لماذا حضرت كل هذه الأسماء من قيادات حماس إلى القاهرة؟
بدا أن حجم القيادات المشاركة من حركة "حماس" في المباحثات التي تحتضنها القاهرة، مؤشر على أهمية الملفات محل النقاش، فيما قالت مصادر تحدثت لوكالات أنباء إن الوفد الحمساوي لا يزال في مصر لمناقشة قضايا عالقة، أبرزها الخلافات الداخلية بين قادة الحركة، وتوحيد الرؤى لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، خلال الفترة المقبلة، وتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر.
فيما يضم وفد الحركة، قيادات من الخارج والداخل، بينهم إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، وأعضاء في المكتب السياسي للحركة، وقالت تقارير صحفية إن وفد الحركة واصل جلساته بالقاهرة لليوم الثاني على التوالي، حيث التقت مع بعضها البعض من جهة، ومع مسؤولين مصريين من جهة أخرى.
وبينما نفت مصادر فلسطينية في حركة "حماس"، ما تردد عن وجود خلاف بين إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، والمسؤولين المصريين، قالت المصادر ذاتها إن الاجتماعات تهدف لإنهاء الخلافات بين قيادات الحركة بشأن من له الحق في قيادتها، وهي الخلافات التي نشبت منذ إجراء انتخابات الحركة في أواخر يوليو الماضي.
عضو بالوفد، طلب عدم نشر اسمه، قال إن وصول كل هذه القيادات معاً جاء لنفي ما تردد عن وجود خلافات بين قيادات الحركة فيما يتعلق بآلية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، موضحاً أن الاجتماعات تهدف لـ"إحداث التوازن في قرارات الحركة كوسيلة للوصول إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية من جهة، وتنفيذ صفقة الأسرى من جهة أخرى".
ورددت تقارير وجود خلافات نشبت في صفوف الحركة منتصف عام 2020، حول آلية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، إذ رأت "حماس الخارج" إمكانية تنفيذ الصفقة على مرحلتين، فيما رفضت "حماس غزة" هذه الآلية، واعتبرتها خديعة إسرائيلية، وغير مجدية لقادة غزة، لأن إسرائيل كانت تريد معلومات عن الجنديين "هدار جولدن"، و"آرون شاؤول" فقط، وتوقعت قيادات غزة أن تماطل إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية التي يفترض أن تشمل اثنين من "فلسطينيي الداخل" وهو ما قوبل بالرفض من الحركة.
فيما يقول القيادي في الحركة أحمد يوسف، حسبما نقل موقع "الشرق بلومبيرج"، إن اجتماع كل قادة الحركة في القاهرة، يرجع إلى سببين، الأول، هو إنهاء الخلافات التي نشبت منذ انتخابات الحركة في أواخر يوليو الماضي، بين القيادات بشأن من له الحق في قيادته، والسبب الثاني هو رغبة مصر في اطلاع الجميع على صورة المحادثات والاتفاقات المرتقبة، لتحقيق استقرار الوضع حتى تستكمل مصر دعمها للقطاع وبدء عمليات إعادة الإعمار.
ونقل الموقع ذاته، عن مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات في القاهرة، إن المسؤولين المصريين أرادوا من جميع قادة الحركة في الداخل والخارج وضع اللمسات الأخيرة لإنهاء أي خلافات بداخلها، موضحاً أنه تم الاتفاق مبدئياً داخل الحركة على تنفيذ صفقة تبادل الأسرى على 3 مراحل.
أكد المصدر أن الاجتماع كان بهدف نفي ما تردد عن وجود خلافات بين إسماعيل هنية، والمسؤولين المصريين، بسبب مشاركته في جنازة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، موضحًا أن الزيارة تأتي أيضاً في إطار تعزيز العلاقات بين حماس ومصر، والتعرف على آلية بدء تنفيذ مشروع "المدينة المصرية في غزة".
وأعلنت حركة حماس، في بيانها، أمس الثلاثاء، أنها بحثت ملفات عدة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، أبرزها إعمار غزة، و"إعادة ترميم البيت الفلسطيني"، وتبادل الأسرى.
وأضاف البيان، أن اللقاء تناول تطورات القضية الفلسطينية، خاصة قضية القدس وحي الشيخ جراح، وما يجري في المسجد الأقصى من ممارسات ومخططات الاحتلال، وسبل التعامل لكبح سلوك الاحتلال وإجراءاته في القدس والأقصى، ومعاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وإجراءات تخفيف الحصار.
واعتبر وفد الحركة، أن "المدخل الصحيح لتحقيق الوحدة هو إعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل القيادة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني التي تشارك فيها جميع القوى، وتمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، في ضوء التجربة على مدار الأعوام الماضية".