آبي أحمد وأديس أبابا على مشارف السقوط.. مشاهد من "اللحظات الأخيرة"
تتسارع وتيرة العمليات العسكرية حول العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد يوم من تصريح رئيس الوزراء، آبي أحمد، بأن البلاد تعيش لحظاتها الأخيرة، وتوجهه شخصيا لجبهة القتال، فيما نشرت جبهة تحرير تيجراي المعارضة للحكومة الفيدرالية مقطع فيديو تستعرض فيه أسرى الحرب من جانب القوات الحكومية.
ودعت دول العالم رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا فورا وبلا تأخير، فيما وردت تقارير عن إرسال الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى جيبوتي تحسبا لانهيار وشيك للأوضاع في العاصمة الإثيوبية، في وقت تقترب فيه قوات تيجراي من السيطرة على مدينة دبر برهان، على بعد 130 كلم من أديس أبابا.
آبي يقر بقرب النهاية
رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، وصف الوضع بأن البلاد في "لحظاتها الأخيرة"، وقال آبي أحمد أمس الثلاثاء "ندعو لإنقاذ البلاد من الانهيار"، مضيفا: "ندعو الدول الأفريقية للوقوف إلى جانب الحكومة في مواجهة تيجراي".
وكان رئيس الوزراء الأثيوبي أعلن أنّه سيتوجّه أمس الثلاثاء إلى الجبهة لقيادة جنوده الذين يقاتلون الجبهة، في وقت تقترب فيه المعارك أكثر فأكثر من العاصمة أديس أبابا.
وقال آبي أحمد في بيان على حسابه بموقع "فيسبوك": "لدينا تاريخ في الدفاع عن اسم إثيوبيا. الحرية والسيادة التي تمتعت بها البلاد لآلاف السنين ليست منحة، من المستحيل الحفاظ على الحرية بدون ثمن. ولقد دُفع هذا الثمن بالدم، ومات الأبطال من أجل ذلك".
وشدد: "هزيمة إثيوبيا أمر لا يمكن تصوره"، داعيا الدول الإفريقية للوقوف إلى جانب إثيوبيا في محنتها بروح الوحدة الإفريقية.
وكان آبي أحمد وجه نداء، الجمعة الماضي، إلى المواطنين يطلب فيه منهم مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
معرض أسرى الحرب
نشرت قوات إقليم تيغراي، أمس الثلاثاء، فيديو قالت إنه لـ"أسرى الجيش الإثيوبي"، الذين بلغ عددهم 11 ألفا، وحسب الفيديو الذي نشره عضو مكتب تيجراي للشؤون الخارجية، كيندييا غيبريهوت، عبر حسابه على "تويتر"، يظهر "أسرى قوات الجيش الإثيوبي لدى قوات "جبهة تيغراي".
ويقول غيبريهوت إن عددهم 11 ألفا، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. ويأتي ذلك بعدما صرح جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا، أن الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا "مسألة أشهر إن لم تكن أسابيع".
وأكدت جبهة تحرير تيغراي، الأسبوع الماضي، أنه لن يحدث "حمام دم" في حال دخل مقاتلوها العاصمة أديس أبابا، لإسقاط الحكومة المركزية، وشددت أنها تتقدم نحو العاصمة.
قوات خاصة أمريكية
ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلا عن مسؤول عسكري ومصدرين مطلعين، أن الجيش الأمريكي نشر قوات من العمليات الخاصة في جيبوتي لتكون على استعداد لتقديم المساعدة للسفارة الأمريكية في إثيوبيا إذا تفاقم الوضع في البلاد.
وقالت "سي إن إن" إن نشر عناصر من القوات الخاصة الأمريكية يشير إلي تزايد مخاوف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحالة الأمنية المتدهورة، في وقت يتفوق فيه التحالف العسكري المناهض للحكومة الاثيوبية، في إشارة إلي قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو.
ووصف مسؤول دفاعي أمريكي مطلع أن القرار الأمريكي بأنه "تخطيط حكيم"، مشيرا إلي أن الولايات المتحدة وضعت 3 سفن حربية داخل الشرق الأوسط أيضا على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لعمليات الإجلاء إذا أصبح ذلك ضروريا، على الرغم من تصريح بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، بأنه لن تكون هناك عملية إجلاء واسعة النطاق في إثيوبيا بقيادة الجيش.
وقال المسؤول لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن 3 سفن حربية برمائية (يو إس إس إسيكس، ويو إس إس بورتلاند، ويو إس إس بيرل هاربور)، تتواجد حاليا في الشرق الأوسط وهي في وضع الاستعداد ويمكن استخدامها في جهود إخلاء المدنيين المحتملة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين، الاثنين، إنه "لا توجد خطط لإرسال الجيش الأمريكي إلى إثيوبيا لتسهيل عمليات الإجلاء أو تكرار جهود الطوارئ التي قمنا بها مؤخرا في أفغانستان، والتي كانت حالة فريدة لأسباب عديدة" ، مشددا على أنه يجب على الأمريكيين المغادرة من إثيوبيا على الفور.
وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة مستعدة دائما للتدخل في حالة الطوارئ، لكن مع استمرار فتح المطارات لا يوجد سبب لذلك على الإطلاق. وأكد المسؤول أن الأمريكيين المتواجدين في إثيوبيا، الذين يحتاجون إلى المساعدة في المغادرة عن طريق الطائرات المدنية، يجب أن يتواصلوا مع السفارة الأمريكية.
وفي أوائل نوفمبر الجاري، أعلنت السفارة الأمريكية في أديس أبابا عبر موقعها الإلكتروني أنها سمحت بالمغادرة الطوعية لموظفيها غير الأساسيين وأسرهم بسبب الصراع في البلاد.
وبدأ الصراع في إقليم تيجراي في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، قوات الجيش الفيدرالي للتخلص من السلطات المحلية المنبثقة عن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بعدما اتهمها بمهاجمة ثكنات للجيش في الإقليم.
ومنذ ذلك الحين امتدت المعارك لتشمل منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين في حين غرق إقليم تيجراي بما تصفه الأمم المتحدة بحصار إنساني بحكم الأمر الواقع ما يغذي المخاوف من حصول مجاعة واسعة الانتشار على غرار ما حصل في إثيوبيا في الثمانينات.
وإلى جانب النقص في المواد الغذائية ثمة نقص حاد في الأدوية ولقاحات الأطفال والمعدات الطبية على ما ذكرت الأمم المتحدة في تقارير عدة في الفترة الأخيرة.