الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صفقة مقاتلات على الطاولة.. تأجيل قمة أردوغان وبايدن إلى جلاسكو

الرئيس نيوز

أعلنت أنقرة تأجيل اجتماع كان متوقعًا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي، جو بايدن، في قمة مجموعة العشرين في روما في نهاية هذا الأسبوع. 

وقال أردوغان للصحفيين على متن رحلة العودة من أذربيجان، إنه سيجتمع مع بايدن بدلاً من ذلك على هامش مؤتمر المناخ COP26 في جلاسكو، المقرر عقده بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر، حيث سيناقشان صفقة محتملة لطائرات مقاتلة أمريكية ترغب تركيا شراءها، وفي 30 سبتمبر، أرسلت تركيا طلبًا رسميًا إلى الولايات المتحدة لشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-16 وحوالي 80 مجموعة تسليح لتحديث أسطولها الحالي.

وسعى أردوغان منذ ذلك الحين لعقد اجتماع مع بايدن لتأكيد أن الصفقة تهدف إلى استرداد 1.4 مليار دولار وضعتها تركيا لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-35 قبل تعليق مشاركة بلاده في البرنامج بسبب شرائها عام 2019 على أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية الصنع S-400 والتي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها تهدد بالمساس بتكنولوجيا F-35.

واعتبر أردوغان طرد تركيا من برنامج F-35 ظلمًا أمريكيًا لتركيا وتعهد باسترداد المبالغ المالية التي دفعتها تركيا في تطوير الجيل التالي من الطائرات المقاتلة، بعد أن زعم أن واشنطن عرضت تعويض أنقرة بصفقة F-16، وهو ادعاء ينفيه المسؤولون الأمريكيون، وقال أردوغان إن هناك بعض المعلومات التي تتلقاها أنقرة على المستوى الأدنى، وأضاف: "بعض المعلومات حول إعطائنا طائرات F-16 والمعلومات التي تلقيناها هي أن هناك خطة لدفع هذه الصفقة قدمًا  هل هذا صحيح أم لا، سيخبروننا بالتأكيد".

تأتي المناقشات حول صفقة مقاتلات F-16 في أعقاب خلاف دبلوماسي وقع هذا الشهر وتعرض خلاله 10 مبعوثين أجانب إلى تركيا، بمن فيهم مبعوثون من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، للطرد بسبب دعوات للإفراج عن رجل الأعمال الخيري التركي المسجون عثمان كافالا، وتراجع أردوغان والمبعوثون المتورطون عن التعليق، مما أدى إلى تهدئة التوترات وتجنب ما كان يمكن أن يمثل إحدى أخطر أزمات تركيا مع الحلفاء الغربيين في السنوات الأخيرة، حسب وصف سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

قال كاجابتاي لموقع المونيتور الأمريكي: "التحول من لقاء بايدن – أردوغان خلال قمة مجموعة العشرين في روما إلى جلاسكو يعكس إحباط أردوغان من موقف الحكومة الأمريكية وبشكل أكثر تحديدًا داخل البيت الأبيض ويعد بايدن نفسه من غير المعجبين بمواقف أردوغان، وتابع كاجابتاي أن بايدن يعرف أردوغان "جيدًا" بعد أن عمل كمحاور رئيسي لواشنطن معه بين عامي 2013 و 2016 في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأوضح المحلل أن الانقسامات في المصالح الأمريكية التركية في السنوات الأخيرة إلى جانب تجربة بايدن السابقة في التعامل مع أنقرة ربما دفعت الرئيس الأمريكي إلى تجاهل إلحاح أردوغان  ويحرص بايدن كما يبدو على إبقاء الاتصالات المباشرة مع أردوغان عند أدنى حد منذ توليه منصبه.

وبعيدًا عن العلاقات الشخصية، أعرب المشرعون الأمريكيون أيضًا عن مخاوفهم بشكل متزايد بشأن العلاقات الدافئة بين تركيا وروسيا ويوم الاثنين، حثت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مؤلفة من 11 عضوا من مجلس النواب الأمريكي بايدن على عدم بيع تركيا صفقة مقاتلات F-16 وفقًا لرسالة موجهة إلى الرئيس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، وقالت الرسالة: "بعد إعلان الرئيس أردوغان في سبتمبر أن تركيا ستشتري صفقة إضافية من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S-400، لا يمكننا تحمل تهديد أمننا القومي من خلال إرسال طائرات أمريكية الصنع إلى حليف في المعاهدة يستمر في التصرف كخصم".

وأدى شراء تركيا الأول لصواريخ S-400 إلى فرض عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA). قال ماكس هوفمان، مدير الأمن القومي والسياسة الدولية في مركز التقدم الأمريكي، إنه "لا توجد طريقة سهلة للالتفاف على عقوبات قانون مكافحة الإرهاب" دون أن تغير تركيا موقفها من شراء أنظمة الدفاع الروسية.

وأوضح هوفمان: "بالمثل، قد يرغب البعض في الإدارة والكونجرس في إجراء صفقة بيع طائرات F-16، وذلك لإبقاء خط الإنتاج مفتوحًا ولمنع الانهيار الكامل للعلاقات الدفاعية مع تركيا"، ومع ذلك أشار إلى أن بيع مقاتلات F-16 يمكن أن يمر عبر عملية تنطوي على تنازل رئاسي، على الرغم من أنه سيأتي في وقت تنفّر فيه أنقرة العديد من حلفائها السابقين في الكونجرس والسلطة التنفيذية وكذلك الأعضاء الرئيسيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والتي لديها الأدوات اللازمة لمنع مثل هذه الإجراءات. وتابع: "لماذا تخاطر الإدارة الآن، في حين أن أردوغان غير متعاون إلى هذا الحد وقد يخسر إعادة انتخابه؟" فالإدارة لديها الكثير من الأولويات الأخرى.

بالتوازي مع سؤال F-16، لا تزال واشنطن وأنقرة على خلاف حول سوريا، حيث نشرت تركيا قواتها بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها مسلحون أكراد تدعمهم الولايات المتحدة أمس الأربعاء، وأشارت هذه الخطوة إلى استعداد محتمل لعملية عسكرية تركية جديدة ضد الجماعات الكردية بعد تصويت برلماني في اليوم السابق، والذي أعطى الضوء الأخضر لنشر القوات التركية في سوريا والعراق لمدة عامين آخرين.