ما الجهة المُتهمة بالتورط في المحاولة الانقلابية بالسودان؟
وسط فرض لحالة الطوارئ والاستنفار العسكري، أعلن الخرطوم إحباط محاولة انقلاب عسكرية، قام بها بعض العسكريين، وقد تحصنوا في قاعدة لسلاح المدرعات الذي يتخد من منطقة أم درمان مقرًا له، وقد قام الجيش بسحب الآليات العسكرية التي كانت تحيط بالمنطقة، بينما قامت قوات من الجيش و"الدعم السريع" والشرطة بتأمين المرافق الحيوية في الخرطوم ومدن السودان الرئيسة، في إطار الاستعدادات العسكرية عقب هذه المحاولة الانقلابية.
ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى فلول النظام السابق والعسكريين الذين لا يزالون يوالون الرئيس المعزول عمر البشير، والذي يقبع حاليًا في السجن بسبب تهم فساد مالي، وأخرى تتعلق بعمليات قتل وانتهاكات.
ولا يزال مجلسي السيادة والوزراء السودانيين بشقيه المدني والعسكري، منعقدان حالياً لتدارس الوضع واتخاذ التدابير والتحوطات اللازمة والوقوف على المستجدات وما تم اتخاذه من إجراءات، عقب فشل محاولة الانقلاب التي حدثت هذا الصباح، وسط إجراءات أمنية مشددة.
خطة الانقلاب
وبحسب تقارير سودانية فإن محاولة الانقلاب تضمنت مساعي للسيطرة على إذاعة أم درمان التي تقع على الضفة الأخرى من النيل قبالة العاصمة الخرطوم، وقد استخدم الجيش دبابات لإغلاق جسر يربط الخرطوم بأم درمان في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء.
عضو مجلس السيادة محمد الفكي، أكد لوكالات أنباء دولية أن الوضع تمت السيطرة عليه من قبل الجيش السوداني، وما زالت هناك وحدتان تتبعان لسلاح المدرعات يجري التفاوض معهما لتسليم أنفسهما مع الأسلحة من دون إراقة دماء، لكن اذا لم تتراجع سيتم التعامل معهما بالقوة. وعن تفاصيل التحرك قال الفكي، إن التحرك بدأ بواسطة ثلاث وحدات عسكرية انتشرت بشكل كثيف في محيط الإذاعة السودانية بأم درمان وكوبري النيل الأبيض، لكن تم إلقاء القبض على كل العسكريين، ويجري حالياً التحقيق معهم لمعرفة هويتهم والجهات التي وراء هذا الانقلاب.
متحدث باسم مجلس السيادة في السودان، قال إنه تم احتواء محاولة الانقلاب، والوضع تحت السيطرة، وأن ضباطاً في سلاح المدرعات متورطون في محاولة الانقلاب، إلا أنه لم يتهم أي جحهة بالتورط وراء المحالة الانقلابية.
مصادر عسكرية تحدثت لصحيفة "السوداني" الصادرة في الخرطوم، إلى أن الانقلاب كان يهدف للسيطرة على القيادة العامة والإذاعة والتلفزيون والكباري، ومن ثم يقوم باعتقال جميع أعضاء مجلسي السيادة والوزراء.
اتهامات بالتورط
وبينما استنكر حزب الأمة على لسان رئيسه، فضل الله برمة هذه المحاولة، أكد أن نظام الرئيس السابق عمر البشير يقف وراءها، وطالب بإلقاء القبض على جميع المجموعة الانقلابية وسرعة التحري معها لمعرفة الجهات التي تحركها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقها حتى لا تتكرر مثل هذه المحاولة مرة اخرى.
فيما تشير تقارير صحفية إلى أن المحاولة الانقلابية التي تمت السيطرة عليها صباح اليوم كانت متوقعة قياساً بالأحوال الأمنية المتفلتة في الخرطوم وبعض مناطق السودان المختلفة بخاصة شرق البلاد الذي يشهد منذ يومين احتجاجات مطلبية، فضلًا عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية ضد عناصر النظام السابق، وأن المحاولة قام بها مجموعة من الضباط في الخدمة وآخرين في المعاش قامت بالسيطرة على بعض الجسور وبعض الوحدات العسكرية مثل سلاح المدرعات، وقد تم اعتقال عدد كبير من المشاركين في هذه المحاولة، ويجري الآن محاصرة سلاح المدرعات الواقع بضواحي الخرطوم لتسليم بعض المنفذين لهذه المحاولة أنفسهم.
أكد تقرير لموقع "إندبندنت عربية" أن الانقلابات العسكرية في الفترات الانتقالية متوقعة؛ نتيجة لفقدان بعض العناصر السياسية والعسكرية لمصالحها مع نظام البشير المحلول الذي استمر 30 عاماً، وأن فشل هذه المحاولة أثبت أن ما يقال عن تواطؤ لتهيئة الجو لمحاولة انقلابية غير صحيح، وأن الخرطوم الآن أكثر أماناً والأجهزة الأمنية في أتم استعداداتها ويقظتها والحياة تسير بصورة عادية ولا خوف على الثورة والانتقال الديمقراطي في البلاد.
توقيف متورطون
مسؤول سوداني رفيع، تحدث لوكالات انباء دولية، قال إن السلطات ألقت القبض على العشرات من المحسوبين على النظام المعزول، بينهم ضباط كبار في الجيش السوداني وذلك في أعقاب محاولة انقلابية فاشلة.
أكد المسؤول أن مجموعة من الضباط تحركت صباح اليوم وحاولت السيطرة على سلاح المدرعات بضاحية "الشجرة" جنوب الخرطوم وسلاح المظلات بالخرطوم بحري، كما حاولت مجموعة أخرى تتبع لها السيطرة على التلفزيون والإذاعة، بعد أن حاولت السيطرة على عدد من الجسور بالعاصمة الخرطوم.
شدّد المسؤول على أنه تمت السيطرة على العناصر الانقلابية وتبقت بعض الجيوب بسلاح المدرعات يجري التفاوض معهم للتسليم دون مواجهات عسكرية.