شعبة الخضر والفاكهة: نحتاج للاكتفاء الذاتي من البذور والتقاوي.. والأسواق المنظمة تضمن رقابة حقيقية (حوار)
«نجيب» يطالب بالتوسع في إنشاء أسواق جملة جديدة على غرار العبور وأكتوبر
نسبة الهدر الناتج عن حصاد ونقل المنتجات الزراعية تصل إلى 40%
آليات العرض والطلب والتغيرات المناخية واختلاف الجودة أبرز أسباب تغير أسعار المحاصيل
هناك إرادة سياسية حقيقية في تنمية القطاع الزراعي المصري
قال حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، إن اهتمام الدولة المصرية بالقطاع الزراعي ظهر جليا في إنشاء أكثر من 230 مشروع زراعى خلال الـ6 سنوات الماضية، مطالبا بالتوسع في إنشاء أسواق جملة جديدة على غرار سوقي العبور وأكتوبر، مع نقل الأسواق العشوائية إلى الأماكن المنظمة، لنتمكن من فرض رقابة حقيقية على هذه الأسواق من خلال التعاون بين اتحاد الغرف التجارية والجهات الحكومية.
أضاف نجيب فى حواره مع «الرئيس نيوز»، أن آليات العرض والطلب والتغيرات المناخية واختلاف الجودة والفرز في المحصول الواحد أبرز أسباب تغير واختلاف أسعار الخضروات والفاكهة، مشيرا إلى أن السيطرة على أسعار المحاصيل بالأسواق تكمن في توفير قاعدة بيانات دقيقة لحجم إنتاج واستهلاك المحاصيل ورسم خريطة الزراعة فى مصر. وإلى نص الحوار:
ما أسباب الارتفاع والانخفاض المفاجئ بأسعار الخضروات والفاكهة؟
آليات العرض والطلب والتغيرات المناخية أبرز أسباب تغير أسعار المنتج، فإذا حدث وفره فى أحد المحاصيل ينخفض سعرها لأن المعروض أكثر من الطلب، وإذا حدث تراجع في المعروض من محصول ما يرتفع سعره عند زيادة الطلب، وكل منتج له ظروفه، إضافة إلى اختلاف الجودة والفرز في المحصول الواحد ما يجعل للمحصول أكثر من سعر، فالحى الشعبى يستهدف جودة والحى الراقى يستهدف جودة أخرى وكذلك المنشاءات السياحية والمطاعم.
كيف يمكن السيطرة على أسعار المحاصيل وتحجيمها حال ارتفاع أسعارها خاصة المحاصيل الاستراتيجية؟
يمكننا السيطرة على أسعار المحاصيل من خلال قاعدة بيانات دقيقة لحجم إنتاج واستهلاك المحاصيل، ورسم خريطة الزراعة فى مصر، ما يمكننا من معرفة حجم الإنتاج والاستهلاك السنوي، وسد الفجوات، كما أن هناك زراعة عشوائية تتسبب في اضطراب أسعار المحاصيل بالأسواق، فعلى سبيل المثال العام الماضي كان يوجد أزمة فى البطاطس لتدنى أسعارها مما أدى الى خسارة المنتجين الزراعيين خسارة كبيرة للغاية، ما قلل من المساحات المنزرعة من المحصول ما كان له أثر سلبي على أسعار البطاطس بالأسواق، علاوة على التغيرات المناخية التي أثرت هي الأخرى بشكل سلبي على حجم الإنتاج.
هل هناك حلول لمشاكل فواصل العروات؟
نعم، وذلك من خلال تحويل الزراعة من زراعة موسمية إلى زراعة المحاصيل الاستراتيچية طوال العام، ويشرف على ذلك جميع الهيئات التابعة لوزارة الزراعة والمراكز البحثية، وتوفير قاعدة بيانات دقيقة للحفاظ على الأمن الغذائى والمُنتجات وتوفيرها داخل الأسواق بشكل مستمر، مما يساعد على زيادة الصادرات وتوفير عملة صعبة وخلق آلاف فرص العمل.
