السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صحيفة كندية تدعو مصر للعب دور الوسيط المحايد في الأزمة السودانية

الرئيس نيوز

لم تشهد العلاقات بين مصر والسودان فترات طويلة من الاستقرار كما لن تشهد توترات دائمة بين الحكومات في كلا البلدين، ويرى المراقبون، وفقًا لصحيفة Global News الكندية أن مصر تعلمت من دروس الماضي ونتائج الانقلاب المفاجئ الذي نفذه عمر البشير عام 1989 الذي ظل في السلطة لعقود، ألا تضع كل البيض في سلة واحدة وتركت القاهرة ورائها التجربة المؤسفة للعلاقة السيئة مع نظام البشير.

كان رد الفعل المصري بعد الإجراءات التي اتخذها عبد الفتاح البرهان لا يدعم ولا يدين تحرك الجيش، وشددت القاهرة على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار السودان وضبط النفس بما أن الأمور لا تزال غير واضحة في الخرطوم ولا أحد يملك الكلمة الأخيرة في البلاد، فمن مصلحة القاهرة أن تظل منفتحة على كافة القوى في البلد الجارة الشقيقة.

على مدار عامين من السلطة الانتقالية في السودان، حرصت مصر على عدم عزل القوات المدنية في الخرطوم، في حين حافظت القاهرة على علاقات جيدة مع الفريق البرهان، رئيس مجلس السيادة، فقد حافظت أيضًا على علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ولم تزود فلول نظام البشير بأي سبب يمكن أن يزكي الصراع على السلطة.

يمثل السودان أكثر من مجرد دولة مجاورة لمصر وهي من أهم اللاعبين المؤثرين على مصالح الأمن القومي لمصر، بالنظر إلى الحدود البرية المشتركة التي تمتد لأكثر من ألف كيلومتر وأهمية البحر الأحمر كممر مائي استراتيجي والمسار الوحيد لقناة السويس بالإضافة إلى ذلك، فإن السودان هو ثاني دول المصب، إلى جانب مصر، من بين دول حوض النيل، وأدت هذه العوامل المتشابكة إلى رؤية السودان كمساحة حيوية لا غنى عنها لمصر.

زادت قيمة السودان بعد سقوط نظام البشير، حيث غير موقفه في أزمة سد النهضة، مع اتخاذ الخرطوم موقفًا أقرب إلى القاهرة في الخلاف مع إثيوبيا، لقد جنّب هذا التحول مصر خطر تركها بمفردها في مواجهة تعنت الحكومة الإثيوبية، كما حصد السودان مكاسب من تطور علاقته مع مصر، في ظل الدعم الذي تلقاه من القاهرة في العملية الأخيرة لاستعادة منطقة الفشقة التي احتلتها القوات الإثيوبية لنحو 25 عامًا، ولا شك أن تحسن العلاقات يعني أيضًا تعاونًا استخباراتيًا أوثق في محاربة الحركات المتطرفة التي تشكل تهديدًا لكلا البلدين.

كانت هذه العوامل تعني أن مصر كانت في الماضي قادرة على ممارسة نفوذ كبير في السودان، ومن هنا سرعت القاهرة وتيرة التنسيق مع السودانيين بغض النظر عن دور العسكريين أو المدنيين في السلطة، كما عدلت القاهرة طريقة تعاملها مع الخرطوم واتجهت نحو توسيع التعاون ولم يعد يُنظر إلى السودان على أنه المشكلة الأمنية المزمنة كما كانت في عهد البشير، لقد تحولت إلى رصيد إستراتيجي متعدد الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية.

لكن إذا تغيرت النظرة العالمية لمصر، فإنها لم تتغير بالكامل في السودان، كان لا يزال هناك فصيل يتساءل عمدا عن الدوافع المصرية كلما طرحت القاهرة مبادرة تعني تعاونًا أوثق أو محاولة وساطة، استاء هذا الفصيل من احتمالية تنامي نفوذ مصر، الأمر الذي اعتبره تهديدًا لمصالحه، وحاولت مصر التغلب على هذه العوائق من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون وتنويع شركائها.

علاوة على ذلك، لم تتورط القاهرة في أزمات السودان، لذا فمن الضروري أن تتبنى مصر الآن موقفًا أكثر تفاعلًا في المرحلة الحالية في السودان، وترى الصحيفة أن عليها أن تتخلى عن ترددها وأن تقدم نفسها كوسيط محايد لإيجاد حل بين المكونين العسكري والمدني في الخرطوم مع وضع وجود جهات فاعلة إقليمية في الاعتبار حيث بدأت بالفعل جهود الوساطة الخاصة بها، أما الانتظار حتى تهدأ الاضطرابات أو الاستمرار في إصدار بيانات غامضة لن يؤدي إلا إلى الحد من نفوذ مصر في المستقبل.