«الإصابات 10 أضعاف».. كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الأفريقي وموقف مصر
بينما لا يزال العلماء يتحسسون طريقهم للكشف عن مزيد من البانات المتعلقة بمتحورة جديدة لكورونا جرى رصد أول إصابة بها جنوبي القارة السمراء، وبينما قالت منظمة الصحة العالمية أنها بحاجة إلى أسابيع لدراسة المتحور الجيدد ومن ثم إيضاح مدى فعالية اللقاحات المضادة لكورونا أمامه هرعت العديد من البلدان لاتخاذ خطوات احترازية استباقية خشية تسلل المتحورة الجديد إلى بلدانها.
وزير صحة جنوب أفريقيا يحذر
قال وزير الصحة في جنوب إفريقيا، جو فاهلا، في بيانم رسمي، مساء أمس إن المتحور B.1.1.529 يثير «قلقًا بالغًا»؛ مؤكدًا أنه سبب زيادة «هائلة» في الحالات المبلغ عنها في بلده، مما يجعلها «تهديدًا كبيرًا».
حسب ما أورده موقع «ساينس ألرت» المختص برصد الأخبار العلمية، فقد تصاعد الإصابات اليومية بالفيروس المستجد في جنوب أفرقيا منذ أبلغت عن رصد المتحورة الجديدة؛ إذ بلغ عدد الإصابات اليومية في البلاد 1200 حالة يوم الأربعاء ما يعد ارتفاعا ملحوظًا إذ بلغ في وقت سابق من الشهر 106 حالة يوميًا.
قبل الكشف عن المتحور الجديد، توقعت السلطات بجنوب أفرقيا أن هناك موجة رابعة ستضرب جنوب إفريقيا، تبدأ في منتصف ديسمبر تقريبًا مدعومة بالسفر قبل موسم الأعياد.
من جهة أخهرى قال المعهد الوطني للأمراض المعدية بجنوب أفرقيا (NICD) الذي تديره الحكومة إنه تم تسجيل 22 حالة إيجابية لمتغير B.1.1.529 في الدولة بعد التسلسل الجيني، حتى الأربعاء، فيما أكدت مصادر إعلامية ارتفاع عدد الحالات المرصورة إلى 77 حالة.
تفشي عنقودي
وأضاف المعهد إن عدد الحالات المكتشفة والنسبة المئوية للاختبارات الإيجابية «تتزايد بسرعة» في ثلاث مقاطعات بالبلاد بما في ذلك جوتنج، موطن جوهانسبرج والعاصمة بريتورياـ لافتًا إلى أنه أنه تم تحديد «تفشي عنقودي» مؤخرًا، وتركز في معهد للتعليم العالي في بريتوريا.
في العام الماضي، اكتشفت جنوب إفريقيا أيضًا متغير بيتا للفيروس، على الرغم من أن أعداد الإصابة حتى الآن كانت مدفوعة بنوع دلتا، الذي تم اكتشافه في الأصل في الهند.
يوجد في البلاد أعلى عدد من الأوبئة في إفريقيا بحوالي 2.95 مليون حالة، منها 89657 حالة قاتلة، قال العلماء إن البديل الجديد B.1.1.529 يحتوي على 10 طفرات على الأقل، مقارنة باثنين من دلتا أو ثلاث لبيتا.
وقالت ماريا فان كيركوف، القائدة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن COVID-19، في إفادة صحفية افتراضية: «القلق هو أنه عندما يكون لديك الكثير من الطفرات، يمكن أن يكون لها تأثير على كيفية تصرف الفيروس».
وفيما أعلنت ألمانيا اعتزامها حظر الرحلات من وإلى جنوب أفريقيا، فرضت بريطانيا وسنغافورة واليابان قيودا على الرحلات الجوية القادمة من جنوب أفريقيا، كما وضعت البحرين 6 دول على القائمة الحمراء، وأدرجت إسرائيل 7 دول في دائرة الخطر الحمراء؛ جراء المتحورة الجديدة (B.1.1.529).
