حفصة.. مصرية تحيي التراث النوبي سينمائيًا
في السطور الافتتاحية لأغنية منسية تسمى مشكمسي، تعود حسيبة البالغة من العمر 70 عامًا إلى طفولتها على ضفاف النيل في جنوب مصر.
على بعد 200 كيلومتر شمال أرض أجدادها، طلبت حفصة ابنة حسيبة منها أن تغني شيئًا بلغة كنزي (المعروفة أيضًا باسم ماتوكي) - إحدى لغتين نوبيتين يتم التحدث بها في مصر إلى جانب فاديكا - ومن مكان عميق في ذاكرتها، غنت حسيبة مقتطفات وجزء من الأغنية التي أحبتها عندما كانت صغيرة، ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، تقول الأغنية "أشاهد القارب يأتي من بعيد، الأشرعة والأعلام ترفرف في الهواء. أين يمكنني أن أجد قاربًا آخر؟ أفتقد النوبة، أفتقد جبال النوبة".
وتترجم السيدة النوبية السبعينية الأسطر الوحيدة التي تتذكرها من أغنية غير مسجلة للنوبة الفنان عبده الصغير عن ابنتها المخرجة حفصة امبركاب، الفتاة الثلاثينية ذات الملامح المصرية الأصيلة، الشغوفة بالقراءة، والتي قادتها الصدفة إلى أن يصبح اسمها أشهر من نار على علم فى النوبة وأسوان والقاهرة حتى وصل لكل محافظات مصر، سمعت أغنية من والدتها فغيرت مجرى حياتها وقررت إنشاء أول كتيب نوبى للحفاظ على التراث ليكون بمثابة قاموس للغة النوبية إنها حفصة أمبركاب، صاحبة الـ 35 عاما، والحاصلة على دبلوم الاقتصاد فى معهد الدراسات البحوث الإفريقية وتقوم حفصة أمبركاب بإخراج أول فيلم وثائقي لها يستكشف تراثها النوبي.
