يوم عصيب بالسودان... تظاهرات في الشارع والجيش يقطع الاتصالات والإنترنت وأمريكا تراقب
بدا أن الأمور في السودان لا تتجه إلى التهدئة بعد إجراءات الجيش الأخيرة التي أسقطت حكومة عبد الله حمدوك، وقامت باعتقال عدد آخر من الوزراء؛ إذ من المقرر أن تخر تظاهرات مناهضة لإجراءات الجيش، اليوم السبت، وسط استنفار أمني غير طبيعي، وقطع للاتصالات والأنترنت، إلى جانب تحذيرات من قبل القوى الدولية من التعامل العنيف مع المتظاهرين من قبل الجيش.
ومن المقرر أن يحشد أنصار الحكم المدني في السودان قواهم في الشارع اليوم السبت؛ لإثبات قدرتهم على تحدّي إجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وإعادة البلاد إلى عملية التحول الديمقراطي، فيما زعمت تقارير صحافية وحقوقية وقوع قمع للاحتجاجات على مدى الأيام الخمسة الأخيرة.
وتقول تقارير إن العالم يراقب رد فعل العسكريين على هذه التظاهرات، التي وعد منظموها بأن تكون "مليونية". وتعالت الأصوات عشية الاحتجاجات، محذرة السلطات العسكرية من استخدام العنف ضد المتظاهرين.
ويرفع المتظاهرون شعار "الردة مستحيلة"، بعد عامين على الانتفاضة التي استمرت أشهراً، وانتهت بإسقاط الرئيس عمر البشير في أبريل 2019، وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد، إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديمقراطياً عام 2023، لكن البرهان حلَّ، الإثنين، كل مؤسسات الحكم في البلاد واعتقل مسؤولين في الحكومة، ليرد السودانيون على تلك القرارات بـ"عصيان مدني" وأقاموا متاريس في الشوارع لشل الحركة في البلاد.
وتدعي تقارير أن 11 قتيلاً بين المتظاهرين، سقطوا حتى الآن في التظاهرات، في حين أن الولايات المتحدة حضّت الجيش السوداني على عدم قمع تظاهرات السبت، وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيين، "نحن قلقون فعلاً حيال ما سيحصل غداً"، مضيفاً، "سيكون الأمر اختباراً فعلياً لنيات العسكريين".
كما حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني على "ضبط النفس" خلال التظاهرات، وحذرت منظمة العفو الدولية "القادة العسكريين من الحسابات الخاطئة"، مؤكدة أن "العالم يتابعهم ولن يسمح بمزيد من الدماء".
وفي وقت سابق الخميس، طالب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر بإجماع أعضائه، العسكريين في السودان بـ"عودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون"، ولا يزال العدد الأكبر من القادة المدنيين معتقلاً منذ خمسة أيام أو قيد الإقامة الجبرية، ولا تزال خدمات الإنترنت كذلك مقطوعة في البلاد.
فيما دعا مكتب الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى الامتناع عن استخدام العنف تجاه المواطنين الرافضين للإنقلاب العسكري وتقويض الإنتقال الديمقراطي"، مجدداً دعوة السودانيين إلى التمسك بالسلمية.
وأشار المكتب في بيان نشرته صفحة وزارة الإعلام على "فيسبوك"، إلى أن السلطة العسكرية قطعت كل وسائل الاتصال عبر "الهواتف النقالة، والرسائل وخطوط الهاتف الأرضي، والإنترنت، مما جعل السودان أرض يصعب فيها التواصل داخلياً بين المواطنين".