إثيوبيا على شفا حرب أهلية.. قوات المعارضة تواصل الزحف وتأهب في العاصمة
شارك عشرات الآلاف في مسيرات حاشدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في ما يشبه استعراضًا لدعم حكومة آبي أحمد التي تقاتل تحالفًا لقوات الجبهات الشعبية المعارضة، في حين استمر تهديد القوات المتحالفة بالتقدم إلى المدينة والاستيلاء عليها وإسقاط الحكومة الفيدرالية المسؤولة عن تفتيت إثيوبيا، ولاحظت شبكة CBS الإخبارية الأمريكية أن ثمة شعور قوي معادٍ لأمريكا في تجمعات الإثيوبيين في أديس أبابا.
واحتدم القتال في إثيوبيا منذ ما يزيد قليلاً عن عام حتى الآن، لكن ما بدأ كمعركة معزولة بين حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد والمعارضة في منطقة تيجراي الشمالية تضاعف ليصبح معركة من أجل بقائه السياسي.
وتشكل معارضة تيجراي تحالفًا منذ الأسبوع الماضي - أُعلن عنه أثناء وجود مبعوث أمريكي كبير في إثيوبيا - مع 8 جماعات مسلحة أخرى، بما في ذلك جيش تحرير أورومو المتمركز في جنوب البلاد، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حذر التحالف آبي أحمد من انشقاق القوات الموالية للحكومة، وأكد أن المعارضة على وشك تحقيق النصر.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن جميع أطراف النزاع انتهكت القانون الإنساني الدولي، مستشهدة بتقارير عن مذابح واغتصاب جماعي وتطهير عرقي، وقالت ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن معظم الجرائم نفذتها القوات الإثيوبية والإريترية، وكانت الولايات المتحدة واحدة من أقسى منتقدي الصراع، حيث اتهمت إدارة الرئيس جو بايدن إثيوبيا بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتهدد بإخراج البلاد من اتفاقية التجارة الأمريكية، ورداً على ذلك، رفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها "عار عليكم" موجهة إلى الولايات المتحدة، فيما قال آخر على الولايات المتحدة أن تكف عن "مص دماء إثيوبيا".
وأمرت الولايات المتحدة ودول أخرى موظفي السفارة غير الأساسيين والمواطنين بمغادرة إثيوبيا على الفور، جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء آبي حالة الطوارئ الأسبوع الماضي، ووسط أزمة إنسانية متفاقمة وتقول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 900 ألف شخص يواجهون المجاعة، مع استخدام الجوع كسلاح في الحرب.
ويسعى الدبلوماسيون جاهدين لإيجاد حل سلمي للأزمة، حيث زار المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إثيوبيا الأسبوع الماضي. لكن حتى الآن، لم يتأثر أبي بالانتقادات القاسية من منتقديه الدوليين أو الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة.