لماذا تهدد أمريكا السودان بوقف الدعم والتعاون العسكري؟
بينما بدأ الخرطوم في توسيع رقعة علاقاته الخارجية بالانفتاح على الكتلة الشرقية الصين وروسيا، بدأت أمريكا في لعب الدور الذي دأبت على تأديته طوال الوقت بالتلويح بقطع الدعم؛ بحجة تعثر الأنظمة في الانتقال الديموقراطي. وقالت الولايات المتحدة إنها نقلت الى مسؤولين في الخرطوم تحذيرات جدية من الاخلال بالنظام الانتقالي المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية، وأكدت أن حدوث ذلك من شأنه وقف المساعدات الثنائية بما فيها التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
وأحبط الجيش السوداني محاولة إنقلابية، وونجح في القبض على أطراف المحاولة، ومعظمهم من المكون العسكري. وأكد المجلس السيادي بقيادة عبد الفتاح البرهان إن الجيش لن يقبل بأي شكل من الأشكال الانقلاب على المسار الديموقراطي، لكن المكن المدني في المجلس وجه أصابه الاتهام للجيش وزعم أنه غير مستعد لتسليم السلطة والانتقال الديموقراطي.
الخارجية الأميركية أوضحت في تصريح مساء أمس السبت، أن المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان أجري محادثات في الخرطوم خلال الفترة من 28 سبتمبر إلى 1 أكتوبر لتسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة الثابت بالانتقال السياسي المستمر في السودان، وأن المبعوث الأمريكي أكد على ضرورة التوصل إلى توافق حول موعد نقل رئاسة مجلس السيادة إلى الجناح المدني وبدء عملية شاملة لتطوير رؤية جديدة للأمن القومي السوداني لتوجيه أجندة إصلاح قطاع الأمن تحت سلطة مدنية مع الاعتراف بالدور المتكامل للقوات المسلحة في السودان وتكوين المجلس التشريعي الانتقالي مع إنشاء الإطار القانوني والمؤسسي لإجراء انتخابات حرة ونزيهة؛ وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية وإقامة آليات للعدالة الانتقالية.
نبه بيان الخارجية الى أهمية أن يعمل مجلس السيادة بنحو جماعي في أداء المهام الموكلة إليه بموجب الإعلان الدستوري، وأن جيفري قال إن واشنطن ستواصل "مراقبة التطورات عن كثب، بالتنسيق مع الترويكا والشركاء الآخرين في أوروبا ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الأفريقي.
لفتت الخارجية الى ان المبعوث وخلال اجتماعاته مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء مجلس الوزراء ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وأعضاء مجلس السيادة وغيرهم أعرب عن حرص الولايات المتحدة على استمرار الدعم السياسي والاقتصادي خلال المرحلة الانتقالية، كما أكد أن هذا الدعم يعتمد على التزام السودان بالنظام الانتقالي المتفق عليه على النحو المنصوص عليه في الإعلان الدستوري لعام 2019 واتفاقية جوبا للسلام لعام 2020.
شدد المبعوث الى مسؤولي الخرطوم على أن الانحراف عن هذا المسار والفشل في تلبية المعايير الرئيسية سيعرض للخطر علاقة السودان الثنائية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المساعدات الاميركية الكبيرة، فضلاً عن آفاق التعاون الأمني لتحديث القوات المسلحة السودانية والدعم الاميركي في المؤسسات المالية الدولية ولتخفيف الديون".
كانت وزيرة الخارجية السودانية، مريم صادق المهدي، زارت روسيا خلال الفترة الماضية، وأكدت استعداد بلادها إحياء الاتفاق بينهما فيما يخص التعاون العسكري، وافتتاح قاعدة عسكرية لروسيا على مياه البحر الأحمر.