هل تتسبب بحيرة فيكتوريا في فيضان ضخم في مياه النيل؟
بعد تداول أنباء عن حدوث فيضان كبير بمنابع النيل، وتحديدًا من بحيرة فيكتوريا، المصدر الثاني لمياه نهر النيل، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، عباس شراقي، إن موسم الأمطار فوق بحيرة فيكتوريا أقل من المتوسط، لذلك فإن أنباء حدوث الفيضان أمر غير دقيق.
تابع: "انخفاض أو زيادة الأمطار على بحيرة فيكتوريا لا يؤثر بشدة على الإيراد السنوي لنهر النيل، حيث تساهم المنطقة الاستوائية بحوالي 15% فقط، بينما إثيوبيا تساهم بحوالي 85% من خلال 3 أنهار رئيسية، أهمها النيل الأزرق الذى يبنى عليه سد النهضة، وهو يساهم بحوالي 50 مليار متر مكعب سنويا (60%) من إيراد نهر النيل"، مشيرا إلى أنه "بالرغم من انخفاض مستوى بحيرة فيكتوريا، إلا أنها ما زالت في أعلى مستوياتها خلال الخمسين عاما الماضية، ولا توجد حاليا أمطار على إثيوبيا أو السودان، بما في ذلك الأسبوع المقبل".
أوضح شراقي أن نهر النيل، ينبع من مصدرين أساسيين، الأول إثيوبيا، وتحديدًا على هضبة الحبشة، والثاني المنطقة الاستوائية (بحيرة فيكتوريا)، وتسقط الأمطار عليهما من خلال ثلاث مواسم، الأول في إثيوبيا من يوليو إلى سبتمبر، والثاني والثالث على فيكتوريا من سبتمبر إلى نوفمبر، وهو الأقل، والأكبر من مارس إلى مايو، وبهذا تكون تقريبا الأمطار طوال العام على نهر النيل.
لفت إلى أن موسم الأمطار على إثيوبيا انتهى هذا العام بفيضان أعلى من المتوسط بحوالي 30%، وبعده بدأ الموسم الأصغر على بحيرة فيكتوريا، الذى ينتهى خلال أيام، وكانت الأمطار فيه أقل من المتوسط، حيث سجلت بحيرة فيكتوريا مستوى 1136.13 متر فوق سطح البحر يوم الأربعاء الماضي 24 نوفمبر، وهو أقل من مثيله في مثل هذا الوقت من العام الماضي بحوالي 40 سنتيمترا، بما يكافئ نقص حوالى 27 مليار متر مكعب.
أشار شراقي إلى أنه من المتوقع أن تظل الأمطار أقل من المتوسط على المنطقة الاستوائية حتى شهر فبراير القادم، وأنه سوف يبدأ الموسم الثاني الجديد على بحيرة فيكتوريا في مارس حتى مايو القادم، ولا توجد توقعات علمية لحالة الأمطار، حيث أن التنبؤات الى 3 أشهر فقط.