في السياسة والاقتصاد.. أردوغان في متاهة وسط عزلة دولية وتراجع التأييد الداخلي
تواجه تركيا حالة من عدم اليقين السياسي مع تصاعد التوترات المحلية والاقتصاد المتصاعد ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية بحلول يونيو 2023، ولكن يبدو أنه من المرجح بشكل متزايد إجراء الانتخابات في وقت مبكر.
ووفقًا للمحلل
السياسي سميح إديز بصحيفة Turkey Pulse، كشفت استطلاعات الرأي المتعددة أن التأييد
للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" آخذ في التراجع ما يترك
أنقرة في مواجهة خيارات صعبة في شؤونها الدولية، وبصفته سياسيًا شعبويًا، حاول
أردوغان إرضاء قاعدته الإسلامية والقومية الداعمة من خلال نهج يوجه أصابع الاتهام
تجاه السياسة الخارجية كلما ساءت الأوضاع الاقتصادية، ومع ذلك، فإن هذا التكتيك
قصير النظر ترك أنقرة معزولة دوليًا بشكل متزايد فصار لتركيا عدد أكبر من المنافسين والمنتقدين حول
العالم أكثر من الأصدقاء والشركاء اليوم، وتواجه عقوبات أمريكية وأوروبية وتصنف
دوليًا في القائمة الرمادية بسبب "تمويل الإرهاب وغسيل الأموال والفساد
المؤسسي"، في غضون ذلك، تشكلت تحالفات كبيرة مناهضة لتركيا من دول كانت ذات
يوم حليفة لتركيا.
إن الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تتنافس تركيا واليونان على
موارد الطاقة، هو مثال على ذلك فقد تمكنت أثينا من حشد الدعم الدولي ضد تركيا، ليس
فقط من أوروبا والولايات المتحدة ولكن أيضًا من اللاعبين الإقليميين مثل مصر والإمارات
في إشارة إلى الاتفاقات العسكرية الأخيرة بين واشنطن وأثينا، اشتكى أردوغان بمرارة
الأسبوع الماضي من أن "اليونان أصبحت قاعدة عسكرية أمريكية"، ومن
المفارقات أن تركيا تستضيف قواعد أمريكية مهمة.
وعزا العديد من المحللين انزعاج
أردوغان إلى أن حلفاء وشركاء أنقرة التقليديين يحولون اهتمامهم إلى مكان آخر، ويعتقد
السفير المتقاعد عمر أونون أن أنقرة لا ينبع من أن تلوم سوى نفسها.
وقال أونون في
مقابلة مع صحيفة كرار اليومية "اليونان، التي تربطنا بها علاقات متوترة، وقعت
اتفاقيات طاقة وتعاون مع إسرائيل والإمارات والسعودية ومصر". ووقعت اتفاقيات
عسكرية مع فرنسا والولايات المتحدة في حين أجرت ثماني دول تدريبات مشتركة في شرق
البحر المتوسط مؤخرا، وتابع: "القاسم المشترك الأدنى في كل هذا هو تركيا، وهذا
في الغالب نتيجة القوى الموحدة لتركيا، بالمعنى السلبي للكلمة".
كما أن أشد مؤيدي أردوغان يدركون بشكل متزايد أن العزلة الدولية تأتي على
حساب الدولة، خاصة بالنسبة لاقتصادها، مما يؤثر على المواطنين العاديين، إن تهديد
أردوغان الغاضب بطرد سفراء 10 دول غربية، بما في ذلك سفير الولايات المتحدة، هو أحدث
مثال وكان غاضبًا من السفراء لتقديمهم التماسًا مشتركًا للإفراج عن الناشط الحقوقي
والمحسن عثمان كافالا الذي يقبع في السجن منذ أكثر من أربع سنوات على الرغم من أن
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ترى أنه حوكم ظلما وطالبت بالإفراج الفوري عنه
وتعتبر هذه القضية واحدة من أعظم زلات أردوغان الدبلوماسية.
كما فشلت آمال أردوغان في استبدال حلفاء تركيا التقليديين بحلفاء جدد، وعلى
الأخص روسيا، فتورط تركيا في أوكرانيا وأذربيجان وسوريا وليبيا يعقد العلاقات مع
روسيا لأن أنقرة وموسكو على طرفي نقيض في الخلافات التي تشمل هذه الدول على سبيل
المثال، انتقدت موسكو أنقرة لدعمها أوكرانيا في نزاعها مع روسيا كما أنه ليس سراً
أن روسيا تريد خروج القوات التركية من سوريا وليبيا وأن تتوقف أنقرة عن التدخل في
القوقاز.