الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أمين عام المعهد الدولي للعلوم الاجتماعية: الإخوان يُشيطن النظام المصري.. والسيسي مُصلح تاريخي وإعلام الغرب يصدق الأكاذيب

الرئيس نيوز

أكد هيثم عبد الصمد، الأمين العام للمعهد الدولي للعلوم الاجتماعية والاقتصادية (IISES)، ومقره فيينا، أن البحث عن تغطية متوازنة عن مصر في وسائل الإعلام الغربية يمكن أن يكون مثل محاولة العثور على إبرة في كومة قش، وهي جزء من ظاهرة المسؤول الأول عن إنتاجها هو تنظيم الإخوان الإرهابي، علاوة على ولع الإعلام النيوليبرالي بتبني خط متسامح مع إيديولوجية التنظيم المتطرف.  

وتساءل في مقال نشره موقع IISES "كيف يرانا الغرب؟" هو سؤال كثيرًا ما يسمعه أي شخص يزور مصر، سيكون الجواب الصادق "مصر ينظر إليها في الغرب على نحو يخالف تمامًا الواقع، ولا يشعر معظم المصريين أن هذا الوصف يطابق مصر التي يعيشون فيها.

نتيجة لذلك، ولأنه لا توجد إجابات سهلة عن السبب الذي يجعل الصورة التي يتداولها الإعلام الغربي عن مصر تميل إلى أن تكون سلبية، ومع ذلك، فإن الرواية المعادية لمصر هي عقبة مؤسفة بنفس القدر ويجب تفكيكها أيضًا، ولا يهتم الإعلام الغربي كثيرًا بالتقدم الحادث في مصر مثل الحماية المتزايدة للمسيحيين في مصر، أو ترميم مواقع التراث اليهودي والمعابد اليهودية التي تعرضت للتلف سابقًا، وثمة تجاهل شبه متعمد لدور مصر في مكافحة التطرف وتجنيد الإرهابيين، وإصلاح الخطاب الديني وتعزيز التنوع الأيديولوجي بين علماء الدين.

ومن المجالات الأخرى التي تم إحراز تقدم فيها، حث المهاجرين المصريين في الغرب على احترام القيم الغربية، وتحسين البنية التحتية للبلاد وتحديات الإسكان، ومكافحة أمراض الطفولة ومعدلات الوفيات، وتعزيز حقوق المرأة في المجتمع والسياسة.

كما أشارت المعلقة سينثيا فرحات في مجلة New Yorker الأمريكية "هناك بالتأكيد مجال لتحسين حوكمة النظام وسياساته، لا يقل أهمية الاعتراف بالرئيس عبد الفتاح السيسي على أنه المصلح التاريخي الذي لم يخش الفساد واقتحم العديد من الملفات التي سكتت عنها الدولة قبل ولايته"، ومع ذلك فإن التقارير المنصفة لمصر في الإعلام الغربي نادرة للغاية وبدلا من ذلك تهيمن القصص السلبية على الخطاب الغربي، مما يؤدي إلى الرواية المفضلة لتنظيم الإخوان.   

ويرى عبد الصمد أن التفسير القديم والمفرط في الاستخدام، ولكنه صحيح بالتأكيد، هو أن الاستشراق لا يزال موجودًا في معظم وسائل الإعلام الغربية. وهناك عدد لا يحصى من الأمثلة على مثل هذه الصور النمطية والمفاهيم المغلوطة عن مصر في إعلام الغرب.

ومن الأمثلة على ذلك عندما قامت الشرطة النمساوية في نوفمبر 2020 بأكثر من 50 مداهمة لأعضاء تنظيم الإخوان في ذلك البلد، بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي الذي وقع في نفس الشهر، أعلنوا عن مجموعة من الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى منع الإرهاب والحد من التطرف العنيف المتزايد، على الرغم من بعض الانتقادات الشديدة، كان الإجماع على قبول وفهم تصرفات الشرطة في ظل تلك الظروف.

 وتساءل المقال: "لماذا لا يُمنح نفس الحق لمصر، التي احتلت المرتبة 14 في مؤشر الإرهاب العالمي 2020، في حين أن معظم الدول الأوروبية تحتل مرتبة أقل بكثير من حيث التهديدات الإرهابية؟"

في الوقت نفسه، يمكن أيضًا العثور على دليل على المركزية الأوروبية في السياسات البراجماتية التي تنتهجها العديد من الدول الغربية. يُنظر إلى هذه السياسات على أنها تفيد الغرب بغض النظر عن مدى تأثيرها السلبي على الطرف الآخر، في هذه الحالة مصر.