تعليق الصحة العالمية
وفي ظل حالة القلق التي أثارتها المتحورة الجديدة، (B.1.1.529) قالت منظمة الصحة العالمية، أنه تحتاج عدة أسابيع لمعرفة تأثير متحور كورونا الجديد ومدى تفاعل اللقاحات معه.
من جهة أخرى أعلنت رئيسة المجموعة الفنية لوحدة أمراض الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف، أنّ المنظمة ستعقد اجتماعاً طارئًا اليوم الجمعة، بشأن هذه المتحورة.
وقالت كيركوف، خلال جلسة عبر «الفيديو كونفرانس»، إن المنظمة تتعقب نوعاً جديداً، يحتوي على عشرات الطفرات في بروتين «سبايك»، وتخطط لمناقشة كيفية تأثير ذلك على فعالية اللقاحات الموجودة. وأوضحت فان كيركوف أنه «ليس لدينا معلومات كافية عنه حتى الآن يتوفر أقل من 100 تسلسل جيني كامل، ومع ذلك، نحن نعلم أن هذه السلالة فيها العديد من الطفرات». وأشارت إلى أنّ المجموعة المعنية بتطور الفيروس ستناقش الخطر الذي يمثله هذا النوع من الفيروس، إذا كانت النتائج مدعاة للقلق.
لماذا يقلق العالم؟
ويتُقلق المتحورة الجديدة (B.1.1.529) العالم رغم أن علماء من جنوب أفريقيا اكتشفوا السلالة الجديدة من «كوفيد-19» أكدوا أنهم لا يزالوا يعملون على فهم تداعياتها المحتملة.
حسبما أوردته صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، أمس، فإن أول ظهور للمتحور الجديد لكورونا «B.1.1.529 32» والذي أطلق عليه العلماء اسم«بوتسوانا» كان جنوبي القارة السمراء؛ إذ جرى تشخيص أول إصابة بالمتحور الجديد في جمهورية بوتسوانا، جنوبي القارة الإفريقية، ثم عُثر في وقت لاحق على 6 حالات أخرى في دولة «جنوب إفريقيا» المجاورة لها، وصلت اليوم إلى 77 حالة مؤكدة، كذلك انتقلت المتحورة إلى هونج كونج بالقارة الأسيوية، عبر مصاب عائد من جنوب أفريقيا، كما أعلنت إسرائيل رصد مصاب بها والاشتباه بإثنين آخرين.
يتهرب من الخلايا المناعية
وأثار المتحور الجديد قلق بعض العلماء؛ كونه يحمل عددًا كبيرًا من الطفرات التي قد يساعد الفيروس في التهرب من الخلايا المناعية. ونقلت صحيفة «ذا جارديان» عن الدكتور توم بيكوك، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن، فإن طفرات المتحورة الجديدة الكثيرة تعد مصدر قلق؛ إذ يحتوي المتحور B.1.1.529 حوالي 32 طفرة داخل بروتين سبايك الشوكي_ وهو جزء من الفيروس تستخدمه معظم اللقاحات لتهيئة جهاز المناعة ضد كوفيد_ ما يدعم قدرته على إصابة الخلايا، ويصعب مهمة الخلايا المناعية اثناء مهاجمة العامل الممرض.
وفيما تسمح الطفرات المفاجئة التي تطرأ على الفيروسات بالتكيف كما يجعلها أكثر ضراوة، وأكثر قدرة على مراوغة المناعة الطبيعية واللقاحات، اعتبر عالم الفيروسات في امبريال كوليدج لندن، توم بيكوك، أن هذا المتحور يمكن أن يكون مصدر قلق حقيقي، وذلك لأن الطفرات الـ32 التي رصدت في «بروتين سبايك» الموجود على سطح فيروس كورونا، تمكّنه من تفادي المناعة البشرية بسهولة، وبالتالي انتشار الفيروس بسرعة بين البشر؛ إذ أكد بيكوكا لارتفاع الكبير في طفرات هذا الفيروس تجعله معديا بصورة تفوق أي متحور آخر.
