جوهر محمد.. القيادي الأرومي المتوقع أن يخلف أبي أحمد في منصبه
قالت رئيسة وحدة دراسات السياسات الأفريقية، في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أماني الطويل، إن "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" اندمجت مع "جيش تحرير أرومو" في خطوة تُعتبر بمثابة تتويج للتحالف العسكري الشامل الذي تم الإعلان عنه في 3 أكتوبر الماضي، بين مكونات متعددة للقوميات الإثيوبية، كاشفة عن اسم الشخصية المتوقع أن تخلف أبي أحمد في منصبه، وهو القيادي الأرومي جوهر محمد، الذي اعتقله أبي احمد منذ سنة.
أوضحت الطويل في تحليل أرسلت به إلى موقع "إنديبندنت عربية" أن التحالف يضم "جبهة الوحدة الديمقراطية الثورية عفار"، و"حركة أجاو الديمقراطية"، و"حركة التحرير الشعبية لبني شنقول"، و"حركة العدالة والحق للشعب الكيماني العالمي"، و"حزب كيمانت الديمقراطي"، و"جبهة تحرير سيداما الوطنية"، و"جبهة مقاومة الدولة الصومالية"، وحكومة إقليم تيجراي و"جبهة تحرير شعب تيجراي". وقد جاء هذا الاتفاق في أعقاب حوار سياسي شامل بين أطرافه على مدى ثلاثة أشهر تقريباً.
أهداف التحالف
وعن أهداف التحالف، تقول الطويل: "خاطب الإعلان الصادر عن هذا التحالف العالم الخارجي للحصول على تأييده أو في الأقل تحييده، فعلى المستوى الإقليمي قدم تطمينات لحليفة آبيي أحمد إريتريا، التي انخرطت في الحرب على إقليم تيجراي، وشملت هذه التطمينات عدم التعرض للجيش الإريتري ولا لعناصره، وعدم ممارسة أي أدوار ثأرية مستقبلية ضد إريتريا. أما على المستوى الدولي فتم تقديم التزام بمواثيق حقوق الإنسان والالتزام بمحددات معاهدة فيينا في التعامل مع أسرى الحرب، مع الانفتاح على سيناريوهات التعاون مع الأطراف الدولية مستقبلا"ً.
سيناريو مثالي
لفتت الطويل إلى أنه من المتوقع بنسبة كبيرة أن تنشط العواصم العالمية بقيادة واشنطن في درء مخاطر التفتت الإثيوبي، نظراً إلى أهمية تلك الدولة على المستوى الاستراتيجي الغربي الشامل، والأميركي - الإسرائيلي المشترك، وقالت: "نتوقع أن تكون الإدارة الأميركية بدأت بالفعل تواصلاً مع قيادات القوميات الإثيوبية، خصوصاً حكومتَي تيجراي وأروميا حتى يتم ترتيب الأوضاع السياسية في أعقاب سقوط أديس أبابا في يد التحالف العسكري المناهض لآبيي أحمد".
جوهر محمد
تابعت رئيس وحدة الدراسات الأفريقية: "ربما يكون من المنتظر في هذه الحالة الاستقرار على قيادة سياسية بديلة لآبيي أحمد، قد يكون مرشحاً لها جوهر محمد، الزعيم السياسي الأرومي الذي اعتقله آبيي أحمد منذ أكثر من سنة بعد تحالفهما لفترة، وهو الرجل الذي قدم تشريحاً لشخصية آبيي أحمد، وقال إنه لا يدرك مستويات تعقيد الحالة الإثيوبية، ويفتقد آليات التعامل معها".
قالت الطويل: "يوفر اختيار الزعيم جوهر محمد، أو غيره من قيادات الأرومو في هذه المرحلة أمرين، الأول عدم وجود قومية التيجراي في الواجهة السياسية التي كانت تحتلها حتى فترة قريبة، وتم التمرد عليها بسبب ممارسة النظام السياسي الذي قادوه تمييزاً ضد الآخرين، كما أن هناك مزاعم بأنهم قاموا بتزوير الانتخابات أكثر من مرة، ومزاعم بأنهم مارسوا اضطهاداً ضد الأروميين المسلمين، حين تم تصنيف غالبية المعتقلين منهم، تحت مسمى إرهابيين. أما السبب الثاني فهو حقيقة أن الأروميين هم غالبية الشعب الإثيوبي بنسبة تقترب من الـ50 مليون نسمة".
سينايو سلبي
وعن أسوء الاحتمالات تقول الطويل: "السيناريو السلبي هو أن تتحول الحملة العسكرية المعارضة إلى حرب أهلية، إما بسبب عدم السيطرة على العناصر المقاتلة على الأرض باعتبارها عناصر غير مؤطرة عسكرياً، وإما بسبب وقوع خلافات بين أقسام التحالف العسكري المعارض يترتب عليه نزاعات مناطقية مسلحة، فيكون هذا السيناريو هو الأسوأ ليس لإثيوبيا فقط ولكن لكل دول القرن الأفريقي التي تعاني هشاشة مؤسسة الدولة وتعقيداً على المستويين الديمغرافي والإثني، وكلها أمور تلقي بظلال قاتمة على أمن البحر الأحمر والمصالح الإقليمية والدولية فيه".