تهديدات داعش يعزيز دور الجيش في المرحلة الانتقالية بالسودان
أعلنت الخرطوم قبل بضعة أيام عن نجاح الأجهزة الأمينة في تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي واستشهاد خمسة من أفراد المخابرات العامة (ضابطان وثلاثة ضباط صف) في تلك العملية.
وطفت على السطح تهديدات إرهابية جديدة في السودان بعد استشهاد أفراد أجهزة الأمن، خلال اشتباكات مع خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في الخرطوم.
ويشير هذا التطور، وفقًا لتقرير فرانس 24، إلى أن السلطة الانتقالية دخلت في مواجهة مفتوحة مع عناصر متطرفة كامنة وخلايا نائمة. لكن هذا قد يشكل ورقة رابحة في يد الائتلاف الحاكم، لأنه قد يساعد على استعادة زمام المبادرة بعد الضغوط المتزايدة التي واجهها في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.
وحضر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، جنازات شهداء المخابرات وتعهد بتقديم "كل الدعم والمساندة لجهاز المخابرات لأداء مهامه على أكمل وجه في هذا الخصوص" وتنذر التطورات بمرحلة يواجه فيها السودانيون العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الأجهزة الأمنية عن وجود خلايا داعش في السودان. ولم تقدم الأجهزة الحكومية تفاصيل كثيرة عن انتماء المعتقلين أو خططهم لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
ومع ذلك، أعلنت وزارة الداخلية، في يونيو عن اعتقال تسعة متطرفين من القاعدة كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات في البلاد. وكانت الاعتقالات السابقة المتعلقة بالإرهاب قد شملت في الغالب خلايا تابعة لتنظيم الإخوان. وبحسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فقد تجلى ظهور تنظيم داعش الإرهابي في السودان منذ عام 2019. إلا أن السلطة الانتقالية، من خلال وزير الأوقاف والشؤون الدينية نصر الدين مفرح، أشار إلى أن عناصر داعش في البلاد يتألفون فقط من مجموعات صغيرة تشكل تهديدًا أمنيًا.
ويتوقع مراقبو السودان أن يكون الإعلان الرسمي عن وجود داعش مقدمة لمواجهات أكثر جدية بين السلطات والمنظمات الإرهابية في البلاد. ولا يستبعدون استخدام مثل هذه المواجهات في ظل التوترات الحالية بين المدنيين والجناحين العسكريين في السلطة، لوجود خطر وشيك يواجه البلاد يتطلب وجودًا عسكريًا فاعلًا على رأس السلطة الحاكمة.
اعتادت الأجهزة الأمينة في السودان أن تلتزم الصمت بشأن الإرهاب وتختار بدلاً من ذلك طريق التهدئة الضمنية في التعامل مع العناصر المتطرفة. وحاولت تجنب المزيد من الانحرافات عن حكومة تواجه بالفعل وضعا متوترا في عدة ولايات سودانية والأزمة مع إثيوبيا. الإرهاب ليس ظاهرة حديثة في السودان واستطاعت خلايا عديدة أن تحصل على موطئ قدم هناك منذ سنوات، واستفادت من علاقات النظام السابق الوثيقة مع التنظيمات الإسلامية والجماعات المتطرفة.