صحيفة: إنهاء حرب اليمن ضمن الصفقة التي تريدها واشنطن من طهران
تعكس الجهود الدبلوماسية المكثفة من قبل المبعوثين الأمريكيين إلى اليمن وإيران الصلة بين المحادثات غير المباشرة مع طهران وسعي واشنطن إلى الوساطة في الصراع الدائر على أرض اليمن.
وقالت مصادر سياسية يمنية لصحيفة The Arab Weekly اللندنية، إن الجهود الدبلوماسية الأمريكية لوقف الحرب والدفع باتجاه تسوية سياسية في اليمن قد تكثفت مؤخرًا مع سعي واشنطن لاتفاق إقليمي قد يشمل اتفاقًا مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وأشارت المصادر إلى أن التطورات الأخيرة بشأن الحوار الجاري بين الرياض وطهران من المرجح أنها تتقدم بتشجيع ومباركة الإدارة الأمريكية التي تحرص على ربط تحركاتها بشأن الصراع اليمني بمحادثاتها غير المباشرة مع النظام الإيراني بشأن إعادة الحياة إلى الاتفاق النووي بين القوى الغربية وطهران والذي انسحبت منه إدارة دونالد ترامب. ويعتقد أن هذا الارتباط كان وراء زيارات الدبلوماسيين الأمريكيين لليمن والسعودية.
والتقى وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، هذا الأسبوع، في العاصمة السعودية الرياض، المبعوث الأمريكي الخاص لملف إيران، روبرت مالي.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن المبعوث الأمريكي أطلع مبارك "على آخر تطورات المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني" و"شدد على أهمية مواصلة وتعزيز الجهود لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن".
وقالت الوكالة إن وزير الخارجية اليمني شدد على "الدور الخبيث الذي تلعبه إيران في اليمن والذي يهدد الاستقرار ويقوض أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية وسلام شامل وعادل في اليمن".
وزار روبرت مالي خلال جولته الإقليمية الرياض وأبوظبي والدوحة، في إشارة واضحة إلى أن أجندة الزيارة تضمنت موضوع الحرب في اليمن ومناقشة الصراع مع اللاعبين الإقليميين المؤثرين.
وتتزامن جهود المبعوث الأمريكي لدى إيران مع حملة دبلوماسية مكثفة بقيادة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الذي اختتم زيارته للمنطقة بلقاءات في مسقط مع مسؤولين عمانيين.
في غضون ذلك، قام مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج، بزيارة مسقط أيضًا حيث التقى بمسؤولين عمانيين وممثلين عن الحوثيين.
لكن مراقبي الشأن اليمني يقولون إن الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة والولايات المتحدة يعرقلها التصعيد العسكري الحوثي على الأرض، والذي لا يمكن إلا أن يؤجج المزيد من التوترات السياسية والعسكرية في الأزمة اليمنية ولا يساعد في الوساطة من أجل التوصل إلى تسوية.
يعتقد محللون أن واشنطن تعول على محادثاتها غير المباشرة مع طهران لتحقيق مستوى من التقدم بشأن اليمن بينما يبدو أن النظام الإيراني يستخدم ورقة الحوثيين لانتزاع المزيد من التنازلات. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على مقترحات بناءة من المرجح أن يطرحها الحوثيون على الطاولة.
وقال عزت مصطفى، رئيس مركز الفنار لبحوث السياسات، للصحيفة: "إن استخدام إيران لوكلائها في المنطقة خلال المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن برنامجها النووي هو ورقة ضغط قوية في أيدي الدول العربية. طهران، سواء فشلت أو نجحت المفاوضات بشأن استئناف الاتفاق النووي".
وحول الارتباط بين المحادثات النووية الإيرانية والقضية اليمنية، أضاف مصطفى أن "التصعيد العسكري الحوثي في مأرب وإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية باتجاه السعودية يهدف إلى مساعدة طهران في المناقشات حول برنامجها النووي، حيث إن إعطاء الصراع اليمني بعداً إقليمياً وتحسين فرص طهران في تحقيق أهدافها الدولية ". وتابع: "قضية التسوية السياسية في اليمن هي أقوى ورقة ضغط في يد إيران".
وأشار رئيس مركز الفنار إلى أن “الإدارة الأمريكية تسعى للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن تتوافق مع طبيعة مفاوضاتها مع إيران بشأن البرنامج النووي. من ناحية أخرى، يأمل الحوثيون في الاستفادة بشكل غير مباشر من الضغوط الأمريكية التي يعتبرونها تمارس لصالحها".
قلل محللون من أهمية التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على الحوثيين بعد التصعيد العسكري الأخير في مأرب، مؤكدين أن صناع السياسة الأمريكية ما زالوا يتعاملون مع الأزمة اليمنية باعتبارها قضية ثانوية يمكن حلها في إطار صفقة إقليمية شاملة.
ويضيف المحللون أن هذا يمنح ميليشيات الحوثي هامشًا واسعًا من المناورة ضمن عملية السلام بينما يواصلون خططهم العسكرية ويخلقون أمرًا واقعًا على الأرض.