الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

في الذكرى الـ10 لمقتل القذافي.. أنصاره يجددون دعمهم لترشح سيف الإسلام للرئاسية الليبية

الرئيس نيوز

بدا أن العشرية الأولى لمقتل الرئيس الليبي الأسبق، معمر القذافي، ستكون بمثابة إعلان جديد لترشح نجله سيف الإسلام، الذي تم الإفراج عنه في العام 2017، من قبل الجماعة المسلحة التي كانت تحتجزه في مدينة الزنتان، وحتى الآن لا يمكن الجزم بمقر إقامة نجل القذافي؛ إذ يعد مقر إقامته مكان مجهول، على الرغم من التكهنات بمكان إقامته، سواء في مدينة البيضاء حيث أخواله ذو النفوذ القوي في تلك المدينة، أو في مدينة الزنتان.
وقبل نحو شهر عقدت صحيفة "نيويورك تايمز" مقابلة مع سيف الإسلام القذافي، وقالت الصحيفة إن اللقاء عقد في فيلا من طابقين، في مدينة الزنتان، لكنها لم تعط أي تفاصيل أخرى عن مقر الإقامة. ويواجه سيف الإسلام مذكرة توقيف من الجنائية الدولية، لكن نجل القذافي يقول إنه حصل على عفو عام من مجلس النواب، أسقطت من خلاله الاتهامات كافة التي كانت موجهة إليه، كما أن الأمور القانونية من الممكن التفاوض بشأنها إذا ما نجح في اقتراع عام وشامل لليبيين.

وتحل الذكرى العاشرة لمقتل العقيد القذافي اليوم الأربعاء، إذ لقي مصرعه في 20 أكتوبر 2011، بعدما حكم البلاد قرابة 42 عاماً، وقضى في مسقط رأسه بمدينة سرت، بعد قصف عنيف من طائرات حلف (الناتو)، وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، قال أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي في "جبهة النضال الوطني الليبية"، إن أنصار نظام الجماهيرية داخل ليبيا وخارجها يستعدون لإحياء ذكرى (استشهاد) القائد معمر القذافي، جراء العدوان الأطلسي على البلاد.
ودأب أنصار القذافي الاحتفال بهذه المناسبة من خلال تنظيم لقاءات وندوات ومسيرات بالأعلام الخضراء، التي ترمز لحقبة القذافي، فيما يتشح كبار السن بأوشحة خضراء، وهو ما أوضحه قذاف الدم بقوله: "سيتم تنظيم وقفة احتجاجية لخمس دقائق في كل المدن والقرى الليبية ظهر اليوم الأربعاء، تعبيراً عن الحزن والاحتجاج على جرائم الحرب، التي ارتكبها الحلف الأطلسي".

وفي مدينة بني وليد (شمال غرب)، لا تزال أجواء عصر القذافي مسيطرة على مخيلة المواطنين، الذين يحتفلون هناك بذكرى الفاتح من سبتمبر كل عام، ويحيون ذكرى مقتل القذافي. ففي المدينة التي تعد معقل قبيلة ورفلة، لا تزال صورة القذافي والأعلام الخضراء على حالها هناك، في دلالة على تمسك مواطنيها بعصر الجماهيرية.
وطوال العشرية الماضية، ظل أنصار النظام يؤكدون على أحقية سيف الإسلام القذافي في الممارسة السياسية، والعودة إلى سدة الحكم عبر الانتخابات المقبلة، ومع ظهوره الإعلامي بدأوا في تكثيف الحملات الدعائية قصد تمكينه من المشاركة في الماراثون الانتخابي، المنتظر في 24 من ديسمبر المقبل.
بحسب الصحيفة، يقول سعد السنوسي البرعصي، القيادي بـ"الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا"، إن أنصار النظام السابق يواصلون حملتهم لدعم سيف الإسلام القذافي للرئاسة المقبلة، مؤكداً أن الأخير دائم الاتصال بالقبائل الليبية، وسيكون ظهوره على الساحة في الوقت المناسب.
ويتمسك أنصار سيف الإسلام بعدم أحقية المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمته، لافتين إلى أنه مشمول بقانون العفو العام، الذي أصدره مجلس النواب الليبي، وخرج بمقتضاه من السجن.

وخلال مقابلة سيف الإسلام القذافي مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قال إنه يريد إحياء الوحدة المفقودة في ليبيا بعد عقد من الفوضى، ولمح إلى احتمال ترشحه للرئاسة، مضيفًا: "أن السياسيين الليبيين لم يجلبوا إلا البؤس، وحان الوقت للعودة إلى الماضي، فالبلد جاثٍ على ركبتيه، لا مال ولا أمن، لا توجد حياة هنا".
قال سيف الإسلام (49 عاما) إنه أصبح الآن رجلا حرا، ويخطط للعودة إلى السياسة، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وفي نوفمبر 2011 قامت جماعة مسلحة في الزنتان (شمال غرب ليبيا)، باعتقال سيف الإسلام، وحكم عليه بالإعدام عام 2015 بعد محاكمة سريعة، ومع ذلك رفضت المجموعة التي احتجزته تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، لكنها أطلقت سراحه عام 2017، ومنذ ذلك الحين اختفى أثره.

وقال في مقابلة مطولة مع الصحيفة الأميركية إنه بعدما خاب أمل الليبيين من الثورة أدرك المتمردون الذين أسروه أخيرا أنه قد يكون حليفا قويا.
وظهر القذافي في المقابلة وهو يرتدي قميصا أسودًا مطرزا بخيوط مذهبة ومسدلا لحيته الرمادية ومعتمرا عمامة سوداء.