الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

لماذا تعد متحورة "أوميكرون" لكورونا مثيرة للقلق العالمي؟

الرئيس نيوز

بدا أن المتحور الجديد لفيروس "كوفيد – 19" الذي يحمل اسم "أوميكرون"، والذي ظهر في دولة جنوب أفريقيا، وفي 6 دول أفريقية أخرى، وقررت على إثر ذلك العديد من دول العالم، بينها مصر، تعليق السفر من وإلى تلك الدول، فيما عكفت العديد من مواقع التواصل على نشر تفاصيل أكثر عن المتحور الجديد الذي حذرت الصحة العالمية منه.
ووفق تقارير صحفية، فإن علماء في الولايات المتحدة عقدوا اجتماعاً مع علماء جنوب أفريقيا لمعرفة التركيب الجزيئي لـ"أوميكرون"، وقد نشر خمسة من العلماء في جامعات جنوب أفريقيا التفاصيل المتعلقة بتحور "أوميكرون".
وصفت منظمة الصحة العالمية للمتحورة "أوميكرون" بأنها مثيرة للقلق، ويأتي التصنيف عندما تكون سلالة معينة من فيروس كورونا شديدة الضراوة أو قابلة للانتقال أو قادرة على اختراق تدابير الصحة العامة. ووفق موقع "إندبندنت عربية"، يقول أنتوني فاوتشي، المتخصص في الأمراض المعدية، إن الولايات المتحدة تسابق الزمن للحصول على معلومات عن "أوميكرون"، نظراً إلى عدم توافر بيانات عنها.

ومنذ بدء جائحة "كوفيد-19"، تراقب شبكة مراقبة الجينوم في جنوب أفريقيا التغييرات التي تحدث في الفيروس. ورصدت الشبكة في أواخر عام 2020، سلالة فيروسية جديدة، أصبحت تُعرف باسم متغير "بيتا". والآن، تم تحديد متحورة جديدة هي "أوميكرون"، توصل إليها العلماء من خلال فحص تسلسل الجينوم الكامل للعينات التي ثبت إصابتها بالفيروس.
لفتت الشبكة إلى أنها رصدت اختلافات متعددة في سلالة "أوميكرون" عن سابقتها، وهذا يرفع على الفور علامة حمراء تنذر بالخطر، ويدفع ذلك إلى مزيد من التحقيق لتأكيد ما لاحظه العلماء. ونظراً إلى أن جنوب أفريقيا من الدول المهيأة جيداً لعمليات التدقيق والفحص العلمي المتقدم بفضل المستودع المركزي لنتائج المختبرات الصحية الوطنية، وارتباطها بالمختبرات الخاصة، فقد كشف تسلسل الجينوم من قبل مختبرات الشبكة عن سلالة فيروسية جديدة وجدوها في 77 عينة تم جمعها في مقاطعة غوتنغ حتى منتصف نوفمبر الحالي وكانت مصابة بالفيروس، قبل أن ينتقل إلى أقاليم أخرى ويصل إلى هونغ كونغ وإسرائيل وبلجيكا وعدد من الدول المجاورة لجنوب أفريقيا.

أوميكرون والأيدز
تقول تقرير صحفية إن الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، والذين يعانون من عدوى نشطة طويلة الأمد مثل مرض الأيدز، لا يستطيعون القضاء عليه، قد يكونون مصدراً لمتغيرات فيروسية جديدة من كورونا.
ويعود هذا الافتراض إلى أن الاستجابة المناعية لدى هؤلاء الأشخاص لا تكون قوية بما يكفي للقضاء على الفيروسات، ولكنها تمارس درجة معينة من الضغط الانتقائي الذي يجبر الفيروس على التطور والتحور، ولهذا تخلق الاستجابة المناعية الضعيفة الظروف المناسبة لظهور متغيرات جديدة.
وعلى الرغم من برنامج العلاج المتقدم المضاد للفيروسات للأشخاص المرضى بفيروس نقص المناعة البشرية الأيدز، فقد أصيب العديد من الأفراد في جنوب أفريقيا بفيروس الأيدز ولا يتلقون علاجاً فعالاً. وقد أجريت دراسات للعديد من الحالات السريرية التي تدعم هذه الفرضية، ولكن لا يزال هناك كثير من الجوانب التي تحتاج إلى تمحيص للتأكد من هذه الفرضية.
ويرجح فرانسوا بالوكس، مدير معهد "يو سي أل"، أن تكون المتحورة الجديدة قد تطورت في شخص يعاني فيروس نقص المناعة المكتسبة الأيدز، لأن الفيروس يمكن أن يستمر لفترة أطول من المعتاد لدى هؤلاء الأفراد، ولأن لدى جنوب أفريقيا أعلى معدل لإصابات مرض الأيدز في العالم. وهو ما يفسر، ربما، لماذا تزايد معدل الإصابة بالمتحورة "أوميكرون" من 100 حالة فقط في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أكثر من 1200 حالة حتى يوم الأربعاء، حسبما أوضح موقع "أكسيوس الأميركي".

الزعر من أوميكرون
وتحمل "أوميكرون" طفرات معينة لم تتم ملاحظتها من قبل، إذ اكتشف العلماء 30 طفرة في بروتين "سبايك" الذي تعمل عليه معظم اللقاحات، وهو الذي يسمح لفيروس كورونا باختراق الخلايا، مما يسبب العدوى. كما أن "أوميكرون" لها ملف جيني مختلف تماماً عن المتحورات المعروفة الأخرى التي تثير القلق والاهتمام، إذ لا يبدو أنها "ابنة دلتا" أو "حفيدة بيتا"، ولكنها تمثل سلالة جديدة من كورونا.
وفي حين أن بعض المتغيرات الجينية لـ"أوميكرون" تُعرف من المتحورات الأخرى، ويمكن أن تؤثر في قابلية الانتقال والعدوى أو تتحايل وتتهرب من الجهاز المناعي، فإن العديد من هذه المتغيرات جديدة ولم تتم دراستها حتى الآن. وعلى الرغم من إمكانية عمل بعض التنبؤات، ما زال العلماء يدرسون إلى أي مدى ستؤثر الطفرات على سلوك الفيروس. فمن غير المعروف بدقة قابلية الفيروس للانتقال، ومدى شدة المرض الذي يمكن أن يلحق بالمصابين، وقدرة الفيروس على الهروب من الاستجابة المناعية لدى الأشخاص الملقحين أو المتعافين.