الطموح في واشنطن.. ملفات لقاء بن سلمان وترامب
علا سعدي
يزور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة الأمريكية، في زيارة تستغرق حوالي أسبوعين وهي الأولى بعد تنصيبه وريثا للعرش وستكون الأهم، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير البالغ من العمر 32 عاما عمل على ترسيخ نفسه كوريث للعرش، وشن حملة لمكافحة الفساد في المملكة كما وصف في مقابلته في الشهر الماضي مع الكاتب ديفيد اجناتيوس، وحرص الأمير الطموح على تنفيذ سلسلة من التغييرات الاجتماعية ومنح النساء حق القيادة وفتح دور للسينما.
ويرى البعض ولي العهد السعودي بإنه مثل “لي كوان يو” في سنغافورة يريد إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وعدم الاعتماد على الثروة النفطية فقط، فهو ينظر له كزعيم جريء في المملكة العربية السعودية ومصمم على مواجهة التحديات التي ابتعد عنها القادة السابقون لذلك يتبع نهجاً لا هوادة فيه بسحب بلاده من الخمول والتراخي قبل أن يصيبها الشيخوخة إلي القرن الـ21.
ولدى الأمير محمد مكانا مرموقاً في الغرب مع الشركاء الذين يرغبون العمل في الشرق الأوسط، وتري جين كينينمونت خبيرة في شئون الخليج العربي بمعهد “شاثام هاوس” أن الأمير محمد يعمل على تمكين الشباب ويصورهم على انهم ديناميكيون ومبدعون ولكنها تحذر ـن صعوده يمكن أن يتحول لهبوط دراماتيكي، فهو يلعب لعبة محفوفة بالمخاطر، ونالت جميع تحركاته استحسان واسع النطاق في واشنطن وفي أماكن أخرى ولكن تصرفاته كانت محل لإثارة الجدل.
ولفتت الصحيفة إلى لقاء بن سلمان بالرئيس دونالد ترامب غدا الثلاثاء في البيت الأبيض، ومن المحتمل أن يناقشا قضية إيران التي تعد عدوا قديما للرياض، ومن المحتمل أن ينسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في شهر مايو المقبل ما يجعله في مواجهة مباشرة مع إيران.
وقد يناقش ترامب مع ولي العهد السعودي أيضاً الوضع في اليمن ومقاطعة دول الخليج لقطر، وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد ازدياد الوضع سوءا منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونوهت الصحيفة إلي توطيد صهر ترامب، جاريد كوشنر علاقته مع ولي العهد السعودي، وعمل علي تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بعد توترها خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ولقد بنيت الاستراتيجية السعودية نحو امريكا بشكل أساسي علي علاقة عائلة ترامب ولكن الأمير لديه خبرة قليلة بتعقيدات السياسة الأمريكية التي باتت أكثر تعقيداً من اي وقت مضي في عصر ترامب.