الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

كيف ستؤثر الحرب في إثيوبيا على "سد النهضة"؟

الرئيس نيوز

بينما تدعو أمريكا إثيوبيا إلى الانخراط الجاد في مفاوضات سد النهضة الذي تبينه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق، وترفض توقيع اتفاق قانوني ملزم بشأن عملتي ملء وتشغيل السد، مع دولتي المصب مصر والسودان، وبالتالي تتصاعد احتمالية الإضرار بالحصة السنوية للقاهرة من مياه النيل، تحدث مراقبون عن مصير السد المائي فضلًا عن مصير المفاوضات بالتزامن مع استمرار الحرب بين القوات التابعة لرئيس الوزراء أبي أحمد، وقوات المعارضة التي يقودها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وقوات الأرومو.
ووفق أحدث التقارير الميدانية، فإن قوات المعارضة تحاصر العاصمة أديس أبابا، أو انها باتت على بعد نحو 40 كيلومتر منها، وانها تقطع حاليًا طرق الإمداد للعاصمة، بعد سيطرتها على مدينتين استراتيجيتين في الشرق. وقد دعت أمريكا ودول أوروبية أخرى رعاياها في إثيوبيا بضرورة مغادرة البلاد على وجه السرعة بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وتصاعد احتمالات سقوط العاصمة.

خبير المياه عباس شراقي، استبعد قدرة إثيوبيا على العودة للمفاوضات في ظل الأوضاع الحالية، فضلًا عن عدم قدرتها معاودة تعلية الممر الأوسط تمهيدًا للملء الثالث؛ بسبب الأوضاع الأمنية والعسكرية غير المستقرة بسبب الحرب الدائرة حاليًا بين أبي أحمد وقوات التيجراي، لافتًا إلى أن إثيوبيا فشلت في عملية توليد  الكهرباء من السد، على الرغم من أنها كانت تملك فائض مياه يقدر بنحو 2 مليار متر مكعب؛ بسبب زيادة الفيضان خلال هذا الموسم.
كشف شراقي، في منشور له عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، عن تطورات مهمة حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بعدما أجرت إثيوبيا الملء الأول والثاني، وأوضح: "أجرت إثيوبيا التخزين الأول العام الماضى بحوالى 5 مليار م3، والتخزين الثاني الذي لم يكتمل في يوليو الماضي بحوالي 3 مليار م3، باجمالي 8 مليار م3، ونتيجة زيادة الفيضان عن قدرة الممر الأوسط تم تخزين 2 مليار م3 بصورة مؤقتة، كان من الممكن الاستفادة منها فى توليد كهرباء، إلا أنه بعد انتهاء موسم الفيضان بنهاية شهر أكتوبر تم عبور الـ 2 مليار م3 المؤقتة دون استفادة".
شراقي لم يوضح الأسباب التي جعلت أديس أبابا غير قادرة على الاستفادة من الـ2 مليار متر مكعب من المياه، هل بسبب نقص التوربينات أم عدم جاهزيتها أم عدم الخبرة الكافية على فعل ذلك، إلا أنه استطرد قائلًا: "ما زالت جميع البوابات مغلقة كما هو واضح من صور الأقمار الصناعية (Sentinel 2) التي تظهر تراجع حواف البحيرة اللون الفاتح".

أكد خبير المياه الدولي، أن إثيوبيا لم تتمكن من تشغيل أول توربينين المقرر لهما في أكتوبر الماضي، حيث أعلنت وزيرة الدولة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي الإثيوبية، حورية علي مهدي، أن إنتاج الكهرباء سوف يكون العام المقبل، مشددًا على أن التخزين الأول والثاني تم دون فائدة، فإذا أرادت اثيوبيا أن تكمل الأعمال الهندسية استعدادا للتخزين الثالث فسوف تفتح بوابتي التصريف اللتين تم فتحهما أبريل الماضي حتى منتصف أغسطس؛ لتجفيف الممر الأوسط، ثم البدء في وضع الخرسانة لتعلية الممر الأوسط في فبراير القادم استعدادا لتخزين حوالي 10.5 مليار م3 عند منسوب 595 م لتخزين إجمالى 18.5 مليار م3، وهذا كان المستهدف تخزينه موسم 2020، ولكنه لم يتم حتى في 2021.
تابع شراقي: "قد تضطر إثيوبيا إلى إبقاء الوضع الحالي كما هو دون تغيير في حالة استمرار الحرب الأهلية بين الحكومة الفيدرالية وإقليم تيجراي".