هل تكون الحسكة منطقة صدام بين روسيا وتركيا؟
حالة من الترقب تسود الأوساط السورية، فبينما تلوح تركيا بعملية عسكرية ضد قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية، تنفذ روسيا تدريبات عسكرية في ريف الحسكة، شمال شرق سوريا، وسط استنفار عسكري بسبب تهديدات تركيا بشن عملية جديدة في المنطقة.
مصادر محلية تحدثت مع وسائل إعلام روسية، وأكدت أن المروحيات القتالية التابعة للجيش الروسي أجرت تدريبية عسكرية مكثفة منذ الأحد الماضي، في منطقة تل تمر شمال غرب الحسكة، حيث تستمر لعدة أيام أخرى.
لفت المصادر إلى أن هذه المناورات العسكرية الجوية تأتي ضمن مساعي روسيا في الحفاظ على حالة خفض التصعيد واستمرار الأمن والأمان في مناطق التماس بين الفصائل الكردية الموالية للجيش الأمريكي من طرف والتركمانية المتحالفة مع الجيش التركي من طرف آخر.
وفي السياق ذاته، نفذت مدرعات الشرطة العسكرية الروسية دورية عسكرية لليوم الثاني على التوالي على طول الطريق الدولي الحسكة - حلب المعروف باسم "M4" في المقطع الممتد من القامشلي إلى بلدة تل تمر، يوم الاثنين.
وخلال وقت سابق، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده مستعدة لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا، مشيرا إلى أن هذا القرار سيتخذ في حال اقتضت الضرورة ولن يتم التراجع عنه.
وذكر مصدر في المعارضة السورية، لوكالة "نوفوستي"، أن الجيش التركي أبلغ الفصائل المسلحة السورية المتحالفة بالاستعداد لشن عملية عسكرية ضد "قوات سوريا الديمقراطية".
الباحث في الشؤون الإيرانية، والأقليات، علي رجب يقول لـ"الرئيس نيوز": "استبعد الصدام بين روسيا وتركيا، حتى مع استنفار الأولى وتلويح الثانية بشن هجوم، فالأكراد على الرغم من أنهم يتمتعون بعلاقات جيدة بروسيا إلا أنهم ليسوا حلفاء موسكو، بل حلفاء أمريكا، وهو الأمر الذي تدركه روسيا، وتتعامل معهم على طول الخط وفق هذه المحددات، أي أن روسيا أقصى ما يتوقع أن يصدر منها هو شجب أي عمليات ضد الأكراد، ولكن ليس منعها أو إدانتها".
أشار رجب إلى أن تصاعد نفوذ الأكراد في منطقة الحسكة، يزعج رتكيا، لذلك هدد الرئيس تركي، رجب أردوغان بشن هجوم على الأكراد في تلك المنطقة.