محلل أمريكي: الاتحاد الأوروبي وفر الشرعية لطالبان والغرب يتردد في الاعتراف بحكومتها
اعتبر الأكاديمي البارز في "معهد غيتستون" الأمريكي كون كوغلين أن قادة الاتحاد الأوروبي يرتكبون خطأ إذا وفروا الشرعية الدولية للنظام الإسلامي الجديد.
بعد تعيين عدد من المسلحين البارزين في
مناصب عليا في إدارة طالبان الجديدة، تم اتهام الحركة بإرسال فرق الموت لقتل أعضاء
سابقين في قوات الأمن الأفغانية تابعة للوحدتين 011 و 041.
ولفت كوغلين إلى أن النبرة الأكثر اعتدالاً التي يتبنّاها قادة طالبان، دفعت عدداً من القادة الغربيين البارزين إلى إبداء استعدادهم للعمل مع إمارة أفغانستان الإسلامية المنشأة حديثاً، ما أثار مخاوف من أن طالبان ستحقق قريباً هدفها المتمثل بالحصول على قبول القوى العالمية.
وبينما كان كلام الرئيس الأمريكي جو بايدن متناقضاً بشأن مسألة الاعتراف بالنظام الإسلامي الجديد، قائلاً إن الأمر متروك لطالبان لتقرر ما إذا كانت تريد اعترافاً دولياً، أظهر بعض الحلفاء الرئيسيين لواشنطن مزيداً من الحماسة لإقامة علاقات مع النظام الجديد في كابول.
وتحسّنت فرص الحركة في الحصول على اعتراف دولي أوسع بشكل كبير، بعدما أبدى عدد من السياسيين الأوروبيين البارزين استعدادهم للعمل مع النظام الجديد.
طالبان تعود لنهجها القديم
على الرغم من ذلك، فإن الخطط الأوروبية لإقامة علاقات أوثق مع كابول تتعرّض لانتكاسات بسبب سلوك نظام طالبان الجديد الذي، بدلاً من الوفاء بوعده بالإصلاح، يبدو أنه يعود إلى نهجه القديم.
وبعد تعيين عدد من المسلحين البارزين في مناصب عليا في إدارة طالبان الجديدة، تم اتهام الحركة بإرسال فرق الموت لقتل أعضاء سابقين في قوات الأمن الأفغانية تابعة للوحدتين 011 و 041، وهما وحدات بريطانية وأمريكية كانت مسؤولة عن البحث عن أفراد من طالبان واستجوابهم، وكان مقرها سابقًا في مقر المخابرات الأفغانية ، المديرية الوطنية للأمن (NDS) في كابول.
تحذير لأوروبا
ودفع سلوك طالبان القاسي في مطاردة أعدائها السابقين مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إتش آر ماكماستر إلى تحذير الدول الغربية من إقامة علاقات دبلوماسية مع النظام الجديد.
وقال ماكماستر: "نحن نعرف من هم، وكيف يتمّ تجنيدهم، ولماذا يشكّلون خطراً. طالبان عازمة على فرض شكل وحشي من الشريعة على الشعب الأفغاني، ومتشابكة مع الإرهابيين العازمين على مواصلة جهادهم ضد كل من لا يلتزمون بالتفسير المنحرف للإسلام".
وختم كوغلين أنه للحكم على سلوك طالبان المتصلّب بشكل متزايد منذ استيلائها على السلطة الشهر الماضي، هناك القليل من الأدلة التي تُشير إلى أن المسلحين الإسلاميين على استعداد لتبنّي نهج أكثر تصالحية لحكم الشعب الأفغاني؛ وهو موقف يجب أن يؤخذ في الاعتبار قبل أن يرتكب الأوروبيون الخطأ الكارثي المتمثّل في تزويد النظام الإسلامي الجديد في أفغانستان بالشرعية الدولية.