إحياء تأثير السنة.. أكبر مفاجآت انتخابات العراق التشريعية
يعد إحياء تأثير السنة المفاجأة الرئيسية لنتائج الانتخابات العراقية، فبعد أن توجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع في 10 أكتوبر لانتخاب 329 عضوا في مجلس النواب، كان أحد العناوين الرئيسية من الانتخابات هو المكاسب التي حققتها الطائفة السنية العراقية، والتي تشكل حوالي 22٪، أو ما يقرب من 9 ملايين نسمة من سكان العراق الذين يقدر عددهم بنحو 40 مليون نسمة.
بعد ١٣ عاما من خلع الولايات المتحدة لصدام حسين، وهو عربي سني، أصبح السنة في العراق أخيرًا في وضع يؤهلهم لاتخاذ مطالبهم بمستقبل العراق السياسي.
الصحوة الأولى
في أعقاب الإطاحة بصدام في عام 2003، امتنع السنة في العراق في الغالب عن السياسة وعانوا في بعض الأحيان في ظل حكومات ما بعد صدام الطائفية، فضلاً عن هجمات الميليشيات الطائفية الشيعية المارقة.
تفاقم الشعور بالحرمان بين السنة بسبب حركة "اجتثاث البعث" التي اقتلعت العديد من السنة المحترفين والمتعلمين من وظائفهم، وكذلك من المناصب القيادية في الجيش، والتي تم حلها بمرسوم أمريكي.
بحلول عام 2007، كان العراق يعاني من العنف الطائفي وإرهاب القاعدة. ولقمع العنف، أضاف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش 20 ألف جندي إلى أكثر من 130 ألف جندي أمريكي موجودون بالفعل في العراق.
مفتاح استراتيجية وقف العنف كانت القوات السنية العراقية التي قاتلت إلى جانب الولايات المتحدة، وهو اتجاه يشار إليه باسم "الصحوة" السنية أو "أبناء العراق".
الصحوة الثانية
أظهرت انتخابات هذا الأسبوع أن السنة يبرزون كقوة سياسية أكثر تماسكًا. حصل محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السني وزعيم حزب التقدم، بحسب آخر حصيلة له، على 37 مقعدًا، في المرتبة الثانية بعد الصدريين، بقيادة رجل الدين الشيعي الشعبوي مقتدى الصدر، والذي حصل حتى الآن على 72 مقعدًا.
وحصلت تقدّم على ستة مقاعد فقط في انتخابات 2018. إذا تمكن الحلبوسي من الاتحاد مع منافسه السياسي السني، خميس الكنجر، زعيم حزب العظم (المشروع العربي)، الذي حصل على 12 مقعدًا، يمكن أن يسيطر سنة العراق على ما يصل إلى 50 مقعدًا من 329 مقعدًا.
وفيما يلي أحدث الأرقام التي أسفرت عنها نتائج الانتخابات العراقية حتى الآن:
72 - التحالف الصدري
37 - تقدم
35 - دولة القانون (حزب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي).
33-حزب كوردستان الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني
21 - فتح - تحالف الفتح المرتبط بوحدات الحشد الشعبي التي لها صلات بإيران
16 الاتحاد الوطني الكردستاني
12 عازم - الخنجر
37 مستقلون - ميكس
66 أحزاب أخرى أصغر
وستصادق المفوضية العليا للانتخابات في العراق على النتائج النهائية في غضون أسبوعين. ثم تبدأ المناورات السياسية. أما عن المناصب الرئيسية فهي رئيس (محجوز كردي، يشغلها حاليًا برهم صالح)، ورئيس وزراء (محجوز للشيعة، ويشغلها حاليًا مصطفى الكاظمي)، ورئيس مجلس النواب (محجوز لعربي سني، يشغله الحلبوسي. ). أداء الحلبوسي القوي جعله في وضع جيد للعودة كرئيس للمجلس النيابي.