الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم قوة التسليح.. ما الذي يعوق وصول قوات "التيجراي" إلى العاصمة أديس أبابا؟

الرئيس نيوز

أظهر تقرير ميداني تطورات الأوضاع الداخلية في إثيوبيا، وسط استمرار الحرب الدائر رحاها بين قوات أبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، أو ما يسمى جيش الحكومة الفيدرالية، من جهة، وقوات المعارضة المسلحة التي يقودها "جبهة تحرير شعب تيجراي" و"جبهة تحرير الأورومو"، إذ لم يتبق أمام المعارضة المسلحة إلا نحو 200 كيلومتر للوصول إلى العاصمة.
يشير التقرير الذي نشره موقع "إنديبندنت عربية" إلى أن تأخر قوات المعارضة في الوصول إلى العاصمة أديس أبابا، يأتي بسبب الضغوط الدولية والإقليمية على المعارضة بعدم التقدم نحو العاصمة؛ خشية تفتت الدولة أو حصول حرب أهلية بين العراقيات.

وتسببت سياسات أبي أحمد في إنهاك الجيش الفيدرالي؛ ففي حين كان يدفع به إلى دعم الميليشيات؛ لمقاتلة الجيش السوداني في منطقة الفشقة، زج به في حرب عبثية مع "جبهة تحرير التيجراي" وبعد أشهر من القتال اتضح تعرض الجيش الفيدرالي إلى هزائم فادحة أخرها مشهد لصفوف من الأسرى التابعين للجيش الفيدرالي وقد وقعوا في أسر جبهة تحرير التيجراي، وحاليًا يطالب الجيش الفيدرالي، بالدفاع عن العاصمة.      
وقد أظهرت الوكالة الفيدرالية الأمريكية مدى تسليح قوات "جبهة تحرير شعب تيجراي"، إذ قالت الوكالة في تقريرها الاستخباراتي، أن الجبهة تمتلك مضادات أرضة وأسلحة دفاع جوي، ومنصات صواريخ، وقذائف موجهة، لكن الوكالة لم توضح طرق حصول الجبهة على ذلك التسليح المتقدم، فيما تقول تقارير إن جبهة تحرير شعب تيجراي، متمرسة في الحروب، وتمتلك أدوات عسكرية متقدمة، توازي نحو 70 % من قدرات وتسليح الجيش الفيدرالي.
وقد تمكنت قوات التيجراي من إسقاط مروحية من طراز "مي - 35" روسية الصنع تابعة للجيش الفيدرالي، أثناء أدائها مهمات للدعم النيراني، وقد بثت الجبهة لقطات مصورة لعملية إسقاط المروحية.

يؤكد التقرير أن معركة دخول العاصمة، قد تستغرق، وقتاً طويلاً، وربما يدفع أبي أحمد بميليشيا الأمهرة وهي العرقية التي ينتمي إليها للدفاع عن العاصمة، فيما تدفع "جبهة تحرير شعب تيجراي" بقوات الأورومو للدخول إلى العاصمة حتى تكون بعيدة عن الغضب الدولي وخاصة الأمريكي. 
يحذر التقرير من أن الاحتراب الأهلي، والمعارك العسكرية، قد تؤدي إلى تصفيات عرقية، ونشوب حرب العصابات التي تقودها ميليشيات أمهرة بسبب معاناة الجيش الفيدرالي من تشتيت المجهود الحربي.
فيما كشف التقرير عن لجوء الحكومة الإثيوبية إلى استخدام الطيران المدني في نقل المعدات العسكرية، ما قد يؤثر على الخطوط الإثيوبية عالمياً ويهز سمعتها الدولية، وهي التي تمثل رافداً للاقتصاد الإثيوبي.

كما سجلت تقارير اقتصادية انخفاض الاستثمار الأجنبي في البلاد ومخاطبة سفارات عدة على رأسها السفارة الأميركية والصينية رعاياها لمغادرة إثيوبيا بأسرع ما يمكن لتوقعات بانفراط عقد الأمن مع تطورات الأحداث، وصعوبة أي تدخلات دولية في الوقت الحالي لحماية الرعايا الأجانب.
يشير التقرير إلى أن الوضع في إثيوبيا أصبح على حافة الانفجار؛ إذ لو افترضنا عقد هدنة أو مصالحة بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تيجراي، فإنه يُستبعد إعادة بقية القوميات الأخرى إلى قواعدها الأولى، خارج حلبة الصراع في ظل الانقسامات العرقية والاجتماعية الراسخة والتصفيات التي تمارسها القوميات ضد بعضها.