الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

أعضاء الفرق الأمريكية المشاركة في مهرجان القاهرة للجاز: حدث رائع سنتذكره طويلا

الرئيس نيوز

على هامش مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز، أشادت الفرق الأميركية الثلاث المشاركة فى المهرجان المدعوم من السفارة الأمريكية بالقاهرة، بالفاعلية التى تهدف لمناقشة تاريخ موسيقى الجاز وتحقيق التواصل بين الفنانين الأمريكيين والمصريين وعشاق موسيقى الجاز، وغيرهم من الفنانين العالميين الآخرين، حيث سيشهد المهرجان عرض فيلمين وثائقيين أمريكيين.

وقال ديفيد ريتشاردسون، مؤسس المهرجان الأميركى، إنه صاحب فكرة المهرجان، بعد سنوات من الحفلات والجولات الفنية، سواء في الولايات المتحدة أو العديد من الدول الأخرى، حيث التى كثير من الأصدقاء والجمهور الذين كانوا يرغبون في التعرف إلى موسيقى من ثقافات مختلفة؛ وبالفعل نظم العديد من الحفلات والجولات الفنية، حيث تعد المشاركة فى مهرجان القاهرة للجاز الجولة العالمية السادسة للفريق الذى أجرى عدة جولات في الصين ودول أخرى.

وأضاف ريتشاردسون، إن رحلته الموسيقية بدأت بعزف الموسيقى الكلاسيكية، منذ الصغر لأنه من عائلة فنية وكان والداه مغنيين، حيث جذبته موسيقى البوب، ثم التحق بصفوف تعليم الموسيقى، وتعلم العزف على الساكسفون لبعض من الوقت، وفي إحدى المرات استمع لصديق وهو واحد من أعظم لاعبي الساكسفون في تاريخ موسيقى الجاز، عندها تغيرت حياته وقرر عزف موسيقى الجاز، ثم الكثير من الموسيقيين الآخرين. 

وقال ماسيج كوفاتشيفيتش، أحد أعضاء الفريق الأمريكى  إنه رغم انتماؤه لعائلة فنية، إلا أنه مختلف عن زميله لأنه تعود سماع موسيقى الجاز في أفلام توم وجيري الشهيرة، وأحبها جدا، وعندما كبر بدأ في استكشاف الأمر ومعرفة موسيقى الجاز.

وأضاف كوفاتشيفيتش، إن كرواتيا عانت من الحرب، وكان هناك من يأتون للمساعدة، من ضمن هؤلاء صديق إنجليزي جاء ليُعلّم الموسيقى، حيث كان عمره آنذاك 12 عاما، وعندما رأى الأخير يعزف موسيقى الجاز أراد معرفة كيف يمكن عزف هذه الموسيقى، بعدها تعرف على آخرين قاموا بتقديمه إلى موسيقى الجاز.

وأضاف كوفاتشيفيتش، إن زوجته مصرية حيث يعيشان في كرواتيا لكنهما يزوروان مصر كثيرًا، و"أحب أكل البشاميل جدا". 

وقال توم ريتشسون، عضو الفريق، إن قصته مع "الجاز" بدأت في المدرسة الثانوية، عندما استمع إلى دايفيز يغني "الفلانتاين المرح"، حيث كان الأخير يعزف أمامه في الحفل في مدينة نيويورك، فبدا الأمر وكأنه قراءة رواية رائعة للمرة الأولى، وكأن دايفيز يخلق عالما كاملا جديدًا حيث  لعب مايلز لحن واحد تسبب فى شغفه بموسيقى الجاز.

وأضاف ريتشسون، إن صديقه مايكل باركنسن، قام بتعريفه عندما كان بالجامعة إلى أحد أعظم عازفي الساكسفون الذين عملوا إلى جانب دايفز، كما سمع ألبومين مئات المرات، تسببا فى زيادة شغفه بهذا النوع من الموسيقى.

وتابع أن جولة الفريق رائعة، وأنه أحب الحفل الذي قدمه فى القاهرة وسيظل يتذكره لوقت طويل للغاية، و"عندما بدأنا العزف هنا في القاهرة فوجئت بتفاعل وصيحات الجمهور. بدا وكأنهم انفجروا، وفي الأغلب ما تجد الجمهور يكتفي بتلويح يده، لكن ما فعله الجمهور هنا يعتبر دفعة قوية لي" .

