أديس أبابا تحت التهديد.. ما تأثير حصار العاصمة على أزمة سد النهضة؟
فى ظل استمرار أزمة الأعمال القتالية بين الحكومة الإثيوبية وقوات تيجراى والأورومو، واتساع دائرة المعارك، وتأجيج الصراع، وظهور مخاوف كبيرة من استيلاء تحالف القوات على العاصمة، زادت أعداد المشردين ومن يحتاجون للمساعدات الإنسانية، وزادت التساؤلات حول تأثير الأزمة الراهنة في إثيوبيا على استئناف مفاوضات سد النهضة المتوقفة منذ مدة طويلة، ومدى تأثير الحرب فى الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم بين الدول الثلاث.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت أتون المعارك عقب إعلان رئيس وزراء إثيوبيا، آبى أحمد الحرب في نوفمبر العام الماضي، وإرسال قوات عسكرية لمهاجمة إقليم تليجراى، وذلك للإطاحة بجبهة تحرير شعب تليجراى، حيث وعد آبى أحمد بالقضاء عليهم رغم تأزم الأمور فى الفترة الحالية.
أديس أبابا تحت التهديد
يقول الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية بجامعة الخليج بمملكة البحرين، إن الأساس في التفاوض حول أية مشكلات أو خلافات أن تكون الأطراف المتفاوضة مسؤولة وصاحبة قرار وفي حالة استقرار تسمح لها بالتفاوض والحوار للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف المتفاوضة.
وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز" أن الوضع الحالي يشهد تأزما كبيرا وتجمدا في مفاوضات سد النهضة، مؤكدا أن استمرار زحف قوات التيجراي على العاصمة يزيد الأمر تعقيدا لأن الأحداث هناك تهدد الدولة الإثيوبية في الأساس وليس فقط سد النهضة، كما أنه بالإضافة إلى ما يحدث في السودان، فإن الأمر لا يبشر بأي بادرة لاستئناف المفاوضات.
وأكد الصادق أن "ما يحدث في الدولة الإثيوبية التي تعاني من مشكلات اقتصادية سيؤثر على تمويل واستكمال السد في ظل هذه الاضطرابات مما يصعب معه التخطيط لعملية الملء الثالث التي تنوي إثيوبيا عمله في يوليو المقبل.
كما أشار أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية إلى إن الأحداث الجارية في كل من إثيوبيا والسودان لا يمكن أن تؤدي لاستئناف أي المفاوضات أو خطة لتشغيل التوربينات.
حكومة تفتقد للخبرة السياسية
من جهته، أكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، أن الحكومة الأثيوبية الحالية لا تصلح للتفاوض معها حول سد النهضة أو لعقد أى اتفاقيات معها.
وأوضح وزير الرى الأسبق أن الحكومة الإثيوبية تفتقد بشدة للحنكة والخبرة السياسية، وتصريحاتها الدولية صعبة جدا مع الجميع مصر والسودان والاتحاد الأفريقي وأمريكا وأوروبا والأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن.
كما أنها فى تخاطبها مع الدول العظمى الداعمة لها تخطيطيا وتنفيذيا، كالولايات المتحدة الأمريكية، لا تعلم ما هى الحدود والمحددات، بالإضافة إلى أنها لا تصلح لأى نوع من التعاملات معها، ولا يعتد بها، والخاسر الأكبر من هذه الأحداث هم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب فى رهانهم الخاسر على آبى أحمد وما أنفقوه من مليارات كثيرة على المعونات والقروض والسلاح لهذا الرجل، بالاضافة الى جائزة نوبل.