قرارات قيس سعيد "الاستثنائية" تُفجر حزب "إخوان تونس" من الداخل
بدا أن خريف حركة "النهضة" التونسية الإخوانية، لا يريد أن يولي سريعًا؛ في ظل أكبر أزمة تعصف بالحركة؛ بعد القرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو الماضي، لتصحيح المسار الديموقراطي في البلاد بعدما شرعت الحركة الإخوانية في سياسات قسمت المجتمع، وضاعفت من حالة الاستقطاب فيه، فما كان من الرئيس إلا أن قرر تعطيل عمل البرلمان، وأسقط الحصانة عن النواب؛ تمهيدًا لمحاسبة المتورطين في قضايا فساد منهم، كما أسقط حكومة هشام المشيشي. وخلال الأسبوع الماضي، أصدر الرئيس قيس سعيد مجموعة من القرارات الجديدة، بينها تمديد تعطيل البرلمان، ورئاسة السلطة التشريعية والتنفيذية، وتولي صياغة التعديلات الدستورية.
أزمة "حركة النهضة" التي تداعت شعبيتها في الشارع التونسي تمامًا، على خلفية تأييد الجماهير لقرارات الرئيس قيس سعيد، ورفض التعاطي مع دعوات الغنوشي للنزول إلى الشارع، تضاعفت بعدما أعلن 113 قيادياً من النهضة، اليوم السبت، استقالاتهم، وقالوا، في بيان مشترك، إن ذلك "اعتراف منهم بالإخفاق في معركة الإصلاح الداخلي للحزب".
الباحث في شؤون الحركات الراديكالية، مصطفى أمين، قال لـ"الرئيس نيوز": "تأثيرات قرارات الرئيس قيس سعيد لم تقف فقط على الشكل السياسي لتونس، وإنما امتدت كذلك للتأثير في الأحزاب، فالقرارات كانت بمثابة صدمة للحزب الإخواني؛ إذ كشفت عن فشل مشروعهم السياسي، وتهاوي شعبيتهم في الشارع".
أكد أمين أن الاستقالات أنهت سياسياً وتنظيمياً مشروع النهضة، وفتحت الباب أمام مشروع جديد بوجوه جديدة، مضيفًا: "الاستقالات موجهة في الأساس لراشد الغنوشي، بصفته رئيس الحركة، الذي تسبب في تلك الأزمة وأضعف الحركة شعبيًا بتلك السياسات"، مرجحًا أن تُكون القيادات المستقيلة حزبًا سياسيًا جديدًا، يكون قادرًا على طرح نفسه بخطاب جديد، في محاولة لترميم صورته.
وفي بيان الاستقالة حمَّل قيادات المستقيلة رئيس الحركة راشد الغنوشي، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، بخاصة ما قالوا "إنها صورة مترهلة تدحرج إليها البرلمان، بسبب انحراف وشعبوية بعض أعضائه، وبسبب الإدارة الفاشلة لرئيسه راشد الغنوشي، الذي رفض النصائح بعدم الترشح لرئاسته، تفادياً لتغذية الاحتقان والاصطفاف والتعطيل".
وجاء من بين الموقعين على بيان الاستقالة، قيادات من الصف الأول مثل عبد اللطيف المكي، وسمير ديلو، ومحمد بن سالم، وعدد من أعضاء البرلمان المعلقة أعماله، على غرار، جميلة الكسيكسي، والتومي الحمروني، ورباب اللطيف، ونسيبة بن علي، وعدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، مثل آمال عزوز، وعدد من أعضاء مجلس الشورى الوطني ومجالس الشورى الجهوية والمكاتب الجهوية والمحلية.