وقود المستقبل.. مصر تقتحم عصر الهيدروجين الأخضر باستثمارات جديدة
وفقًا للعديد من الخبراء، يمكن للهيدروجين أن يقود ثورة في قطاع الطاقة في العالم، في سباق عالمي لتطوير هذا السوق الجديد، تحاول البلدان الأفريقية وضع نفسها على خريطة الموارد المتجددة، وقالت مجلة AFRIK 21 إن الهيدروجين يمكن أن يساهم كذلك في خفض انبعاثات الكربون وإزالته تمامًا من الاقتصادات الناشئة، بشرط أن يتم إنتاجه بالكهرباء التي يتم الحصول عليها من مصادر متجددة ويعتبر الهيدروجين الأخضر قبل كل شيء حلاً لتخزين ونقل الطاقات المتجددة المعروفة بتقطعها.
وبعد أن كان غير معروف على الإطلاق، أصبح الحديث عن الهيدروجين الأخضر يتزايد في إفريقيا التي أصبحت هدفًا بشكل خاص من قبل مزودي حلول الطاقة لتطوير هذه الطاقة الجديدة، ومعظم المشاريع الجارية حاليًا هي مشاريع تجريبية، أي مصممة لاختبار التكنولوجيا لتقييم إمكانيات إنتاج هذه الطاقة على نطاق واسع، ويجذب الهيدروجين الأخضر بشكل متزايد اهتمام الشركات العالمية العملاقة التي تضع نفسها في الأسواق الأكثر ديناميكية في القارة الأفريقية، لا سيما في مصر وجنوب إفريقيا والمغرب، ولكن أيضًا في موريتانيا وناميبيا لإمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة.
على غرار دول أخرى في العالم، تراهن البلدان الأفريقية على الهيدروجين الأخضر من أجل انتقال الطاقة وخفض انبعااث الكربون حيث يهيمن الفحم إلى حد كبير على المزيج الكهربائي.
ما هو الهيدروجين الأخضر؟
يتم إنتاج الهيدروجين، أو بشكل أكثر دقة ثنائي الهيدروجين H2، من خلال التحليل الكهربائي للماء وهذه العملية تحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة كيميائية، ويمكن استخدام ثنائي الهيدروجين المستعاد بهذه الطريقة للحصول على الطاقة بطريقتين: من خلال احتراقه المباشر مع الأكسجين (02) أو في شكل كهرباء عبر خلية وقود، وبمجرد أن تأتي الكهرباء المستخدمة في التحليل الكهربائي للمياه حصريًا من مصادر متجددة مثل الطاقة الكهرومائية أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، فإننا نتحدث عن الهيدروجين الأخضر.
فيما يستخدم للهيدروجين الأخضر؟
سيتم استخدام الهيدروجين الأخضر أولاً لتخزين الكهرباء، لأن الطاقات المتجددة غالبًا ما تكون متقطعة، بالنسبة لمحطة الطاقة الشمسية، على سبيل المثال، فإن الأمر يتعلق بإنتاج الكهرباء خلال ساعات أشعة الشمس وتحويل الكهرباء المنتجة إلى هيدروجين أخضر وهذا الغاز، الذي لا ينبعث من احتراقه سوى بخار الماء، يمكن تحويله مرة أخرى إلى كهرباء عندما يكون المصدر الأساسي للطاقة المتجددة (الشمس) غير متوفر.
وسلطت مجلة Renewables Now الضوء على تصريحات مجلس الوزراء المصري حول تقدم ثلاث تحالفات عالمية بطلبات لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقتي السخنة وشرق بورسعيد في مصر، حيث تستعد مصر لاستضافة قمة COP 27 العام المقبل، ونقلت المجلة عن يحيى زكي رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قوله، الأسبوع الماضي، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء إن المشروعات الثلاثة التي ستقام بالقرب من قناة السويس يمكن تنفيذها بالتوازي، وأوضح مدبولي خلال الاجتماع إن مصر وضعت مشروعات الهيدروجين الأخضر ضمن أولوياتها، وأن الاجتماعات والترتيبات الجارية هدفها مراجعة تسوية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتطوير الهيدروجين الأخضر في المنطقة.
سيزداد الطلب العالمي على الوقود منخفض الكربون بشكل كبير في المستقبل القريب وهذه فرصة لمصر لتصبح رائدة في المنطقة في إنتاج واستخدام وتصدير الوقود الأخضر، حيث تتمتع البلاد بإمكانيات هائلة لإنتاج الطاقة المتجددة بأسعار تنافسية وتتمتع بقربها من أوروبا، أحد الأسواق الرئيسية لاستيراد الطاقة النظيفة، فضلاً عن توافر البنية التحتية لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا لدعم تطوير مشاريع الهيدروجين الخضراء، كما يمكن أن تستفيد مصر أيضًا من ميزة تنافسية أخرى وأن تصبح مركزًا عالميًا لتزويد السفن بالوقود الأخضر حيث يمر عبر قناة السويس حوالي 15٪ من حركة الشحن العالمية.
في وقت سابق من نوفمبر، أشار وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، خلال قمة COP 26 في جلاسكو، إن مصر تهدف إلى الوصول إلى 42٪ من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج طاقتها بحلول عام 2030، مدعومة بخطة عمل طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر. التي تستنبطها الحكومة حاليا، ستركز مصر على التوسع في استخدام الهيدروجين الأزرق على المدى القصير والمتوسط كوقود منخفض الكربون بهدف الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر في النهاية.
وخلال الساعات الأخيرة، وقع اختيار شركة سكاتك وشركاؤها OCI NV وFertiglobe والصندوق السيادي في مصر وأوراسكوم للإنشاءات على بلاج باور إنك لتكون المزود التكنولوجي لمحطة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة 100 ميجاوات سيتم بناء محطة الهيدروجين في العين السخنة، مصر، وفيما بعد سيتم استخدام الهيدروجين لإنتاج الأمونيا الخضراء.
ستكون محطة التحليل الكهربائي 100 ميغاواط الأكبر على مستوى العالم، وتعد مصر موقعًا مثاليًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر نظرًا لمزيجها الفريد من مصادر الطاقة المتجددة مع أحمال طاقة شمسية ورياح قوية، وقربها من الأسواق التي تعاني من نقص الهيدروجين.
الأمونيا الخضراء، التي يتم إنتاجها من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدلاً من الغاز الطبيعي، هي منتج متعدد الاستخدامات يعتبر وقودًا ناقلًا مثاليًا لتخزين ونقل الهيدروجين، ويمكن أن يساعد في خفض انبعاثات الكربون من العديد من القطاعات.
وعلق ناصف ساويرس، الرئيس التنفيذي لشركة OCI NV قائلاً: “نحن متحمسون للإعلان عن هذا الإنجاز الرئيسي في هذه المنطقة الأساسية من إستراتيجيتنا للهيدروجين. وتعد شركة بلاج باور الشركة الرائدة في تكنولوجيا التحليل الكهربائي، وهذه الشراكة الإستراتيجية تعزز إستراتيجيتنا التنفيذية.
عند بدء التشغيل، سيكون هذا أكبر استخدام للهيدروجين الأخضر وأكبر تطبيق للأمونيا الخضراء على مستوى العالم. من المتوقع أن يتبع البناء جدولًا زمنيًا متسارعًا لعرض محطة الهيدروجين الأخضر خلال قمة COP 27 في مصر في نوفمبر 2022، مما يسلط الضوء على ريادة مصر المتنامية في أسواق الطاقة المتجددة والالتزام بمستقبل أخضر.