وأثبتت التجارب أن الإخوان ضالعون في معظم ما يشكل الخطر والفوضى. لكن يبدو أن الغرب يركز على الجوانب الإيجابية الوهمية ويفضل تصديق مزاعم السلمية واللاعنف مع تجاهل ربما يكون مدفوع الأجر لسجلهم الفعلي من الإرهاب والتطرف). ويلعب لوبي الإخوان في الغرب دورًا مهمًا في التلاعب بالروايات ونشر الأكاذيب بمهارة لصالحه، وهو أمر لا يزالوا يجيدونه.

منذ أوائل التسعينيات، كان تنظيم الإخوان يتوسع في الساحة العامة الأوروبية ويروج لأجندته الأيديولوجية من خلال الوظائف الثقافية والتجارية والاجتماعية. لقد نجح في تقديم نفسه كممثل للمسلمين بشكل عام، وبالتالي يختبئ في صفوف المعتدلين، إلى جانب مزايا العيش في مجتمع متسامح في أوروبا، فإن تنظيم الإخوان يُسكِت الأصوات المنتقدة له من خلال اتهامهم بالإسلاموفوبيا وترهيب أي شخص بمزاعم كاذبة بمجرد رفع دعوى ضده أمام القضاء.

وبسبب تمويله الهائل، يمكنه القيام بذلك. كما يسمح هذا الدعم المالي لتنظيم الإخوان بالتأثير على السياسة والإعلام وحتى الأوساط الأكاديمية في الغرب.

 فما علاقة هذا بالرواية الغربية عن مصر؟ من خلال الاختباء وراء المؤسسات الثقافية والمجتمعات الدينية، شارك الإخوان بنشاط في الخطاب الغربي وتشكيله لصالحه، ويكرس جزء كبير من جهود الإخوان لمحاولة ضمان حصول مصر على تغطية صحفية سيئة في الغرب من أجل شيطنة الحكومة المصرية.

وكلما كانت تغطية الحكومة المصرية في وسائل الإعلام الغربية أكثر سلبية، زاد التعاطف مع الإخوان والاستماع إلى مظلوميتهم الأبدية، ووسائلهم في ذلك تتلخص في التمسح بالفقراء، وأحد الأمثلة الحديثة قدمه أمير الشامي، الاشتراكي النمساوي الذي تحول إلى سلفي من أصول مصرية، والذي قال في مقابلة مع صحفية رفض مصافحتها "لا ينتقدنا أحد باستثناء السياسيين من اليمين المتطرف". فإذا بالشخصية الإخوانية تبادر باتهام من ينتقد أو يهاجم التنظيم بأية اتهامات قابلة للتصديق من قبل الجمهور العام.

 وهناك أسلوب آخر للتمويه هو حيلة الإخوان لربط نفسهم بحركات العدالة الدولية مثل حركة Black Lives Matter في الولايات المتحدة. هذا يخلق صورة للإخوان كمناضلين من أجل حقوق الإنسان والمساواة. وكلما زاد نجاحه في إثبات هذا باعتباره أمرًا مفروغًا منه، زاد اعتبار كل ما يتبعه صحيحًا.

بمعنى آخر، إذا كان الإخوان مؤيدون للديمقراطية، فيجب أن يكون أعداؤهم ضدها. إذا كانوا مضطهدين، فكل أعدائهم مستبدين وظالمين. نتيجة لذلك، ليس من المستغرب بناء رواية سلبية عن مصر ونشرها وترسيخها بمرور الوقت. وهكذا يتم تقديم مكافحة الإرهاب المصرية على أنها "طغيان"، وتتعدد الروايات والعبارات المضللة مثل "لا بد من مقاومة الاستبدادن ومزاعم حول مكافحة الإرهاب التي تتحول إلى قمع، وبالتالي من السهل أن يصوروا للرأي العام الغربي أن إرهابهم يتحول إلى مقاومة. لذا فقد حان الوقت لأن لفضح أيديولوجية الإخوان المسلمين باعتبارها الأيديولوجية الشمولية والراديكالية والمناهضة للديمقراطية كما هي وليس كما يريد التنظيم أن يزينها.