5 مليارات شيكل لمواجهة الملالي عسكريًا.. هل دقت طبول الحرب بين إسرائيل وإيران؟
لايزال قرع طبول الحرب الكلامية مستمرًا بين إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، فبينما تلوح دولة الاحتلال إلى استعدادها لشن حرب على جمهورية الملالي، وتخصص مليارات الشيكل الإسرائيلي لرفع جاهزية الجيش، تقول طهران أن أي مغامرة إسرائيلية تجاهها ستقابل برد فعل غير مسبوق من الجيش الإيراني، فيما يحذر مراقبون من أن أي حرب في منطقة الخليج سيكون لها ارتدادات عكسية كبيرة على المنطقة بأثرها.
وعبرت إيران مؤخرًا عن انزعاجها من سياسة التطبيع مع إسرائيل، التي أقبلت عليها دولًا خليجية مؤخرًا، وقالت إنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال بأي تواجد عسكري إسرائيلي في منطق الخليج، إلا ان الدول المطبعة مع إسرائيل (الإمارات والبحرين) اعتبرت خطوتها أمر سيادي لا وصاية لأحد عليها فيه.
مؤشر جديد
وفي مؤشر جديد على التصعيد، صادقت الحكومة الإسرائيلية، في جلسة خاصة للمجلس الوزاري الأمني المصغر على تخصيص ميزانية بقيمة خمسة مليارات شيكل يتم تحويلها خلال ميزانية العامين 2021 و2022 (مليار ونصف المليار دولار) لتجهيز الجيش وبناء قدرة عسكرية على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ويدور النقاش في الأوساط الإسرائيلية حول مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب مع إيران، واستهداف منشآتها النووية بالطرق الاستخبارية أو الحربية.
وبحسب مواقع إخبارية، فستخصص إسرائيل في المرحلة الأولى من صرف الميزانية مبلغاً غير قليل لضمان تزويد سلاح الجو بالمعدات الضرورية وتدريبه على أخطر سيناريوهات مواجهة المنشآت النووية. وسيتم تخصيص ميزانية للاستخبارات العسكرية لضمان أدق وأحدث المعلومات قبل توجيه العملية وضمان قاعدة بيانات استخباراتية واسعة وبنك أهداف، وبحسب مراقبين فإن مصادقة الحكومة على تلك الميزانية، تكون بذلك متبنية بشكل عملي، موقف رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي حذر من التأخير في الرد على الجهود الإيرانية، بل تحدث عن ثلاث خطط عسكرية من أجل إحباط مشروع إيران النووي.
وتخشى إسرائيل من ردة الفعل الإيرانية إذا ما أقبلت على توجيه ضربة مباشرة لمنشآتها النووية، ففي أعقاب سلسلة تفجيرات طالت مواقع حيوية إيرانية بينها، مفعل "نطنز"، واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، قامت ميليشيات تتبع إيران في سورية بتوجيه ضربات صاروخية دقيقة، طالت مناطق تقع بمقربة من مفعل "ديمونة" الإسرائيلي، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة إيرانية لإسرائيل بأن مناطقكم الاستراتيجية في مرمى نيراني.
اجتماع امني
وفي أعقاب المصادقة على الميزانية، عقدت أجهزة الأمن اجتماعات عدة شارك في بعضها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ليعد تقريراً عن الوضع تجاه إيران لعرضه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى لقائهما المتوقع نهاية الأسبوع.
وبحسب ما تناقل المراسلون العسكريون في العديد من وسائل الإعلام العبرية، هناك قلق لدى ممثلي المؤسسة الأمنية الذين شاركوا بينيت في إعداد التقرير من أن إيران تماطل، وتستغل الوقت لتراكم الصعوبات أمام استئناف المحادثات حول الاتفاق النووي في فيينا، ما أدى إلى وصول عملية التفاوض إلى مأزق، بل إن الجهود الدبلوماسية المبذولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي تراوح مكانها.
وقالت تقارير إن بينيت يدمج بين ما تسميه إسرائيل الجهود الإيرانية لبناء قنبلة نووية والهيمنة في المنطقة عبر اتساع تموضعها في سوريا، وحق إسرائيل في الرد في أي مكان وزمان على أي تهديد لأمنها، وما تعده إسرائيل لبناء القدرة العسكرية على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وثمة تحذيرات إسرائيلية من أن أي هجوم على المنشآت الإيرانية سينقل الصراع إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، عبر رد إيران على أي عملية من أقرب نقطة حدودية لإسرائيل، وفي هذه الحالة سوريا أو لبنان.
ففي جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر، التي تمت فيها المصادقة على ميزانية الاستعداد على سيناريو حرب على إيران، اعتبر بينيت إيران أكثر الجهات خطراً على إسرائيل، معلناً أنه سيحرص خلال لقائه مع بوتين على الحفاظ على حرية إسرائيل في العمل في سوريا، وذلك في أعقاب تحذيرات من استخدام هذه المنطقة قاعدة لإيران في ردها على أي هجوم على منشآتها النووية.
المواجهة المباشرة
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي رجب، يقول لـ"الرئيس نيوز": "الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل مستبعدة، لكنها ستظل حرب استخباراتية من جانب إسرائيل متمثلة في حروب سيبرانية وعمليات اغتيال، في حين تكون الردود الإيرانية عبر وكلائها في المنطقة، (حزب الله اللبناني – الحشد الشعبي العراقي – الميليشيات في سوريا)"، موضحًا أن جميع الأطراف على قناعة تامة بأن أي حروب في المنطقة ستجعل مصير المنطقة بأكملها مجهولًا".
لفت رجب إلى أن مصادقة الحومة الإسرائيلية على زيادة الميزانية الدفاعية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، ليس المرة الأولى ولكن حكومة نتنياهو صادقت خلال وقت سابق على ذات الأمر، ولم يحدث أي تطور في هذا السياق، لكن ظلت الحروب في إطار الضربات الاستخباراتية، وتابع: "إسرائيل لا تنسى أن الاستهداف الإيراني لمناطق الحيوية وصل إلى مفعل ديمونة النووي، وهو الأمر الخطير جدًا؛ إذ لم تفلح القبة الحديدية من مواجهة هذه النوعية من الصواريخ رغم استراتيجية المنطقة".