الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

وزيرة إثيوبية تستقيل احتجاجا على الاغتصاب الجماعي أثناء الحرب

الرئيس نيوز

انتصارًا للضمير، استقالت وزيرة شؤون المرأة الإثيوبية بعد حملة من أجل العدالة تناهض العنف الجنسي في زمن الحرب. 

وقالت صحيفة Christian Science Monitor إن وزيرة شؤون المرأة المنتهية ولايتها يجب أن تعد أحد أكثر الناس شجاعة في العالم في عام 2021.

وكانت فلسان عبد الله أحمد قد استقالت هذا الأسبوع من منصبها بعد محاولتها إنهاء استخدام الاغتصاب كسلاح حرب في الصراع الداخلي الإثيوبي المستمر منذ 11 شهرًا. 

وتتهم الأمم المتحدة وجهات أخرى قوات الحكومة الفيدرالية، إلى جانب مقاتلي المتمردين في إقليم تيجراي بارتكاب أعمال عنف جنسي جماعي ضد المدنيين الأبرياء.

وقالت الوزيرة في خطاب استقالتها "أي موقف يضر بأخلاقي يتعارض مع قناعاتي وقيمي، وخيانة هذه المعتقدات هو خيانة للثقة في نفسي وخيانة لمواطنينا".

وفي فبراير الماضي، أكدت بجرأة أن الاغتصاب كان "بلا شك" يُرتكب في تيجراي، وهو أول تأكيد رسمي لمثل هذه الجرائم. ثم ضغطت على المدعي العام الإثيوبي لتحقيق العدالة. 

في أبريل، اعترف رئيس الوزراء آبي أحمد بأن الاعتداء الجنسي أصبح تكتيكًا رئيسيًا في الحرب. وبحلول مايو، قال المدعي العام إن ثلاثة جنود أدينوا وحُكم عليهم بتهمة الاغتصاب ووجهت التهم إلى 25 آخرين.

لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء منذ ذلك الحين، وربما كان ذلك السبب الرئيسي لاستقالتها. بالإضافة إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن القلق بشأن العنف والكارثة الإنسانية في إثيوبيا. في 18 سبتمبر، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات على المسؤولين الإثيوبيين إذا لم يتحركوا لإنهاء الحرب. 

وقال بايدن في بيان "لقد صدمت بتقارير عن مذابح واغتصاب واعتداءات جنسية". في 24 سبتمبر، أقر مجلس النواب الأمريكي تشريعًا من شأنه أن يجبر إدارة بايدن على تحديد موقف قاطع عما إذا كانت تصرفات إثيوبيا في تيجراي تشكل إبادة جماعية.

تم تعيين الوزيرة فلسان وزيرة للمرأة والطفل والشباب في عام 2020 بسبب حملتها للمصالحة بين أكثر من 90 مجموعة عرقية في البلاد. ويبلغ عدد سكانها حوالي 110 مليون نسمة، وهي ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان لها تاريخ طويل من الحروب الأهلية.

وكان من بين جهود الوزيرة التعامل مع الصدمات الاجتماعية بعد العنف، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي تعرضن للاغتصاب بسبب انتمائهن العرقي. وقالت: "لقد وصلت إلى العديد من الضحايا لكن أكره استخدام كلمة الضحية نفسها لأنها تبدو وكأن الناس يشعرون بالعجز".

والآن وخارج المنصب، قد تعود السيدة فيلسان مرة أخرى إلى عملها الخاص كمهندسة سلام، أو ما تسميه تحويل الاختلافات إلى فرص. كانت استقالتها استجابة للضمير. كما كان بمثابة عمل شجاع لحشد الإثيوبيين للانضمام إليها للعمل، كما تسميه، "معًا من أجل الخير".