معهد أبحاث إسرائيلي يغازل السعودية وبن سلمان: "لم تعد مملكة الكراهية"
مر 20 عامًا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة، وصُدم الباحثون المتخصصون في شؤون الشرق الأوسط عندما علموا أن الغالبية العظمى من الإرهابيين الذين طاروا بطائرات مخطوفة إلى مركز التجارة العالمي والبنتاجون لم يأتوا من لبنان أو ليبيا أو سوريا، بل من المملكة العربية السعودية التي لم ترتبط قط بالإرهاب الدولي، وينطبق الشيء نفسه على قائدهم، مهندس الهجمات.
في جميع أنحاء العالم، حاول الكثيرون فهم مصدر الغضب الذي حفز الهجمات. بالنظر إلى هذا السؤال في ذلك الوقت، اكتشفت الأبحاث أنه في المملكة العربية السعودية كانت هناك جمعيات خيرية ضخمة متعددة الجنسيات تروج لحركة متطرفة تُعرف في الغرب باسم مؤسسها في القرن الثامن عشر، محمد بن عبد الوهاب. كانت هذه الجمعيات الخيرية تنقل مبالغ هائلة من التمويل إلى المنظمات الجهادية في جميع أنحاء العالم.
واستغل مركز الأبحاث الإسرائيلي المعروف باسم معهد القدس للشؤون العامة Jerusalem Center for Public Affairs هذا المدخل من أجل مغازلة الرياض في الشرق الأوسط الذي هبت عليه رياح التطبيع، وربط التقرير بين الوهابية وحماس، وأكد أن السعودية توقفت عما عرفت به في السابق كمملكة للكراهية وتساءل التقرير ما هو حجم الأموال السعودية التي تذهب إلى حماس الآن؟ وزعم أن الجواب هو صفر، وأن السعودية لا تعطي سنتاً لحماس وأن الدولتان الرئيسيتان اللتان تمولان حماس اليوم هما إيران وقطر.
وعلاوة على ذلك، حكمت محكمة سعودية هذا العام على 69 من أعضاء حماس بالسجن لمدد تصل إلى 22 عامًا. وأضاف التقرير: "منذ أن أصبح محمد بن سلمان وليًا للعهد في عام 2017، أعادت إصلاحات مهمة تشكيل العناصر الرئيسية للمملكة العربية السعودية. كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تضايق المواطنين السعوديين والأجانب. لكن في عام 2020، كبح محمد بن سلمان سلطاتهم.
وأضاف أنه في غضون ذلك، أطلق مدينة جديدة تسمى "نيوم" بالقرب من خليج العقبة، الأمر الذي يتطلب تعاوناً دولياً. لقد مهد الطريق لمملكة سعودية جديدة، يمكن أن تلعب دورًا قياديًا في الشرق الأوسط وما وراءه. كان التقدم في المملكة العربية السعودية ملحوظًا في العديد من المجالات. لكن كانت هناك انتكاسات مثل الحرب في اليمن ضد الحوثيين الموالين لإيران. إيران ما زالت في طريقها إلى الشرق الأوسط. وأطلقت قوات الحوثي التابعة لها صواريخ وطائرات مسيرة على العاصمة السعودية الرياض".
وأشار التقرير إلى أن المطلوب في المنطقة هو بنية تحتية جديدة للعلاقات. بعد الحرب العالمية الثانية، أرادت الولايات المتحدة سحب قواتها، لكن الاتحاد السوفيتي أبقى قواته المدرعة جاهزة في ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا. أنشأت القوى الغربية حلف الناتو، وجمع الأعداء السابقين معًا، من أجل مواجهة التهديد الجديد لهم جميعًا. كما لفت التقرير إلى أن التحدي الجماعي الذي تواجهه المنطقة اليوم هو إيران ووكلائها، الذين يسعون إلى إعادة تأسيس القوة الفارسية في إطار إمبراطورية صفوية متجددة.
سيؤدي ذلك، بحسب التقرير، إلى دخول القوات المسلحة الإيرانية إلى معظم أفغانستان، وكذلك العراق، وأجزاء كبيرة من سوريا. يتواجد الحرس الثوري الإيراني في لبنان منذ عام 1982 ومن المتوقع أن يستولي على هذا البلد اليوم مع انهيار اقتصاده. تطالب طهران بجزء كبير من منطقة الخليج العربي، باعتبارها منطقة ذات سيادة، بخلاف حالة البحرين.