مختلف تماما عن المتحولات السابقة
وحسبما نقلته شبكة ې بي بي سي» الأمريكية اليوم، عن توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن السلالة الجديدة «مختلفة تماما» عن المتحورات الأخرى التي انتشرت من قبل؛ إذ يوكد أن المتحورة (B.1.1.529) حقق قفزة كبيرة في التطور.
وأضاف دي أوليفيرا إن هناك 50 طفرة إجمالية وأكثر من 30 على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الهدف لمعظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم.
الطفرات ليست بالضرورة أمرًا سيئًا.. المتحورة قيد البحث
ووتابع أوليفيرا :«أنه بالنسبة لنطاق ارتباط المستقبلات (الجزء من الفيروس الذي يقوم بالاتصال الأول بخلايا أجسامنا) فإنه يحتوي على 10 طفرات مقارنة بطفرتين فقط في متحور دلتا الذي اجتاح العالم ومن المحتمل أن يكون هذا المستوى من الطفرات ناتجا عن مريض واحد لم يكن قادرا على التغلب على الفيروس، لكنه أكد أن حدوث الكثير من الطفرات لا يعني بالضرورة أمرا سيئا. فمن المهم هنا معرفة ما تفعله هذه الطفرات بالفعل.
ماذا عن فعالية اللقاحات أمام طفرات الفيروس
وحول فعالية اللقاحات أمام المتحورة الجديدة قال علماء إنّ هناك حاجة إلى دراسات معملية لتقييم احتمالية أن تسفر التحورات عن انخفاض كبير في فاعلية اللقاحات، لكن القلق يكمن في أن هذا الفيروس أصبح الآن مختلفا جذريا عن الأصلي الذي ظهر في ووهان في الصين. وهذا يعني أن اللقاحات، التي صممت باستخدام السلالة الأصلية، قد لا تكون فعال.
وحسبما نقلته شبكة «بي بي سي» الأمريكية عن قال ريتشارد ليسيلز، الأستاذ بجامعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا: «هناك مخاوف من أن هذا الفيروس قد يكون قد عزز قابلية الانتقال، وعزز القدرة على الانتشار من شخص لآخر، ولكنه قد يكون قادرا أيضا على الالتفاف على أجزاء من جهاز المناعة.
حالة تأهب
وورغم أن الدراسات العلمية لم تعطي معلومات كافيةع حول المتحورة الجديدة ورغم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها تحتاج إلى أسابيع للرد على مدى فعالية اللقاحات أمام المتحورة الجديدة؛ إذ لا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص استنتاجات واضحة حوله،إلا أن العديد من البلدان فرضت قيود أضافية.
بريطانيا والبحرين وإسرائيل تضع بلدانًا أفريقية على القائمة الحمراء
وبعدما جرى رصد 77 حالة إصابة مؤكدة في مقاطعة جوتنج بجنوب أفريقيا، وأربع حالات في بوتسوانا وحالة واحدة في هونج كونج (التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالسفر من جنوب أفريقيا)، وأخرى في إسرائيل، وضعت بريطانيا قيودًا على الرحلات الجوية من 6 دول إفريقية «مؤقتاً»، اعتباراً من 26 نوفمبر الجاري، بسبب ظهور السلالة الجديدة «بي 1.1.529»، فيما أعلنت البحرين استئناف العمل بقوائم الدول الحمراء، بإدراج 6 دول على القائمة وهي: ( جنوب أفريقيا، ناميبيا، بوتسوانا، زيمبابوي، ليسوتو، إسواتين) .
كذلك أعلنت السلطات الإسرائيلية، عن وضع 7 دول تقع في جنوب القارة الإفريقية على القائمة الحمراء ويتوجب تجنب السفر منها وإليها، اتقاء من الإصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كوروناهي: (جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، وأسواتيني).
اقتراح أوروبي بتعليق جميع الرحلات
وبينما أعلنت ألمانيا أنها ستمنع غالبية الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا بسبب المتحورة الجديدة لفيروس كورونا، قدمت المفوضية الأوروبية اقتراحًا بتعليق الرحلات من وإلى البلدان المتعلقة بدائرة الخطر. .
