بدء أطول خسوف جزئي للقمر منذ القرن الـ15
بدأت في الساعة الثامنة ودقيقتين و29 ثانية صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة مرحلة الخسوف شبه ظلي للقمر، استعدادا للخسوف الجزئي للقمر الذي يحدث اليوم، وهو أطول خسوف جزئي منذ القرن ال(15) وأطول خسوف في القرن ال(21).
ولن يتمكن سكان مصر والوطن العربي رؤية ومتابعة هذا الخسوف، الثاني والأخير لعام 2021.. حيث سيكون القمر قد غرب تحت الأفق في ذلك الوقت، ولكن يمكن رؤيته في دول شمال أوروبا، شرق آسيا، قارة أستراليا، الأمريكتين، المحيط الباسفيكي، المحيط الاطلنطي، المحيط الهندي، والقارة القطبية الشمالية.
وتستغرق مراحل الخسوف، منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 6 ساعات ودقيقتين تقريبا، فيما ستدوم مرحلة الخسوف الجزئي 3 ساعات و 28 دقيقة و 23 ثانية، والتي ستبدأ عند الساعة التاسعة و 18 دقيقة صباحا مع بداية دخول حافة قرص القمر في ظل الأرض ويتحرك القمر من غرب إلى شرق ظل الأرض وهي الحركة الطبيعية له في مداره حول كوكبنا.
ويتبع ذلك وصول الخسوف ذروته العظمى في الساعة ال(11) ودقيقتين صباحا.. حيث سيكون (97.9 %) من قطر القمر في داخل ظل الأرض وقد يأخذ القمر اللون البرتقالي المحمر الذي يميز عادة الخسوف الكلي، ما سيجعل هذا الخسوف الجزئي حالة استثنائية، أما النسبة الصغيرة المتبقية (2.1%) من الطرف الجنوبي للقمر ستكون خارج ظل الأرض.
وبعد ذلك سينسحب القمر تدريجيا للخروج من ظل الأرض إلى أن ينتهي الخسوف الجزئي وتعود كامل إضاءة قرص القمر في الساعة 12 و 47 دقيقة و4 ثوان، وتنتهي مرحلة الخسوف شبه ظلي للقمر في نحو الساعة الثانية و 3 دقائق و38 ثانية.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قد أكد أن هذا الخسوف الجزئي للقمر يعد أطول خسوف خلال ال 1000 عام القادمة، وقد حدث الخسوف الجزئي الأخير للقمر الذي امتد لفترة أطول في 18 فبراير 1440، وستكون المرة القادمة التي تشهد فيها الأرض خسوفا جزئيا للقمر طويل مثل هذا الشهر في 8 فبراير 2669.
وأوضح المعهد أن دخول قمر نوفمبر في ظل الأرض يتزامن مع وجوده عند أبعد مسافة له من الأرض (الأوج) مما يسبب نسبيا تباطؤ في سرعة دوران القمر حول الأرض، هو السبب الرئيسي لطول المدة الزمنية لهذا الخسوف الجزئي للقمر.
ومن جانبه، أوضح المهندس ماجد أبوزاهرة مدير الجمعية الفلكية بجدة - في بيان أصدره اليوم - أن السبب في اكتساء القمر المخسوف اللون البرتقالي المحمر هو الغلاف الجوي حول الكرة الأرضية، فلو كان هذا الغلاف غير موجود فإن القمر سوف يكون أسود لذلك ستبقى أشعة الشمس غير مباشرة قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق وسيتبقى الطيف البرتقالي والأحمر ويقوم الغلاف الجوي بعد ذلك بجعل ذلك الضوء ينحني ويصل إلى القمر ما سيجعله يضيء.
وأضاف أن اللون الذي سيأخذه القمر فعليا سيعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي ما يعني أن ذلك متروك للرصد الميداني للخسوف.
وأشار إلى أنه سيشاهد كذلك ظهور لون أخضر مزرق على إحدى حواف القمر مع وصوله ذروته العظمى والسبب أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر وسيمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر، وهذا يحدث عادة مع خسوف القمر الكلي ولكنها حالة فريدة ستحدث مع هذا الخسوف الجزئي.
ويحدث خسوف القمر عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم، بحيث تكون الأرض بين الشمس والقمر وتلقي بظلالها على سطح القمر، ففي كل مرة يدور القمر حول الأرض، فإنه يمر تقريبا مقابل الشمس في السماء عند وصوله مرحلة البدر المكتمل ولو أن القمر يدور حول الأرض في نفس المستوى تماما الذي تدور فيه الأرض حول الشمس، فسوف يحدث خسوفا عند اكتمال القمر كل شهر.
يذكر أن الخسوف الجزئي القادم للقمر سيكون في 28 أكتوبر 2022، فيما ستشهد الكرة الأرضية كسوفا كليا للشمس يوم 4 ديسمبر المقبل ولن يرى في مصر، ويمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.