كما أن توفير قاعدة بيانات دقيقة ووضع تصورات لعمليات الجمع والشحن والتفريغ ونقل المنتجات الزراعية من أماكن زراعتها داخل المحافظات إلى اسواق الجملة يوفر نسبة الهدر التي تصل إلى ما بين 30% و40% خلال عمليات النقل والجمع والشحن والتفريغ.
ما هي أبرز العوامل التي تمكننا من تطوير قطاع الزراعة في مصر؟
أن يكون لدينا اكتفاء ذاتى من البذور والتقاوي لكافة المحاصيل الزراعية ولا نستورد أيا منها وتكون مصرية بنسبة 100%، فاهتمام الدولة المصرية بالقطاع الزراعي واضح وظهر جليا في إنشاء أكثر من 230 مشروع زراعى في مصر خلال الـ6 سنوات الماضية من بينهم مشروع الدلتا الجديدة باستثمارات تقدر بـ300 مليار جنيه.
كما أننا نحتاج لنقل كافة الأسواق العشوائية للخضروات والفاكهة إلى الأماكن المنظمة، على غرار أسواق العبور وأكتوبر، حتى نتمكن من فرض رقابة حقيقية على هذه الأسواق من خلال التعاون بين اتحاد الغرف التجارية والجهات الحكومية مثل وزارة التنمية المحلية المعنية بتدوير الأسواق، حيث تمثل التجارة العشوائية حوالي 60% من إجمالي أسواق الخضروات والفاكهة في مصر.
مصر نجحت فى تصدير 5,2 مليون طن من المنتجات الزراعية رغم أزمة كورونا .. كيف تم ذلك؟
توجد لدينا إرادة سياسية حقيقية بتنمية القطاع الزراعي، خاصة وأن الزراعة تعبر عن النمو الحقيقى للدول، ويظهر ذلك في اعتماد عدد من دول العالم على تنمية أقتصادها القومي من خلال قطاع الزراعة، وبالنسبة إلى مصر فلم نتأثر بجائحة كورونا كتأثر دول عظمى، وعلى العكس حققنا إنجاز كبير بتصدير 5.2 مليون طن، وتوسعنا فى إنشاء المشاريع الزراعية، ما وفر آلاف فرص العمل للشباب، كما أن جودة المنتج المصري ساهم في تصدير كميات كبيرة من المحاصيل مثل الرومان الأسيوطي المطلوب عالميا، والمانجو بالاسماعلية.
وأطالب بتكثيف الحملات الإرشادية خاصة فى مناطق الوادى والدلتا وبالأماكن الصحراوية الجديدة ما سيسهل من توفير المنتج بكميات كبيرة وجودة أعلى.
هل نمتلك القدرة على توفير المحاصيل الموسمية طوال العام؟
بالطبع، لدينا عدد كبير من المحاصيل الزراعية متوفرة طوال العام، فعلي سبيل المثال الملوخية والبامية رغم أنهما محاصيل صيفية، ولكنهما متوفران فى فصل الشتاء من خلال التحكم فى في درجة حرارة الصوبة الزراعية، فالملوخية تحتاج لدرجة حرارة تتراوح بين ٣٨ و٤٢ درجة، وهو ما يتم إتاحته من خلال الصوب الزراعية.
كما لدينا الخيار والبطاطس والبصل كل هذه المحاصيل يتم زراعتها طوال العام و يوجد زراعات صيفية مثل الكانتلوب والبطيخ يتم زراعتهم فى الشتاء من خلال الصوب، ويوجد ايضا لدينا الكوسة الصيفي و الشتوى والعنب والتمور أيضا.
هل تتوقع اختفاء مهنة "الخضري" وسيطرة المحال التجارية على بيع المحاصيل الزراعية مستقبلا؟
لا أتوقع ذلك، خاصة وأن الخضروات والفاكهة من المنتجات القابلة للتلف السريع وتحتاج لخبرة كبيرة في التعامل والاهتمام الخاص للمحافظة عليها، وطرق تخزين مختلفة وهو ما يصعب على المحال والسلاسل التجارية عمله، أو على أقل تقدير لن يرغبوا في بذل وقت وجهد كبير من أجل السيطرة على بيع الخضروات والفاكهة.