ماذا دار في لقاء البحر الأحمر "الودي" بين السعودية والإمارات وقطر؟
قالت الباحثة في الشؤون الخليجية، أميرة الشريف، إن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، يأتي بمثابة اللقاء الذي وضعت فيه اللمسات النهائية للمصالحة بين الدول الثلاث (السعودية – قطر - الإمارات)، وأن ذلك اللقاء من المؤكد أنه سيكون انطلاقة لعلاقات جديدة بين الدول الثلاث، ولفتت في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "أن مشاورات غير معلنة على مستوى الأجهزة المعنية كانت تدور بين الدول الثلاث كل على حدة للوصول إلى الشكل النهائي الذي يعزز من فكرة المصالحة في منطقة الخليج".
رجحت الشريف أن يكون اللقاء المقبل مع الأمير تميم مع ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وقالت: "من المؤكد أن لقاءات الشيخ طحنون مع الأمير تميم تمهد لذلك اللقاء"، ولفتت إلى أن التحديدات الداخلية هي التي دفعت الأطراف المتخاصمة إلى التعجيل بفكرة المصالحة وإدخالها حيز التنفيذ، وقالت: "الأوضاع الجديدة كذلك في أفغانستان ربما كانت محور نقاش بين المسؤولين الثلاثة".
لفتت الباحثة المتخصصة في الشؤون الخليجية، إلى أن اللقاء الذي عقد في منتجع مطل على البحر الأحمر، جاء بعد نحو شهر من استقبال الأمير محمد بن سلمان، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وقد تسلم الأمير محمد بن سلمان خلال الاستقبال، رسالة من أمير قطر، كما حمّله بن سلمان تحيات الملك سلمان وحملة رسالة للأمير تميم، كما أن لقاء الأمير تميم من الشيخ طحنون هو الثاني من نوعه، حيث أجرى مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان زيارة نادرة إلى الدوحة في 26 أغسطس الماضي.
وخلال الساعات الماضية، نشر مسؤول سعودي صورة تجمع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، في لقاء وصِف "بالودي والأخوي"، وغرد مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي، بدر العساكر، بالصورة على حسابه في موقع "تويتر"، ويظهر بها الثلاثي البارز بلباس بحري صيفي وابتسامة لافتة، من دون أن يحدد التوقيت، وكتب "لقاء ودي أخوي بالبحر الأحمر"، من دون الخوض في أي تفاصيل أخرى عن الاجتماع.
ويعود آخر لقاء بين ولي العهد السعودي وأمير قطر إلى مايو الماضي، وجرى أيضاً على ضفاف البحر الأحمر، وتحديداً في مدينة جدة السعودية (غرب). وكتبت وكالة الأنباء القطرية الرسمية عن الزيارة حينها، أنها "أتت بدعوة من العاهل السعودي، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وبدت العلاقات بين الدول الخليجية في حال أحسن بعد نهاية الخلاف الخليجي إثر "قمة العلا" التي عقدت في 5 يناير الماضي، وحضرها الأمير تميم بعد أزمة دبلوماسية بدأت في يونيو 2017، حين قررت كل من "السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين" قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، لكن بيان العلا الذي وقعت عليه الدول المتنازعة، وضع حداً للخلاف، وأكد ضرورة طي صفحة الماضي بما يحفظ أمن واستقرار الخليج. واتفق حينها "على عدم المساس بسيادة وأمن أي دولة أو استهداف أمنها، وعلى تنسيق المواقف السياسية لتعزيز دور مجلس التعاون"، وكذلك مكافحة الجهات التي تهدد أمن دول الخليج، وتعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية والتطلع إلى مستقبل يسوده التعاون والاحترام بما يحفظ أمن تلك الدول واستقرارها.
وبينما تسير أجواء المصالحة بشكل إيجابي بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، إلا أن العلاقات بين الدوحة والمنامة ضبابية ولا تشير الأمور إلى قرب حدوث انفراجه فيها. فيما تسير أجواء المصالحة بشكل جيد جدًا بين مصر وقطر، حيث يتبادل الرئيس السيسي والأمير تميم المكالمات الهاتفية، كما التقيا سويًا على هامش قمة "بغداد للشراكة والتعاون"، وقد قبل الرئيس السيسي أوراق اعتماد السفير القطري في القاهرة.