة المفاوضات بشأن اتفاق إيران النووي تضعه في موقع مهم لإعادة التفاوض على الاتفاقية (بعد انسحاب ترامب في 2018) وتشجيع امتثال إيران لشروط الاتفاقية، وفي 12 مارس، قال سوليفان إن الاتصالات بين إيران والولايات المتحدة بدأت تركز على "نهج الامتثال". 

في أبريل 2021، بدأت الاجتماعات في فيينا التي تسعى إلى إعادة تأهيل الاتفاقية تحت إشراف المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لإيران، روب مالي.

التعامل مع روسيا 

في أبريل، اقترحت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية ضد روسيا وطردت 10 دبلوماسيين روس انتقامًا من قرصنة كبرى المرافق النفطية، علاوة على ذلك، في مقابلة في 18 أبريل، أكد سوليفان أنه "ستكون هناك عواقب" إذا مات أليكسي نافالني، أحد منتقدي بوتين، بعد سجنه في روسيا.

يعمل سوليفان على تعزيز الأولويات الثلاث العليا للإدارة وجعلها مركزية - الصين وتغير المناخ والتعافي من فيروس كورونا - في أهداف وأنشطة هيئات الأمن القومي التابعة للحكومة، وكما كان الحال حتى الآن، فمن المرجح أن تأخذ هذه الأولويات معاني رمزية مهمة تروج لقيم الولايات المتحدة، ويتبع ذلك سعي واشنطن لرسم صورة تأسيس نفسها كقائد ديمقراطي موثوق به على المسرح العالمي من خلال بناء التحالفات وزيادة المشاركة العالمية والإيماءات التي تستدعي الالتزام بسيادة القانون وحقوق الإنسان. 

ومع وجود سوليفان على رأس القيادة، يدرك صناع السياسة في الشرق الأوسط ضرورة الاستعداد للمصالح الأمريكية (المتميزة عن القيم) التي يتم تحديدها من خلال درجة حرارة الإصلاح المحلي في الولايات المتحدة، فثمة مبادرة للسياسة الخارجية للطبقة الوسطى - حيث تندمج السياسة الخارجية والداخلية.