صحيفة أمريكية تعقد مقارنة بين أوضاع الشرق الأوسط في 2019 و2021
قالت صحيفة The Hill الأمريكية "قبل عامين، لم تكن إيران راسخة في سوريا كما هي اليوم وكانت تسعى لتطويق إسرائيل بوكلائها، لجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل التفكير في توجيه ضربة نووية استباقية، ولكن اليوم تسببت التطورات السياسية في لبنان في انهيار اقتصادي وشيك، وهذا فرق كبير بين عامي 2019، و2021".
وحسب الصحيفة، قبل عامين، اعتقدت إدارة ترامب أن تسليم سوريا لروسيا من شأنه أن يوقع روسيا في مستنقعـ، ولكن الروس تحلوا بقدر وافر من الحكمة وتجنبوا الوقوع في الفخ، وفي نهاية المطاف كسبوا ما أرادوا من الحرب الأهلية السورية ليصبحوا القوة الرئيسية التي تتمتع بنفوذ في تلك البقعة من الشرق الأوسط، ومنذ انتهاء الحرب بشكل أساسي قبل عامين، كان إنجاز الروس المهم هو توسيع ميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط وقاعدة جوية متقدمة في اللاذقية.
وقالت الصحيفة الأمريكية: "تهدد قاعدة القوة الروسية الجديدة الحلفاء الأمريكيين في حوض البحر الأبيض المتوسط المهم للغاية بمخزونه من الغاز الطبيعي والوقود الأحفوري، والآن تحتاج روسيا إلى الاستقرار لترسيخ مكاسبها، لكنها لن تضع قوات على الأرض لإخراج إيران من سوريا، بل ستنسق روسيا مع إسرائيل، مما يسمح لها بضرب وكلاء إيران، لكنها ستذكر إسرائيل بعدم تجاوز أي "خطوط حمراء" تقوض مصالحها.
وقبل عامين، كان تخصيب اليورانيوم الإيراني أقل من 20 في المائة، لكنه اليوم يقترب من مستوى صنع الأسلحة، حيث إنه مخصب بنسبة 90 في المائة وتختلف التطورات النووية السرية في إيران اختلافا عميقا عما كانت عليه قبل عامين فقط، وعلى الجبهة السياسية، أصبحت القيادة الإيرانية أكثر تشددًا وقد يكون رئيسها الجديد، إبراهيم رئيسي، يمينيًا أكثر من المرشد الأعلى علي خامنئي وهو المرشح الرئيسي ليحل محل آية الله المريض. ويتمتع رئيسي باتصال وثيق مع الحرس الثوري.
تتحدث الحكومة الإسرائيلية بصوت واحد أن إيران "تهديد وجودي" لا يمكن الوثوق به في امتلاك أسلحة نووية ومع ذلك، فإن الإسرائيليين يأسفون على فرصهم الضائعة في العمل، في عامي 2007 و2012، عندما كان النجاح ممكن تحقيقه بشكل أكبر، ولكن تم إحباطه بسبب تقديرات الأمن القومي الأمريكي ومجلس الأمن الإسرائيلي المثير للجدل، والسؤال اليوم: هل تستطيع إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية بشكل فعال؟ يقول معظم الخبراء الذين استطلعت الصحيفة آراءهم: "نعم"، لكنهم يعتقدون أن إسرائيل بحاجة إلى ستة أشهر أخرى على الأقل للاستعداد.
يعرّف الأمريكيون والإسرائيليون النجاح من وجهات نظر مختلفة، فالأمريكيون يريدون حلولاً لكن لا توجد قرارات نهائية مع البرنامج النووي الإيراني ولا ينبغي لأحد أن يتوهم أن هذا سيحل مشكلة إيران، لا يوجد مفتاح في الشرق الأوسط شيء ممكن اليوم سوى خفض التوتر والبحث عن فرص للتحالف مع أصدقاء جدد، وهذا لم يتغير منذ عامين.