وأوضح أن هناك الكثيرين الذين ينظرون إليه باعتباره محترفا، ولكنه يرى أنه ما زال أمامه الكثير ليتعلمه.

وقال عمرو صلاح، مؤسس مهرجان القاهرة للجا، إن الجاز فن له نوع من الخصوصية الشديدة مثل أنواع أخرى، إذ يبدو وكأنه عقيدة موسيقية، لافتاً إلى دارس للصيدلة، لكن موسيقى الجاز، أخذته حتى من حلمه القديم بأن يكون مخرج سينمائي، حيث عزف الجاز دون أن يعرف.

وأضاف عمرو، إنه يشعر بفخر عندما يفعل شيئا من أجل موسيقى الجاز، مشيرا إلى أن المهرجان والمعرض لذي يضمه ويضم مجموعة من أساطير موسيقى الجاز في العالم، تجربة تختلف عن الموسيقى الكلاسيكية، وطريقة أخرى للفن والحياة، ما يجذب لها آلاف المعجبين في كل مكان في العالم، هو تفاعل إنساني أكثر منه مجرد موسيقى نتجت عن هذا التفاعل.

وقال جريج تاردي، عضو الفريق، إنه لا يمكنه عزف الموسيقى المصرية طالما لم يعرفها، فإذا عزف بالساكسفون لحنا ما وقال له أحد إنه مصري، فسيقال لى يجب أن تعرف الموسيقى المصرية حتى تستطيع عزفها والإضافة إليها، وهذا هو الحال نفسه بالنسبة إلى موسيقى الجاز. 

وتابع :"الجاز موسيقى جاءت من تجربة الأفرو أمريكيين في الماضي، عندما جاؤوا إلى العالم الجديد كعبيد، معهم ثقافتهم التي أضافت إليها تلك الفترة أشياء أخرى، فخرجت موسيقاهم بهذا الشكل، وانقسمت إلى موسيقى للأفراح وموسيقى للشوارع وغيرها من الفروع التي يبقى أصلها واحد، ولا ننسى أن موسيقى الجاز بعد ذلك اتخذت شكلا اكاديميا، وبدأ تعليمها في مدارس وأماكن خاصة ونتيجة لذلك شرع عشرات الطلاب في تعلم موسيقى الجاز عبر المدارس، ولكن في بعض الأحيان هذه البرامج لم يركزوا على الموسيقى الأصلية، واهتموا بتكتيكات الموسيقى، لكنهم لم يرجعوا إلى الأسماء القديمة مثل لويس أرمسترونج وغيره".

وأضاف تاردي، هناك كثيرين يعزفون موسيقى الجاز، لكن ليس جميعهم يعرفوا تراث هذه الموسيقى، وهذه ليست متعلقة بالمنافسة، لكن بمن يجعل الموسيقى جزء من ثقافته، وهكذا تجد هناك جاز في صربيا وروسيا ومصر وعدد كبير من البلدان، وهناك عازفون رائعون في هذه الدول.

ولفت إلى أن الجاز ليس له سن إذ أنه عجوز لكنه ولايزال يعزف، وكثير من الموسيقيين الشفوفين بالجاز سيعزفونه حتى الموت، لافتاً إلى أنه يعانى من مشكلة في الرئة ورغم ذلك نصحه الطبيب بالعزف دائما.

ونبه تاردي، إلى أن الموسيقى نوع من التواصل،  ربما أصبح بطيئا فى العزف مقارنة بفترة شبابه لكن هذا لا يعني أنه لم يعد لديه شيء ليقدمه.

وقال دافيد ريتشاردسون، إن يزور مصر للمرة الرابعة وهى بلد رائع ومليئة بالتاريخ وطعامها جيد، لافتاً إلى أنه اعجب بالمهرجان وشاهدت تسجيلات للدورات السابقة وعرفت ما هي الموسيقى التي يتم عزفها وفي الواقع كل مهرجان وله الموسيقى الخاصة به.