"خريطة سياسية جديدة".. دلالات فوز التيار الصدري بانتخابات العراق
أجريت الانتخابات البرلمانية العراقية في أجواء هادئة مقارنة بالانتخابات السابقة، وكانت الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى ضمان عملية سلسة وآمنة ناجحة إلى حد كبير، حيث تم تقديم 75 شكوى فقط أثناء التصويت العام و 16 شكوى من التصويت الخاص لقوات الأمن إلى اللجنة الانتخابية المستقلة.
كانت نسبة إقبال الناخبين أقل من المتوقع، حيث بلغت 41 في المائة بين الناخبين العامين و69 في المائة في التصويت الخاص. وكانت انتخابات 2021 مختلفة أيضًا بشكل كبير عن الانتخابات السابقة لعدم وجود انتهاكات كبيرة.
وأعلنت النتائج أمس الاثنين للمحافظات العشر التالية: ديالى والمثنى وميسان وواسط ودهوك وصلاح الدين وكربلاء والنجف واربيل، وسيتم الإعلان عن التسعة الآخرين غدًا.
ويجب أن تتم الموافقة على النتائج من قبل المحكمة الفيدرالية العراقية في غضون 15 يومًا، بعد أن يتاح للأحزاب السياسية الوقت لتقديم الشكاوى.
ومع ذلك، يبدو أن الجميع يقبل النتائج العامة ولن يكون هناك تغيير كبير في النتائج النهائية. وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة العدد الدقيق لمقاعد كل حزب، فمن الواضح جدًا أن مقتدى الصدر قد حقق انتصارًا رائعًا بحوالي 80 مقعدًا.
ويلي قائمة الصدر حزب التقدم بزعامة محمد الحلبوسي والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني بحصولهما على أكثر من 30 مقعدا. كما حصلت دولة القانون بزعامة نوري المالكي على أكثر من 30 مقعدًا، بزيادة كبيرة مقارنة بانتخابات 2018 التي حصل فيها على حوالي 20 مقعدًا.
الخسارة الأبرز كانت من نصيب كتلة فتح التابعة للحشد الشعبي، التي تقلصت إلى نحو 20 مقعدًا من 34 مقعدًا في البرلمان السابق. كما تمكنت الأحزاب والمرشحون الجدد من حركة أكتوبر من الحصول على عدد من المقاعد يصل إلى 20 مقعدًا في الانتخابات.
وجاءت الانتخابات المبكرة نتيجة الاحتجاجات التي قادها الشباب والتي اندلعت في أكتوبر 2018 للمطالبة بإصلاحات كبيرة.
وشهدت الانتخابات مفاجأة أخرى خسارة تحالف عمار الحكيم وحيدر العبادي الذي سيحصل على أقل من 10 مقاعد بدلا من 30 مقعدا.
وكان الحكيم وحده قد حصل على 18 مقعدا في البرلمان السابق والعبادي 32 مقعدا.
يبدو أن خريطة سياسية جديدة تتشكل في العراق، حيث ستلعب أحزاب سياسية جديدة من حركة أكتوبر، وللمرة الأولى سيكون للصدر قيادة رئيسية في الحكومة العراقية المقبلة.