الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صحيفة كندية: الكنيسة تعزز الدور المصري في القارة الأفريقية

الرئيس نيوز

تلعب الكنيسة الأرثوذكسية المصرية دورا وطنيًا بالغ الأهمية وتدعم باستمرار جهود مصر في إفريقيا، وخاصة في دول حوض النيل، في إطار استراتيجية القوة الناعمة لتعزيز وجهة النظر المصرية في ظل تعثر التفاوض في ملف أزمة السد الإثيوبي المثير للجدل.

وتستفيد مصر من المشروعات الخيرية والتنموية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية في إفريقيا لتعزيز ؤية الدولة في القارة السماء. وقبل بضعة أيام وعد بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، سفير بوروندي في مصر الشيخ رشيد ملاخي نيراجيرا بأن الكنيسة ستستمر في تقديم الدعم التعليمي والصحي للشعب البوروندي، في لقاء سلطت عليه صحيفة Digital Times  الكندية الضوء.

وخلال استقباله السفير نيراجيرا في المقر البابوي بالقاهرة، أعرب البابا تواضروس عن أمله في أن تظل المشروعات التي نفذتها الكنيسة في بوروندي فعالة ومفيدة للشعب البوروندي، مشيرًا إلى أن الكنيسة تدعم الدولة المصرية في بوروندي وكل الدول الأفريقية الشقيقة.

من جانبه، أعرب نيراجيرا عن تقدير الحكومة البوروندية للخدمات التي تقدمها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باسم مصر لخدمة الشعب البوروندي في مجالي الصحة والتعليم. وأشار إلى نجاح المدرسة الفنية التي أنشأتها الكنيسة القبطية في بوروندي، معربًا عن أمله في بناء المزيد من المدارس وإنشاء مستشفى أيضًا.

وتدعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مبادرة صوت مصر في إفريقيا التي أطلقتها وزارة الهجرة وشؤون المغتربين المصريين منذ مايو الماضي. 

وأشادت وزيرة الهجرة وشؤون المغتربين المصريين نبيلة مكرم، خلال لقائها يوم 5 يوليو مع الأب الأنبا جوزيف، أسقف مصر العام في إفريقيا وتحديداً في ناميبيا وبوتسوانا وملاوي وزيمبابوي، بدور الكنيسة في إفريقيا في النهوض بالمبادرة في إفريقيا لتعزيز دور مصر في محيطها الأفيقي.

وتستند المبادرة إلى القوى الناعمة المصرية مثل الكنيسة في إفريقيا بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية الحالية التي تبذلها الحكومة المصرية لتحقيق هذه الأهداف. 

وقالت صحيفة Washington Examiner إن تعيين البابا تواضروس لجوزيف أسقفًا عامًا لإفريقيا وممثلًا للكنيسة في إفريقيا كان خطوة تهدف إلى زيادة حضور الكنيسة في القارة.

في غضون ذلك، يبدو أن الحكومة تدرك أن دور الكنيسة القبطية في إفريقيا لا يقتصر على الجوانب الروحية والدينية فقط، بل يمتد إلى إقامة مشاريع تنموية ومستشفيات ومدارس. 

ففي بوروندي، على سبيل المثال، أنشأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مستشفى ومأوى ودار رعاية. أشاد الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا خلال لقائه في ديسمبر 2017 مع الأب داود لمعي مسؤول خدمات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بوروندي بدور مصر والكنيسة في دعم قطاعي الصحة والتعليم في بلاده.

كما أشاد مجلس النواب بدور الكنيسة في إفريقيا في العديد من المناسبات، ومن بينها اجتماع عقد في ديسمبر 2018 بين رئيس لجنة الشؤون الإفريقية في البرلمان طارق رضوان والبابا تواضروس، الذي قال إن الكنيسة المصرية تلعب دورًا كبيرًا في إفريقيا، وتستمر في تقديم خدماتها في السودان، وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان، فضلاً عن الخدمات الكنسية المحدودة في عدد من البلدان الأخرى والخدمات الطبية التي تقدمها الكنيسة المصرية على نطاق واسع في العديد من البلدان الأفريقية.

وتحرص الكنيسة أيضًا على إرسال قوافل طبية أربع مرات سنويًا إلى بوروندي، كان آخرها في فبراير 2020. وفي كينيا، أطلقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في نوفمبر 2020 مشروعًا أطلق عليه اسم "راحة كيدز" لخدمة أطفال الشوارع والأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري الذي دفعهم للجوء إلى الشوارع. كما أنشأت الكنيسة عددًا من المراكز الطبية ومراكز التدريب المهني ودار حضانة في نيروبي في فبراير 2019.

وفي جنوب السودان، افتتحت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية مركزًا إنمائيًا لتعليم الحرف بالإضافة إلى حضانة للأطفال وعيادة مجانية لعلاج الفقراء في يناير. في مارس 2017، افتتحت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية مدرسة القديس مرقس الابتدائية في جنوب السودان.

وفي أبريل 2019، افتتحت الكنيسة المستشفى القبطي في العاصمة الزامبية لوساكا، والذي يعد من أكبر المستشفيات في البلاد. شدد الرئيس الزامبي آنذاك إدجار لونجو على أن "المستشفى يعد إنجازًا للجميع في زامبيا وسيحسن الوصول إلى أفضل الخدمات الطبية عالية الجودة، مشيدًا بمساهمة الكنيسة في تحسين القطاع الصحي.

في جنوب إفريقيا، تمتلك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية عددًا من المشاريع الطبية، مثل المركز القبطي في جوهانسبرج، بالإضافة إلى العديد من مراكز التنمية في جميع أنحاء البلاد.

وفي السودان، تمتلك الكنيسة المصرية 23 كنيسة في الخرطوم وأم درمان وعطبرة، بالإضافة إلى أربع مدارس ثانوية والعديد من المدارس الابتدائية والمكتبات والنوادي. وقالت أماني الطويل، الخبيرة في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لموقع المونيتور الإخباري الأمريكي: "تستخدم الحكومة وتتعاون مع كل القوى الناعمة التي لها نفوذ في الدول الإفريقية، وأبرزها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

وأضافت: "الكنيسة المصرية ومشاريعها في إفريقيا ودول حوض النيل تسهل عمل الدبلوماسية المصرية في تنفيذ خطة القاهرة لاستعادة دورها في إفريقيا".

من الصعب على القوى الناعمة مثل الكنيسة التدخل بشكل مباشر في أزمة سد النهضة الإثيوبي، على الرغم من تأثيره القوي في دول حوض النيل. لكن التأثير الشعبي للكنيسة قد يجعل شعوب تلك الدول أكثر ميلا لدعم الموقف المصري.

وصرح البابا تواضروس للصحافة في 19 سبتمبر أن الكنيسة تلعب دورًا مهمًا في توضيح الموقف المصري من أزمة سد النهضة وطبيعة نهر النيل، لكن هذه القضية اتخذت الآن بعدًا سياسيًا بالكامل.

وتدرك القاهرة ضرورة التنسيق والتعاون مع جميع القوى الناعمة مثل الكنيسة والأزهر لزيادة مشاريعهم وأنشطتهم في الدول الأفريقية.