وقال وزير الصحة الألماني المنتهية ولايته ينس سبان الجمعة إن ألمانيا ستمنع غالبية الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا بسبب المتحورة الجديدة لفيروس كورونا.
وأوضح الوزير أن «هذا القرار الذي سيطبق اعتبارا من مساء الجمعة سيشمل جنوب إفريقيا» وعلى الأرجح دول مجاورة لها، وأنه سيسمح فقط للمواطنين الألمان بالعودة، مع وضعهم بالحجر الصحي مدة 14 يوما حتى لو كانوا ملقحين.
واقترحت المفوضية الأوروبية تعليق الرحلات الآتية من جنوب القارة الإفريقية بسبب رصد متحورة جديدة لكوفيد-19 على ما أعلنت رئيستها أورسولا فون دير لايين.
وكتبت المسؤولة الأوروبية في تغريدة غداة قرار مماثل من لندن «ستقترح المفوضية الأوروبية، بالتنسيق الوثيق مع الدول الأعضاء فيها، تعليق الرحلات الجوية الآتية من منطقة جنوب القارة الإفريقية بسبب المتحورة بي.1.1.529».
الصحة ترفع الاستعدادات
من جهة أخرى، أكدت وزارة الصحة والسكان أنها تتابع البيانات الأولية الواردة من جنوب أفريقيا بشأن التزايد السريع لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لا سيما في مقاطعة غاوتينج. ومدى ارتباط هذا الارتفاع في الحالات بوجود تحور في فيروس كورونا المستجد كما تقوم اللجان العلمية والخبراء والباحثين بالوزارة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية بدراسة جميع البيانات الأولية المتعلقة بهذا التحور.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بعمل وزير الصحة والسكان أن الوزارة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية سواء فيما يتعلق باجتماع فريق خبراء تابع للمنظمة اليوم الجمعة 26 نوفمبر أو ما يتوصل اليه خبراء المنظمة فيما يتعلق بالتحور الجديد.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان إن الأنباء الأولية الواردة للوزارة بالإضافة إلى المقال المنشور أمس الخميس 25 نوفمبر بمجلة نيتشر المتخصصة تشير إلى وجود متحور جديد للفيروس (B.1.1.259 ) والذي من المحتمل ان يطلق عليه اسم نو (Nu) الذي يسبب الإصابة بالكورونا تم اكتشافه في جنوب أفريقيا وبتسوانا يحتوي على عدد كبير من الطفرات الموجودة في متغيرات أخرى، بما في ذلك دلتا ورصد الباحثون في بيانات تسلسل الجينوم، المتغير أنه يحتوي على أكثر من 30 تغييرا على البروتين المرتفع – (سبايك بروتين)– وهو البروتين الذي يلتصق بالخلايا المضيفة وهو الهدف الرئيسي لمناعة الجسم، ويبدو أن هذا المتحور ينتشر بسرعة عبر جنوب أفريقيا.. وعلى الرغم من أنه مازال من المبكر جدا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناجمة عن اللقاحات وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المتغيرات الأخرى، إلا أن الخبراء والباحثين في اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميا.
وأكد أن الدكتور خالد عبدالغفار القائم بعمل وزير الصحة والسكان، شدد على انتهاء الدراسات المتعلقة بهذا الشأن في أسرع وقت تمهيدا لعرض النتائج على اللجنة العليا لمتابعة ازمة كورونا برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان مأمونية الوضع الصحي في مصر بالإضافة إلى رفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحي في جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية مع رفع مستوى التحقق من خلو القادمين للبلاد من أي إصابات محتملة، كما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت بعد اجتماعها اليوم أنها ستستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا التي تم رصدها في جنوب أفريقيا كما أنها ليس لديها تعليق في الوقت الحالي على قيود السفر التي تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الأفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وأنه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة إن كان هذا التحور يحتاج إلى إجراءات خاصة أم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجيني لهذا المتحور.