الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

ولاء عزيز تكتب: حوادث الانتحار ودور الأسرة والدولة والإعلام

الرئيس نيوز

ازدادت حالات الانتحار بشكل ملحوظ، شباب في مقتبل العمر يقدمون على إنهاء حياتهم، فتارة نرى شاب يتخلص من حياته داخل جامعة، واخرى نشاهد فتاة تقفز من علو داخل مول تجاري.

أتذكر أول حالة انتحار أعاصرها، كانت قبل عام 2011، حين أقدم رجل على حرق نفسه في ميدان التحرير، وكانت الأسباب حينها مرتبطة بالوضع المعيشي المتردي.

أما الآن، وبعد 10 سنوات من تلك الواقعة، باتت حوادث الانتحار مادة مألوفة ومعتادة للغاية في وسائل الإعلام والصحف، مرة من داخل المترو، وأخرى من أعلى برج وغيرها.
 
اللافت مؤخرا أن الفئة الأكثر إقداما على الانتحار هي لشباب صغير في السن، يعقدون النية على التخلص من الحياة وهم في مقتبل العمر.

الأمر لا يقتصر على مصر وحدها، وتشير إحصائيات عديدة إلى ارتفاع حالات الانتحار في دول العالم المتقدم، وتظهر الإحصائيات أن جميع المنتحرين لم تتجاوز أعمارهم 45 سنة.

وفي فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، يأتي الانتحار في المرتبة الثانية بعد حوادث الطرق كسبب رئيسي للوفاة، ومن أكثر طرق الانتحار شيوعا هي الشنق وإطلاق النار وتناول المبيدات السامة.

واللافت أيضا، وفقا للإحصائيات، أن حالات الانتحار تزداد في البلدان ذات الدخل المرتفع، مقارنة بالبلدان ذات الدخل المتوسط، ما يعني أن الوضع الاقتصادي لم يعد السبب الأول والرئيسي في الانتحار,

يشير بعض المتخصصين إلى وسائل التواصل الاجتماعي وشعور الاكتئاب المتولد من الإفراط في التواجد عليها، وهو سبب دفع بالعديد من الأشخاص إلى مرحلة الانتحار.

من هنا تأتي أهمية دور الأسرة في التواصل المباشر مع الأبناء، فيما يغيب دور الآباء والأمهات الذين يقضون جل يومهم في العمل، غافلين عن ضرورة التواصل مع أبنائهم، كما لا يمكننا أن نغفل دور الدين في تقليل هذه الظاهرة.

كل هذه العوامل أدت إلى ضعف النفس وغياب الثقافة وانتشار الإدمان، وهي عوامل عندما تتشابك معا تصيب المرء بحالة من اليأس تجعله يقدم على الانتحار.

وعلى رأس هذه العوامل تأتي الأمراض النفسية كالاكتئاب العقلي والنفسي، ويؤكد أطباء نفسيون أن الاكتئاب العقلي هو الأخطر لأنه يحتاج إلى عقاقير بخلاف الاكتئاب النفسي الذي يكون مؤقتا ومرتبطا بظروف معينة يزول بزوالها.

لذا يجب التعامل مع هذه الظاهرة في أسرع وقت، ومن خلال متخصصين، ويجب أن تكون الأسره أكثر اهتماما بالأبناء، إضافة إلى تعزيز دور العبادة والتوعية بأهميه الحياة والحفاظ على النفس.

وأخيرا يجب على الحكومة توفير فرص ملائمة للشباب، سواء دراسيا أو وظيفيا، كما لا ننكر دور الإعلام في هذه المعادلة، مع تأكيد أن اللجوء للطبيب النفسي ليس عيبا.