الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جلوب أند ميل: المتحف المصري الكبير متعة لا تقارن للسياحة الثقافية

الرئيس نيوز


بعد عقود من التخطيط وإنفاق كبير، تمتلك القاهرة الآن متحفًا جديدًا طموحًا لعرض كنوز مصر التاريخية، وسيتم افتتاح المتحف الجديد في الجيزة العام المقبل، وألقت صحيفة The Globe and Mail الكندية نظرة على مرافق المتحف المصري الكبير وتطلعات فريق العمل به.  

لعقود من الزمان، خضع مسار الرحلة الثقافية والتاريخية للعديد من الزوار الأجانب إلى القاهرة  لعدد محدود إلى حد ما من الخيارات وكانت الأشياء التي يجب زيارتها هي المتحف المصري، في ميدان التحرير والأهرامات وأبو الهول، أما اليوم، بعد 10 سنوات من التخطيط واتباع طريقة جديدة تعتمد على التفكير في تجربة الزائر، فقد تحسنت اختيارات السائحين بشكل كبير، وفي فصل الربيع، تم افتتاح المتحف الوطني للحضارة المصرية رسميًا بطريقة مذهلة، حيث كان الموكب الذهبي لنحو 18 ملكًا وأربع ملكات من مصر القديمة،  وشقوا طريقهم عبر شوارع القاهرة في موكب مهيب من المتحف المصري، وفي وقت ما من العام المقبل، سيفتتح المتحف المصري الكبير في الجيزة وعندما يحدث ذلك، سيكون المشروع الذي طال انتظاره هو بلا منازع أكبر متحف أثري في العالم.

ونقلت الصحيفة الكندية عن طارق سيد توفيق، أستاذ علم المصريات، وعضو اللجنة العليا لسيناريو العرض بالمتحف أثناء جلوسه في ظل حديقة خارج المتحف المصري في يوم حار: "نشهد ثورة في هذا المتحف، ويتأكد هذا المعنى كل يوم منذ منتصف أكتوبر"، وفند توفيق كافة المزاعم التي تنظر إلى المتحف المصري الكبير باعتباره مستودعًا للآثار أكثر منه متحفًا، كان المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة وجهة مفضلة للسياحة الثقافية في مصر، ويعلق الأثريون الآمال على يعزز المتحف الجديد هذه السياحة الثقافية، تم تشييد المبنى الكلاسيكي للمتحف القديم الذي يضم الكنوز الأثرية من قبل الإيطاليين، وصممه مهندس معماري فرنسي، وافتتح قبل 119 عامًا في ميدان التحرير، ويعد أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، ويتم عرض قطعه البالغ عددها 120.000 قطعة - من التوابيت المتقنة إلى التماثيل الفرعونية الشاهقة - بشكل عشوائي في القاعات والمعارض، وتملأ القطع كل زاوية وركن وتتعدد الخزائن الخشبية والزجاجية الجميلة ولكن يكسوها الغبار في بعض الأحيان، علاوة على رداءة الإضاءة، وتتمثل الخطة الجديدة في تقليص مجموعته إلى 80000 قطعة، وإعادة بناء علب العرض وتحسين الملصقات - وإصلاح شامل يدعمه الاتحاد الأوروبي والعديد من المتاحف الأوروبية البارزة، بما في ذلك متحف اللوفر والمتحف البريطاني.

كان العرض هبة من السماء لأحمد غنيم، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة والدبلوماسي الثقافي السابق ورئيس متحف الحضارة. قال في مكتبه بجوار غرف الترميم في الطوابق السفلية للمتحف: "كان حجم الدعاية مذهلاً". "سيساعد هذا في جعل متحفنا الوجهة الأولى للزوار."

وتوقعت الصحيفة أن تكون زيارة متحف الحضارة منعشة وممتعة للغاية بعد زيارة المتحف المصري في التحرير، حتى لو كانت مجموعته المأخوذة من المتاحف في جميع أنحاء البلاد صغيرة نسبيًا، فالمفهوم مختلف تمامًا: فبدلاً من عرض أشياء من العصر الفرعوني فقط، فإنه بمجرد فتح جميع صالات العرض الخاصة به، سيتتبع 35000 عام من التاريخ، بما في ذلك العصور القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والعصور الوسطى والإسلامية والحديثة.

بدأ تشييد المتحف الكبير في عام 2002، برعاية اليونسكو والحكومة المصرية، وصممه المهندسون المعماريون المصريون واليابانيون بني في جزء من مصر القديمة، وهي منطقة الفسطاط، وأصبح نواة لمشروع التجديد الحضري وبلغت تكلفة التطوير ملياري جنيه مصري بما يعادل 133 مليون دولار بأسعار الصرف الحالية.

ويتسم المبنى الأنيق بالضخامة وأكثر ما يلفت الانتباه به قاعة عرض جيدة التهوية يعلوها هرم، ومحاط بالحدائق ويقع بجوار بحيرة طبيعية صغيرة وقاعة المومياء هي عامل الجذب الرئيسي وتقع المومياوات وصناديقها في الطابق السفلي بجوار بعضها البعض لأول مرة (في المتحف المصري، تم عرضها بشكل منفصل).

لكن المتحف غير معتاد وفقًا لمعايير المصريين، فله نشاط تجاري مستقل، وله مجلس إدارته الخاص، ولا يعتمد على مبيعات التذاكر وحدها للحصول على الدخل، وهو مستوحى من المتاحف الأوروبية والأمريكية الأكثر إبداعًا، فهو يضم قاعات استقبال ومحاضرات وحفلات موسيقية ترعى أحداثها أحيانًا البنوك ويوجد مسرح للأطفال ومقهى ومطعم ومحل لبيع الهدايا وتم التخطيط لأكثر من 40 متجرًا.

يأتي بعد ذلك المتحف الكبير، الذي يرتفع بجوار الأهرامات، والذي سيظهر كمتحف رئيسي للآثار المصرية، وبدأ البناء منذ ما يقرب من عقد من الزمان. ومنذ ذلك الحين، عانى المشروع من تضخم التكاليف - التي تقدر الآن بنحو 1.1 مليار دولار - وتأخيرات طويلة ومولت قروض الحكومة اليابانية الكثير من تطويره، ولكنه سيكون أكثر من رائع عند إنجازه بشكل كامل، ويغطي مساحة 50 ألف متر مربع، أي خمسة أضعاف مساحة المتحف المصري ويتضمن  معرض توت عنخ آمون وحده 7000 متر مربع وقال البروفيسور توفيق: "هذه المجموعة الفريدة من نوعها لم تعرض قط في المتحف المصري".

عانت مصر بشدة خلال ذروة الوباء، وتأمي في أن تساعد المتاحف الجديدة في جذب السياح، وخاصة أولئك الذين يبحثون عن تجربة ثقافية فريدة، وجذبت مصر 13 مليون زائر أجنبي في عام 2019 واليوم تزداد الأعداد مرة أخرى، لكن عمرو كريم، المدير العام لشركة ترافكو، أكبر شركة للسفر والسياحة والفنادق في مصر، قال إن الأمر سيستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام أخرى للوصول إلى المستويات الطبيعية.

وقال إنه مسرور بالمتحفين الجديدين، وخاصة المتحف المصري الجديد القريب إلى حد ما من مطار سفنكس الجديد في الجيزة. وقال "كل شيء سيكون في الجيزة.. المتحف الكبير، الأهرامات، أبو الهول". "هذا سيجعل الجيزة أكثر شعبية ويجلب المزيد من السياح".