أول تعليق تركي على الاتفاقات العسكرية والأمنية بين اليونان وفرنسا بشرق المتوسط
في أول رد فعل رسمي تركي على اتفاق الشراكة العسكري الدفاعي والأمني بين فرنسا واليونان، جددت تركيا انتقادها للاتفاق العسكري الذي أبرمته باريس وأثينا، أخيرا، محذرة من أن الاتفاق يضر بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي تحظى الدول الثلاث بعضويته.
الاعتراض التركي، جاء على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، على هامش مشاركته في اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل، ونقل تصريحات أكار وسائل الإعلام التركية، اليوم السبت، وقال إن الاتفاق بين اليونان وفرنسا جاء على الرغم من أننا في الناتو، والبحث عن بعض التحالفات يضر بحلف شمال الأطلسي والعلاقات الثنائية، ويقوّض الثقة.
وتعتبر تركيا التي تمارس أعمال استفزازية في منطقة شرق المتوسط، الغنية بالاكتشافات البترولية والغازية، أن أي اتفاقيات عسكرية مع جارتها اللدود اليونان، يُزيد من التوتر في المنطقة. وأبرمت اليونان العديد من اتفاقيات التسليح خلال الفترة الأخيرة، لمواجهة الأعمال العدوانية من قبل تركيا، وكان أخر هذه الاتفاقيات الاتفاق مع باريس الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الشهر الجاري، وقالا إنهما وقعا اتفاق شراكة دفاعي وأمني بين البلدين، على أن تشتري أثينا 3 فرقاطات حربية فرنسية.
وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، قالت الشهر الماضي، إن اليونان أعلنت اعتزامها الحصول من فرنسا على ست مقاتلات إضافية من طراز "رافال"؛ وذلك بالإضافة إلى طلب سابق قدمته للحصول على 18 مقاتلة أخرى، وقامت الوزيرة بارلي بزيارة أثينا، في 25 من يناير الماضي؛ لتوقيع صفقة بيع 18 طائرة "رافال".
وزير الخارجية اليوناني نيكو دندياس، علق في وقت سابق، على الاتفاق العسكري الأخير، قائلا إنه يحمي البلاد من التهديدات العسكرية، ويستند إلى القيم المشتركة، مثل القانون الدولي وخاصة قانون البحار الدولي، ويعزز صوت اليونان في الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وفرنسا، وحتى حلف شمال الأطلسي.
وتصاعدت حدة التوتر بين اليونان وتركيا بشكل كبير، العام الماضي، عندما بدأت تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه، تقول اليونان إنها تابعة لها؛ في وقت أعلن الجانبان فيه، تداخل المناطق الاقتصادية الخالصة لكليهما، فيما أثارت التحركات التركية للتنقيب عن الغاز شرقي البحر المتوسط انتقادات كبيرة من جانب اليونان وقبرص ومصر؛ فيما تقول أنقرة إنها تعمل على استغلال موارد الطاقة في مناطقها الاقتصادية الخاصة.
وتشهد العلاقات الأوروبية - التركية فتورا واضحا، منذ أن أرسلت أنقرة وبشكل متكرر، سفنا للتنقيب عن الموارد الطبيعية للغاز في المياه المتنازع عليها شرقي المتوسط؛ ما أثار حفيظة الحلف، وخاصة الجارتين اليونان وقبرص.