صحيفة إسرائيلية: مصر وأمريكا تسعيان لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية
ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تضغط على السلطة الفلسطينية وحماس لمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية، لتعزيز الهدوء طويل الأمد وإعادة إعمار قطاع غزة، وأن هذا التوجه يتماشى مع الأهداف التي تسعى الجهود المصرية لتحقيقها.
وقالت شخصيات بارزة في فتح وحماس لصحيفة "هآرتس" إن فرص تشكيل حكومة وحدة كهذه تبدو ضئيلة، لكن كلا الجانبين سيتعين عليهما إبداء المرونة حتى لا يبدوا متمردين في مواجهة ضغوط واشنطن ومساعي القاهرة والتداعيات السياسية والاقتصادية المترتبة على ذلك لكلا الجانبين.
ولم تتخذ السلطة الفلسطينية أي مواقف جادة وعملية لإظهار التضامن الحقيقي مع غزة منذ أن بدأت الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع في 10 مايو وحتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار فجر 21 مايو بين حماس وإسرائيل.
وأصدرت السلطة الفلسطينية فقط بيانات إدانة للهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وأجرت مكالمات هاتفية مع العديد من الأحزاب السياسية. ولم يتصل الرئيس محمود عباس بأي من قادة حماس.
وفي 19 مايو، أعلن عباس في خطاب مسجل أمام اجتماع طارئ للبرلمان العربي في القاهرة: "نحن مستعدون لتشكيل حكومة وحدة وطنية مقبولة دوليًا ملتزمة بالشرعية الدولية".
وقال في نفس الخطاب إن مساعيه لإجراء الانتخابات العامة مستمرة وإنها ستتقدم حالما يمكن إجراؤها في القدس.
وترى حماس وفقًا لتصريحات سابقة دعوة عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية خارج السياق السياسي كليًا وليست جادة وأن هناك أشياء كثيرة يجب أن تحدث قبل أن يتم تشكيل حكومة مثل رفع العقوبات عن غزة، وإرسال المساعدات إلى القطاع وإبعاد أيدي قواته الأمنية عن كل فلسطيني يتضامن مع غزة في الضفة الغربية.
ولم يقدم عباس مزيدًا من التفاصيل حول طبيعة الحكومة التي دعا إليها أثناء تعرض غزة لقصف مكثف، وكانت جميع الفصائل الفلسطينية، ولا سيما حماس فقط، منغمسة في القتال.
وأثار حديث عباس عن تشكيل حكومة وحدة انتقادات شديدة من النشطاء الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعربوا عن دهشتهم من أنه سيتخذ مثل هذه الخطوة أثناء احتدام الحرب على غزة، والضفة الغربية والمدن العربية في إسرائيل والقدس في خضم انتفاضة شعبية.